رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرار أغانى وأفلام العيد

جريدة الدستور

ارتبط الاحتفال بالأعياد فى ذاكرة الشعب المصرى بالأغانى والأفلام التى قدمها كبار المطربين والفنانين، وصارت علامات فى تاريخ الغناء والسينما ومصدرًا للبهجة والفرحة.. فما قصة هذه الأغنيات والأفلام وكواليس صناعتها، وكيف أثرت فى وجدان الناس؟

 

يا ليلة العيد

كانت لأغنية «يا ليلة العيد» كواليس خاصة، إذ كتبها الشاعر أحمد رامى ولحنها رياض السنباطى وغنتها أم كلثوم عام ١٩٤٠ فى فيلم «دنانير»، لكنها حُذفت منه إرضاء للنقاد الذين اعترضوا على وجودها، حسبما ورد فى كتاب «الأصنام» لمؤمن المحمدى.

وقال «المحمدى»: «اعترضوا على الأغنية، إزاى أغنية بالعامية تتغنى لهارون الرشيد؟ وفى الأغنية كوبليه فى الآخر، يقول: (يعيش هارون، يعيش جعفر، ونحييلهم ليالى العيد)».

وأضاف أن الأغنية حُذفت من الفيلم لكنها ظلت تغنى فى الإذاعة المصرية وفى الحفلات الفنية، إلى أن غنتها كوكب الشرق أمام الملك فاروق، فى حفلة نادى الأهلى عام ١٩٤٤.

وواصل: «طبعًا الأغنية لما خرجت من الفيلم ما بقاش مفهوم مين هارون ومين جعفر، فالكوبليه مبقاش ليه لازمة، عشان كده الآنسة أم كلثوم قررت تغيير الكلام، وبقى الكوبليه، (يعيش فاروق ويتهنى، ونحييله ليالى العيد)».

وبعد قيام ثورة يوليو ١٩٥٢، حذف الكوبليه الخاص بالملك فاروق من الأغنية، وأصبحت: «يبقى النيل ذاته هو الحل، يا نيل، وتتهنى، ونحييلك ليالى العيد».

وأدلت أم كلثوم بتصريحات لمجلة «الصباح»، فى عددها الصادر فى ٢٨ سبتمبر ١٩٤٤، قائلة: «لا أكتمك أننى قبل أن أبدأ غناء (يا ليلة العيد) فى تلك الليلة النادرة الوجود كنت عادية، شأنى فى ذلك شأن كل حفلة أغنى فيها، وحين غنيتها كان الجو جميلًا مبهجًا للنفس، والجمهور الذى حضر الحفلة كان نخبة ممتازة».

العيد فرحة

كشف الموسيقار الراحل جمال سلامة عن كواليس أغنية «العيد فرحة» التى لحنها، مشيرًا إلى أن الشاعر عبدالوهاب محمد كتب كلماتها، وطلب منه لحنًا يليق بكونها كلمات شبابية.

وذكر أنه عرض الأغنية على المطربة صفاء أبوالسعود، فترددت فى الموافقة، ثم اقتنعت فى الأخير وغنتها، حيث أنتجها التليفزيون المصرى، وأخرج مجدى أبوعميرة الكليب الخاص بها، وطرحت وحققت نجاحًا كبيرًا فاق توقعات صناعها.

صراع ساخن فى السينمات

شهد عيد الفطر عام ١٩٩٩ صراعًا على دور العرض السينمائية بين الفنانين الكبار، حيث تنافست أفلام «النمس» بطولة محمود عبدالعزيز ونهلة سلامة وسهام جلال وإخراج على عبدالخالق، و«سوق المتعة» تأليف وحيد حامد، وبطولة محمود عبدالعزيز وإلهام شاهين وفاروق الفيشاوى، و«بونو بونو» للفنانة نادية الجندى، و«أرض الخوف» للفنان أحمد زكى.

وذكرت جريدة «الأحرار»، عام ١٩٩٩، أن فيلم «النمس» عرض من خلال سينمات شركة «نهضة مصر» وعددها ١٤ سينما، منتشرة بالقاهرة والإسكندرية والجونة، أما «سوق المتعة» فقد اتفق وحيد حامد وقتها مع شركة «شعاع» على أن تعرض الفيلم فى محافظات القاهرة والإسكندرية وبورسعيد.

أما «بونو بونو» فعرض فى ٤ دور تابعة لشركة «اتحاد الفنانين» التى تملك سينما «ريفولى»، فيما فضلت «شعاع» تأجيل عرض «أرض الخوف»، كونه لا يتناسب مع اهتمامات الجمهور فى العيد.

وفى ذلك العام، تم تأجيل عدد من الأفلام من إنتاج التليفزيون المصرى، وبلغ عددها ١٣ فيلمًا بتكلفة مليونى جنيه، منها: «عنبر والألوان» و«المهمة» و«أحلام مسروقة» و«الأخطبوط» و«قدر امرأة» و«أحلام الصبايا» و«إحنا بتوع الكارو» و«الفرح» و«اختفاء جعفر المصرى» و«كونشرتو درب السعادة» و«سنة أولى ثانوى»، ورفضت شركات التوزيع السينمائى تلك الأفلام، لأنها غير مربحة لدور العرض بسبب قلة الإقبال الجماهيرى عليها.

وقالت جريدة «الأحرار»: «الجمهور واثق من أنه سيشاهد هذه الأفلام على شاشة التليفزيون بدون عناء يذكر، إضافة إلى السمعة السيئة لمستوى أفلام التليفزيون».

وكان فيلم «الظالم والمظلوم»، للفنان نور الشريف، من أبرز العناوين التى طُرحت خلال مواسم الأعياد، حيث استهدف صنّاعه تعويض خسائرهم من خلاله.

وقالت مجلة «المصور» إن منتج الفيلم هانى جرجس فوزى قد تكبد خسارة فادحة فى فيلمه «لماضة»، بسبب اختياره توقيتات غير مناسبة لعرضه، وأراد تعويض خسائره من خلال «الظالم والمظلوم».

وأثارت الفنانة نادية الجندى جدلًا فى أحد مواسم الأعياد بسبب فيلمها «أمن دولة»، وقال الكاتب والسيناريست مصطفى محرم والمخرج كريم جمال الدين إنهما سيتقدمان بمذكرة إلى الرقابة على المصنفات الفنية تفيد بأن نادية الجندى غيرت اسم الفيلم من «المهمة الأخيرة» إلى «أمن دولة»، وهو ذات الاسم الذى يحمله فيلم آخر بعنوان «قضية أمن دولة» بطولة يسرا وإخراج كريم جمال الدين، وكتب السيناريو والحوار الخاص به مصطفى محرم. وتدخل منتج الفيلم محمد مختار، وأقسم على أن مصطفى محرم هو الذى اختار اسم «أمن الدولة» بنفسه حتى يتناسب مع الأحداث الحقيقية للفيلم، وكان أولى به، باعتباره كاتب السيناريو فى الفيلمين، أن ينتبه إلى هذا المأزق الذى وضع نفسه فيه.

سوق الكاسيت تشتعل

شهد عام ١٩٩٨ صراعًا بين المطربين الكبار فى سوق «شرائط الكاسيت»، وذكرت جريدة «الأحرار» أن استديوهات التسجيل تشهد حركة نشطة لا تقل عن بلاتوهات التمثيل.

وقال الصحفى طارق مرسى: «فى أوائل شهر يناير من هذا العام، تم الانتهاء من تسجيل أكثر من ٢٠ ألبومًا غنائيًا مقررًا طرحها فى الأسبوع الأخير من رمضان، حتى أول أيام عيد الفطر المبارك لعدد كبير من نجوم الطرب أصحاب السمعة الموسيقية الجيدة فى سوق الغناء فى نوبة طرب حادة».

وكانت سوق «الكاسيت» قد شهدت حالة كساد فى فترة أواخر الثمانينيات، وعانى منها كبار المطربين، أمثال وردة وراغب علامة ولطيفة وأصالة، ولم تتخط أرقام مبيعاتهم تكاليف الدعاية الضخمة التى أنفقت على أعمالهم.

وأشارت جريدة «الأحرار» إلى أن المنتج مجدى العمروسى، الذى كان يدير شركة «صوت الفن»، كان ينوى طرح أكثر من ٣ ألبومات فى مقدمتها ألبوم للفنانة نجاة الصغيرة وألبومان للمطربتين المعتزلتين سمية قيصر وجيهان مراد.

ورغبت شركة «روتانا» فى تعويض خسائرها التى تكبدتها عام ١٩٩٧، بعدما طرحت ألبومات «أحلام البنات» لغادة رجب و«ماحدا لحدا» لنجوى كرم و«طال الليل» لمصطفى قمر، التى حققت مبيعات متواضعة.

واتجهت الشركة لإصدار مجموعة ألبومات جديدة للمطربة ليلى غفران والمطرب السورى أكرم سلمان، والمطرب كاظم الساهر الذى أنتجت له حينها ألبوم «أنا وليلى».