رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وكيل الأزهر: التجديد من لوازم الشريعة.. وخوض غير المؤهلين فيه «تدمير وتبديد» (حوار)

الدكتور محمد الضوينى،
الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر الشريف

شدد الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر الشريف، على أن المؤسسة تنظر إلى التجديد باعتباره لازمًا من لوازم الشريعة الإسلامية، لا ينفك عنها، بهدف مواكبة مستجدات العصر وتحقيق مصالح الناس.

ونبّه «الضوينى»، فى حواره مع «الدستور»، إلى أن هذه النظرة تقوم أيضًا على أن التجديد صناعة دقيقة، لا يحسنها إلا الراسخون فى العلم، وخوض غير المؤهلين فيه يسهم فى تحويله إلى تدمير وتبديد.

واستعرض وكيل الأزهر جهود المؤسسة فى مواجهة الفكر المتطرف وفوضى الفتاوى ودعم المرأة، فضلًا عن خططه لمواجهة الأفكار الجدلية المثيرة للشبهات وقد تمس العقيدة، كاشفًا فى الوقت ذاته عن آخر الاستعدادات لعقد امتحانات الثانوية الأزهرية.

■ بداية.. ما تقييمكم للوجبة الدعوية التى قدمتها المؤسسات الدينية فى شهر رمضان؟

- شهر رمضان فرصة للتقرب إلى الله بالطاعات والعمل الصالح، وبذل الكثير من الجهد فى تقريب الناس إلى الله تعالى، ورفع وعيهم بأمور دينهم، ومن هذا المنطلق تتكامل المؤسسات الدينية فيما بينها لإيصال رسالتها على الوجه الأكمل، ولتحقيق ما نسعى له جميعًا من إرساء أسس السلام والتعايش.

وخلال هذا العام انطلق الأزهر، بكبار علمائه وباحثيه من الشباب والمتخصصين فى شتى المجالات الشرعية، لتلبية احتياجات الكثير من المسلمين، ليس فى مصر فقط، بل حول العالم، والرد على تساؤلاتهم فى مختلف الموضوعات، وإدخال السرور على قلوبهم وبيوتهم من خلال بث يومى لشعائر صلاتى العشاء والتراويح من الجامع الأزهر، بالإضافة إلى البث المباشر لبرنامج فتاوى الأزهر بشكل يومى، من خلال نخبة من علماء وأساتذة الأزهر الشريف.

كل ذلك يأتى إلى جانب برنامج الإمام الطيب، الذى يشرح خلاله فضيلة الإمام الأكبر أسماء الله الحسنى، ويبث على عدد من القنوات الفضائية فى مصر والعالم العربى، فضلًا عن بثه على منصات التواصل الاجتماعى المختلفة للأزهر الشريف والعديد من المواقع والقنوات. 

وحرصنا فى الأزهر الشريف على تنظيم احتفالات بالمناسبات الدينية والوطنية خلال هذا الشهر الكريم، لربط المسلمين فى مصر والعالم بتلك الأحداث المهمة، مثل ذكرى تأسيس الجامع الأزهر، وانتصارات العاشر من رمضان، وفتح مكة، وغزوة بدر الكبرى، وعيد تحرير سيناء، وليلة القدر، وغيرها. 

وأنتجنا فى الأزهر الشريف عددًا من البرامج باللغتين العربية والإنجليزية، لأعضاء هيئة كبار العلماء والوعاظ الشباب، تستهدف التعريف بأحكام ترتيل القرآن الكريم وتلاوته تلاوة صحيحة، وبيان الأحكام الشرعية فى مختلف القضايا.

كما نظم مجمع البحوث الإسلامية ومركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية والمركز الإعلامى بالأزهر العديد من الحملات التوعوية والدعوية، على مختلف المنصات التابعة للأزهر الشريف وقطاعاته المختلفة، بهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الفئات المستهدفة، والرد على مختلف تساؤلاتهم.

■ وماذا عن أبرز الملفات على طاولة فضيلتكم فى الوقت الحالى؟

- فى ضوء توجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يتم التركيز فى الوقت الحالى على تنفيذ عدد من الخطط فى المجالين الدعوى والتعليمى، على رأسها خطة الارتقاء بإمكانات الأئمة والوعاظ، من خلال إعداد المناهج العلمية والبرامج المتخصصة التى تقدمها أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ.

بالإضافة لذلك، فإنه وعلى مستوى القطاع التعليمى، يواصل قطاع المعاهد الأزهرية جهوده فى تطوير المنظومة التعليمية والتحول الرقمى والارتقاء بمستوى المعلمين والمعاهد الأزهرية فى مختلف المناطق.

كما أن الأزهر يولى أهمية خاصة للجنة المصالحات، فنحن حريصون دائمًا على التدخل فى جميع النزاعات التى تنشأ بين أهلنا فى مختلف محافظات الوجه القبلى، وصولًا إلى وضع تسوية كاملة وحل جذرى لأسبابها، للتأكد من عدم نشوبها مرة أخرى.

أيضًا، وفى ضوء التصدى لفوضى الفتاوى، نقدم الدعم الكامل لمجمع البحوث الإسلامية، ومركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، لتوفير الفتاوى الصحيحة على أرض الواقع وإلكترونيًا، بما يسهل عملية التواصل مع الناس.

■ قضية تجديد الخطاب الدينى تشغل الدولة، ويوليها رئيس الجمهورية اهتمامًا خاصًا.. كيف يمكن تحقيق أهداف الدولة بشأنها من وجهة نظرك؟

- اتخذ الأزهر الشريف خطوات عدة من أجل تجديد الفكر والعلوم الإسلامية، فى إطار مهمته لنشر صحيح الدين الإسلامى فى ربوع العالم، وعلى رأسها القرارات الصادرة لتجديد الخطاب الدينى بدءًا من عام ٢٠١١، عقب تولى الإمام الدكتور أحمد الطيب منصب الإمام الأكبر.

ظهر ذلك فى العمل على تطوير المناهج الأزهرية، وتنقيحها من النصوص والأقوال التراثية التى قيلت فى سياقات مختلفة لا تتناسب والواقع المعاصر، وأيضًا إنشاء الهيئات والقطاعات الجديدة التى تُعنى بالفكر الإسلامى وقضاياه المعاصرة، وتُسهم فى تجديد الفكر الدينى ونشر الفهم الوسطى للإسلام.

وفى ٢٠١١ أيضًا، أنشأ الأزهر الشريف «بيت العائلة المصرية» بالتعاون مع قداسة البابا شنودة الثالث، للحفاظ على النسيج الاجتماعى لأبناء مصر، كما أنشا «مرصد الأزهر» فى ٢٠١٥؛ لرصد الفكر المتطرف وتفنيده وبيان فساده، وسد جميع النوافذ التى تتسلل من خلالها التنظيمات المتطرفة والجماعات الإرهابية إلى عقول الشباب، علاوة على إنشاء «أكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثى الفتوى» فى عام ٢٠١٩، ضمن جهود الأزهر لمواجهة الفكر المتطرف.

وعقد الأزهر الشريف العديد من المؤتمرات الدولية والندوات التى تسهم فى تجديد الفكر الدينى، وتناقش المفاهيم المغلوطة، وتسهم فى نشر الوسطية والحد من أفكار التطرف والإرهاب.

وفى ٢٠٢٠، نظم الأزهر الشريف مؤتمرًا عالميًا برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعنوان: «مؤتمر الأزهر العالمى لتجديد الفكر والعلوم الإسلامية»، أكد فيه علماء الأمة المشاركون أن التجديد لازم من لوازم الشريعة الإسلامية، لا ينفك عنها، لمواكبة مستجدات العصور وتحقيق مصالح الناس، كما أنه صناعة دقيقة، لا يحسنها إلا الراسخون فى العلم، وعلى غير المؤهلين تجنب الخوض فيه، حتى لا يتحول التجديد إلى تبديد.

والجديد الذى سيُعلن فى القريب العاجل هو افتتاح ٥٠٧ مكاتب لتحفيظ القرآن الكريم، بالتعاون مع وزارة الأوقاف فى عدد منها.

■ هل تجديد الخطاب الدينى منوطة به المؤسسات الدينية فقط؟

- مسألة تجديد الخطاب الدينى والتجديد فى الفكر وعلوم الإسلام، كما قلت وأقول دائمًا، صناعة علمية بالغة الدقة لا يُحسنها إلا الراسخون فى العلم، والزج بغير المؤهلين فى هذا الموضوع، يحول التجديد إلى ما يُشبه محاولة للتدمير والتبديد.

لكن الأزهر دائمًا ما يستمع إلى مختلف الآراء، ويدرس المجتمع وقضاياه، وبناءً عليه يكون التحرك قائمًا على وعى كامل وإلمام تام بأبعاد القضايا المراد التجديد فيها من قبل المتخصصين العاملين على هذه المسألة الدقيقة.

■ البعض يلوم على الأزهر عدم حسم بعض الأمور الجدلية التى تطرأ على المجتمع، خاصة الموضوعات التى تستهدف التشكيك فى المعتقدات.. ما تعليقكم؟

- يؤدى الأزهر الشريف دوره بشكل كامل فى التصدى للأمور الجدلية وغيرها من الأمور التى قد تمس عقيدة المسلمين، ويحرص على توضيحها أولًا بأول للجمهور، مع تفنيد كل ما يثار حولها من شبهات قد ينتج عنها تشكيك عامة الناس فى دينهم، أو الضرب فى ثوابت ديننا الحنيف.

يتم ذلك عبر البيانات الرسمية والفيديوهات وباحثى الأزهر وأساتذته المتخصصين فى مختلف علوم العقيدة وأصول الدين، انطلاقًا من رسالة الأزهر الشريف بصفته المؤسسة القائمة على حماية الدين.

■ ما مردود القوافل الدعوية التى يطلقها الأزهر الشريف فى المحافظات؟

- القوافل الدعوية هى استكمال لدور الأزهر الدعوى والدينى، وما تحمله تلك القوافل من رسائل من شأنها شرح وتبسيط مفاهيم الدين، هى رسائل تنويرية تهدف إلى الارتقاء بالمفهوم الدينى، والإلمام بقضايا الدين، والرد على استفسارات الجماهير.

وهذه القوافل أداة من أدوات حرص الأزهر على تجديد الخطاب الدينى والتواصل الاجتماعى، وإتاحة الفرصة للحوار بين علمائنا وواعظينا والمواطنين على أرض الواقع، كما أنها تمثل خطوة مهمة لنشر الفكر المستنير ومواجهة التطرف وكل ما يحويه من أفكار لا تنتمى إلى الدين الإسلامى، وحمل أعضاؤها على عاتقهم رسائل الأزهر، من أجل إيصالها إلى كل فرد فى المجتمع.

لذلك بعث الأزهر القوافل الدعوية لتجوب المدن والمحافظات، ولم تعد مقتصرة فقط داخل جدران الجامع الأزهر. كما أن الأمر لا يقتصر فقط على القوافل الدعوية الداخلية، بل امتد ليشمل العديد من الدول على مستوى العالم، لإيصال رسالة الإسلام إلى العالم أجمع. 

■ قضايا المرأة شهدت اهتمامًا كبيرًا من الأزهر، فى ضوء توجيهات الدولة لدعم وتمكين المرأة، هل هناك جديد فى هذا الملف؟ 

- بالفعل، الأزهر يولى اهتمامًا كبيًرا بقضايا المرأة، ليس المرأة فقط وإنما كل ما يخص الأسرة والطفل. ودعا الأزهر إلى ضرورة استغلال طاقات المرأة المُهدرة وإعطائها حقوقها كاملة، باعتبارها شريكًا أساسيًا للرجل فى تعمير الأرض وإصلاح المجتمعات وبناء الأوطان. كما دعا إلى احترام كرامتها الإنسانية فى مواجهة كل أشكال التهميش والتمييز والعنف والاستغلال الذى تتعرض له حول العالم من قتل وسبى واغتصاب واختطاف.

ومن المعلوم أن الشريعة الإسلامية أعلت وأعزت من مكانة المرأة، وصانت حقوقها وأقرت لها ذمة مالية خاصة، وبالتالى يمكن القول إن ما تعانيه المرأة ناتج عن الابتعاد عن تعاليم الدين الإسلامى، والاحتكام إلى أعراف اجتماعية ظالمة وعادات وتقاليد بالية.

لذا يرى الأزهر أن الخطوة الأولى فى مجال تمكين المرأة هى تعريفها بحقوقها ومواجهة العادات الاجتماعية التى تهدر حقوقها، لذلك حمل الأزهر- على سبيل المثال- راية الدفاع عن حقوق الفتيات الصغيرات ورفض زواج القاصرات، لما يتضمنه من أذى نفسى وعقلى وجسدى للفتاة، وأيد الأزهر القانون الذى يحدد سن زواج الفتيات بـ١٨ عامًا، مشددًا على أن الإسلام لا يبيح الزواج الذى يترتب عليه ضرر نفسى أو ضرر اجتماعى أو ضرر أخلاقى.

كما دافع الأزهر عن حق الأم المطلقة فى رعاية أبنائها وعدم حرمانها منهم، حرصًا على صحة البناء النفسى والعقلى للأطفال، مؤكدًا أن حضانة الطفل حق من حقوق الأم، وأن تحديد انتهاء حق الحضانة ببلوغ سن الـ١٥ لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، ودعا الإمام الأكبر إلى ضبط ظاهرة فوضى تعدد الزواج وفوضى الطلاق.

■ وماذا عن دعم المرأة بعيدًا عن الجانب الشرعى؟ 

- دعم الأزهر قضايا المرأة لم يقتصر على الجانب الشرعى، وأطلق الأزهر الشريف بالتنسيق مع المجلس القومى للمرأة عدة حملات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى، ومحاضرات وندوات فى المدارس والمعاهد والجامعات الحكومية والخاصة، من أجل تثقيف المرأة والارتقاء بها، لمواكبة مستجدات العصر وتفعيل دورها فى المجتمع.

وتم تخصيص مبنى كلية الأزهر المقام على مساحة ١٢ فدانًا فى مدينة الخانكة بالقليوبية، لإنشاء أول كلية تربية رياضية للبنات تابعة لجامعة الأزهر، بما يعكس الاهتمام بالفتاة الأزهرية، والحرص على مواجهة العادات والتقاليد البالية التى تحرم الفتيات من حقوقهن الطبيعية، وبدأت الدراسة بالكلية خلال العام الدراسى ٢٠١٧/٢٠١٨.

ووضع الإمام الأكبر، بصفته رئيس مجلس أمناء «بيت الزكاة والصدقات المصرى»، سداد ديون الغارمات كأحد أهم أولويات بيت الزكاة والصدقات، بالتعاون مع وزارتى الداخلية والعدل، لموافاة «بيت الزكاة» بقاعدة البيانات الخاصة بالمحكوم عليهن فى قضايا تتعلق بعدم سداد ما يستحق عليهن للدائنين، حتى يتسنى لمجلس أمناء البيت اتخاذ ما يراه مناسبًا لأداء ديونهن.

■ هل هناك إجراءات متبعة جديدة لامتحانات هذا العام؟

- نراعى جدًا أن نضع فى الاعتبار مستوى الطالب المتوسط، والالتزام بالمناهج المقررة على الطلاب، وخلال فترة الامتحانات نعمل على توفير الإجراءات اللازمة لراحة الطلاب، ونبهنا على اللجان بضرورة متابعة ضوابط مكافحة فيروس «كورونا»، مع توفير أجهزة كواشف الحرارة لقياس درجات حرارة طلاب الشهادة الثانوية قبيل دخول اللجان، وتوزيع كمامات ومطهرات على الطلاب. 

وحرصنا على زيادة مقار اللجان، والتأكد من صلاحيتها لأداء الامتحان، ومعاينة مراكز توزيع الأسئلة، والتأكد من تأمينها، ومخاطبة مديرية الصحة فى كل محافظة لوجود طبيب وزائرة صحية، فضلًا عن توفير غرفة عزل داخل كل معهد، ومخاطبة مديرية الأمن لتوفير التأمين اللازم للجان.

وخلال فترة الامتحانات هناك غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة تتم متابعتها بشكل لحظى مباشر، وغرفة عمليات القطاع، مع التشديد على متابعة غرفة توزيع الأسئلة، وحسن اختيار أعضاء مراكز الأسئلة ومراكز التصحيح.

■ وماذا عن خطة تطوير المناهج الأزهرية؟

- دشّنا مجلسًا أعلى للتعليم الأزهرى قبل الجامعى، يضم العديد من خبراء التعليم، وتكون مهمته الأساسية الإشراف على تطوير المناهج التعليمية وتحديثها بشكل دائم ومستمر، ووضع الخطط والاستراتيجيات التى من شأنها النهوض بالعملية التعليمية فى الأزهر الشريف، بما يتواكب مع مستجدات العصر، وسوف نواصل جهود التطوير بشكل مستمر، بما يحقق الريادة دائمًا لمنظومة التعليم الأزهرى.

■ كيف ترد على الاتهامات بوجود «شوائب تطرف» فى المناهج الأزهرية؟

- معظم من يرمون هذه الاتهامات بالباطل لم يطلعوا على مناهج الأزهر التى تُدرس فى المعاهد والجامعات، فالمناهج الأزهرية المعاصرة أراها أقرب ما تكون لملامسة واقع المجتمعات، وحاجته لمكافحة أفكار الجماعات المتطرفة التى اعتادت الإساءة للإسلام.

وقد قرر الأزهر مادة «الثقافة الإسلامية» لمراحل التعليم قبل الجامعى، وضمن هذه المادة مناهج وموضوعات خاصة ببيان منهج الإسلام الصحيح حول بعض الموضوعات التى تستغلها الجماعات الإرهابية، وتسىء استخدامها لاستقطاب الشباب والنشء، مثل «الخلافة» و«القتل» و«الجهاد» و«الحاكمية»، وحدود علاقة المسلم مع غيره من أتباع الديانات الأخرى.

ويجرى الأزهر الشريف- تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر- مراجعة دورية للمناهج، للتأكد من مدى ملاءمتها لواقع المجتمعات المعاصرة.

ما رؤيتكم لدور الدراما فى مناقشة القضايا الوطنية والمجتمعية؟

- دور الفن الهادف أصبح يوازى دورنا فى الأزهر الشريف، فهدفنا مشترك هو مناقشة القضايا وطرح الحلول، خاصة أن الدراما الهادفة تطرح القضية بحلولها كافة. على الجانب الآخر، هناك خطأ يقع فيه صناع الدراما، يتمثل فى طرح القضية دون معالجة، أو استعراضها بصورة خاطئة، فمثلًا لو سيتم عرض صورة لرجل الدين فى الدراما، وكانت لشخص سيئ، لا بد أن نعرض أيضًا النموذج الصحيح لرجل الدين، وهذا من منطلق الموازنة فى العمل الدرامى.

ولو تحدثنا عن الأعمال الناجحة التى تناولت قضية سياسية ومجتمعية هذا العام مثل مسلسل «الاختيار»، فهو من الأعمال الناجحة التى عرضت تاريخًا لن ينساه المصريون، فالمسلسل من واقع حياة عشناه وعُرضت أحداثه بكل موضوعية ومنطقية.