رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«صدقتك مش مكانها الشارع».. ثروات المتسولين في رمضان (إنفوجراف)

أرشيفية
أرشيفية

إعتادت «ندى.ن»، عشرينية، إخراج صدقتها أو زكاتها إلى المتسولين في الشارع، بمجرد أن يصعدوا درجات مترو الأنفاق، ويبدأون في حكي قصص تخصهم، عن حاجتهم للمال لشراء الأدوية والطعام تشعر هي بالضعف وتعطيهم.

ولكن في أول أيام شهر رمضان الحالي، حدث ما لم تكن تتوقعه ودفعها للتوقف عن إعطائهم أي أموال. وجدت سيدة عجوز تحمل طفل رضيع تدعي أنه مريض بالسرطان على الفور أعطتها بعض الأموال دون السؤال عن شيء.

ندى: «المتسولة تكسب في اليوم أكثر من 500 جنيه»

مرّ يومين حتى قابلت نفس السيدة وهي تتشاجر مع بعض المتسولين الآخرين زملائها وتقول لهم: «محدش يدخل على شغل حد أنا إمبارح عاملة 500 جنيه بس يعني ربع اللي كنت بعمله زمان»، ليس ذلك فحسب بل وجدت الصغير ملقى على الأرض.

تقول ندى: «كانت صدمتي بالغة حين رأيتها تتعارك بسبب أنهم أغفلوا دورها في التسول، وأنها تستخرج في اليوم الواحد أكثر من ذلك المبلغ، لم أستطع نهرها أو التحدث معها لأنني شعرت بالخوف الشديد من ذلك».

ندى هي إحدى ضحايا المتسولين الذين ينتعش نشاطهم في شهر مثل رمضان، ويتحصلون على مبالغ ضخمة من الأموال جراء التسول في وقت حرمت فيه الإفتاء ذلك الأمر ووضعت شروطًا لإخراج الزكاة أو الصدقة.

ولذلك صعد هاشتاج «صدقتك مش مكانها الشارع» بالأمس على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، حكى فيه عدد من المواطنين حكايات تعرضوا فيها للنصب من متسولين، والتي تكشف عن تربح هؤلاء الأفراد لثروات ضخمة.

ما حكم إعطاء المستولين.. الإفتاء ترد

وفي مطلع شهر رمضان الحالي حسمت الإفتاء الأمر حول الزكاة أو الصدقة للمتسولين بعدما ورد لها سؤال على صفحته الرسمية مفاده «ما حكم الشرع في التسول، وما حكم إعطاء المتسولين المنتشرين في الأماكن العامة؟»، وأجابت الإفتاء: «يختلف الحكم الشرعي في سؤال الناس باختلاف الأحوال، فيكون حرامًا إذا كان صاحب السؤال غنيًّا أو لديه ما يكفيه، لأن فيه مذلة بغير وجه حق».

صفحة الإفتاء

وأضافت دار الأفتاء، أن يكون مباحًا له إن كان فقيرًا لا يقدر على الكسب لضرر وقع به، وقد يكون واجبًا إن عجز مطلقًا عن الكسب وحياته مرهونة بالسؤال، مشددة على ضرورة الأخذ في الاعتبار أن هذا لا يكون إلا بقدر الحاجة، وألا تُتخذ المسألة مهنةً؛ لأنها في الأصل مذمومة شرعًا، ويجوز إعطاء السائل في الشارع إذا غلب على الظنِّ أنه محتاج.

وأشارت الإفتاء، إلى أن الأصل في سؤال الناس مِن غير حاجة أو ضرورة داعية أنه مذموم في الشرع؛ لأنه يتضمن المذلة والمهانة للمسلم، وهو مما ينزهه عنهما الشرع الشريف، وأن المحتاج الحقيقي لا يسأل الناس.

متسول يدعي وفاة شقيقه لأسبوعين

من مترو الأنفاق إلى قطارات السكة الحديد، كانت “سعاد.خ”، إحدى الفتيات اللاتي نصب عليهن من قبل المتسولين، حين فوجئت بأحد الأشخاص يصعد القطار ويحكي أن شقيقه توفى منذ ساعات وهو مغترب ويريد أموال من أجل دفنه.

تقول: «على الفور تعاطفنا جميعًا معه وقمنا بجمع كل ما لدينا من أموال ودفعت لوحدي 300 جنيه، لأن إكرام الميت دفنه وهو مغترب ومن الممكن أن تفسد جثة أخيه، لاسيما أنه أكد أنها ملقاه في الشارع».

مر أسبوعان على تلك الواقعة، وفي عودة سعاد للقاهرة من جديد فوجئت بذات الشخص يصعد القطار ويدعي أن شقيقه متوفي ويريد دفنه: «ليس من المنطقي أن جثة شقيقه لم تدفن إلى الآن فقد جمع ما يقرب من ألف جنيه في المرة الأولى داخل عربة واحدة من القطار».

تضيف: «كانت صدمة شديدة ليّ لم أستوعب وقتها الخطأ لدى من؟، هل أنا أخطأت لتعاطفي معه أم أنه يستحق التعاطف بالفعل؟، ومنذ تلك الواقعة وأنا لا أقوم بإعطاء المتسولين أي أموال ولم يعد لدي أي ثقة فيهم».

11 ألف متسول في مصر

الأرقام عن أعداد المتسولين في مصر مفزعة، حيث أصدر المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية دراسة في العام 2019 قدرت العدد الإجمالي للمتسولين بنحو 11000 نحو 7500 منهم أطفال.

انفوجراف الدستور

 كما تحتل القاهرة المركز الأول في أعداد المتسولين بأعداد تتراوح بين 4000 و5000 متسول تليها الإسكندرية وبها 1600 متسول، مبالغ يومية تتراوح ما بين 600 - 620 ألفًا من الجنيهات، وأكدت الدراسة أن 3٫41٪ من المتسولين يتم إجبارهم على ممارسة التسول بغير إرادتهم، كذلك فإن 75٪ من المتسولين يحملون صفة متسولى المواسم مثل رمضان والأعياد.

انفوجراف الدستور