رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف لقنت إيناس عبدالدايم «ع. ع» درسًا مهمًا قبل اعتصام المثقفين؟

الشهادة لله إن فكرة وجود مبدع إخوانى كانت محل شك، حتى جاء «ع.ع» أو علاء عبدالعزيز وزيرًا، فتحول الشك إلى يقين، القوى الناعمة المصرية كانت أهم ما يقلق التنظيم الإرهابى، كل ما وزعوه من زيت وسكر مقدور عليه، لكن أفكارهم سيكشفها المثقفون، لذا كانت عملية أخونة وزارة الثقافة من أهم أهداف التنظيم الذى جاء بـ«ع. ع»، إحدى الخلايا النائمة، الذى كان كل إنتاجه الثقافى مجموعة أفلام قصيرة بالمعهد العالى للسينما والمركز القومى للسينما.

حلم السيطرة على الثقافة المصرية قديم.. لديهم دور نشر مهمتها بث خرافات وتشويه أفكار المجتمع، أمس الأول ونحن نشاهد حلقة الاختيار كان أمامنا «ع.ع» بكل ما يحمله من سواد العقل، من شخص مجهول لا يعرفه إلا عدد محدود من طلاب معهد السينما إلى وزير ثقافة مصر، ياااااااااااااااه كيف ضاقت بنا الدنيا ليجلس «ع.ع» على المقعد الذى جلس عليه ثروت عكاشة؟.. فى حلقة الاختيار شاهدنا كيف فكروا فى تأجير قاعات الأوبرا لأحزابهم.. هل تتخيل أن تشاهد ندوة فى الهناجر للجماعة الإسلامية، وبدلًا من أن نشاهد باليه بحيرة البجعة على المسرح الكبير، نستمع إلى يوسف القرضاوى أو ولده عبدالرحمن الذى عرفناه كرجل عنده شَعرة، ساعة تروح يبقى شاعر باسم عبدالرحمن يوسف متبريًا من والده، وتارة أخرى عبدالرحمن يوسف القرضاوى الابن البار بوالده.

قبل اعتصام المثقفين كانت إيناس عبدالدايم، رئيس دار الأوبرا وقتها، حجر عثرة فى وجه الأخونة، سبحان الله، فارق كبير بين بنت مصر المثقفة التى تعرفها الثقافة المصرية وتعرف تاريخ بلدها التى تربت داخل جدران المتاحف وخشبات المسارح وقاعات التدريب وهى تعزف على آلة الفلوت، وبين شخص مجهول الهوية أحضروه من غياهب خلاياهم ليضعوه وزيرًا، ظهور إسعاد يونس فى الاختيار مميز والأداء الذى قدمته فى دور إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا وقتها ووزير الثقافة الحالى مدهش.. والمواجهة التى دارت بينهما كانت تجسيدًا لمواجهة تمت بين المثقفين الذين اعتصموا فى مقر وزارة الثقافة فى الزمالك، وبين ميليشيات الإخوان بقيادة أحمد المغير، أو فتى الشاطر الملظلظ الذى أكل «علقة موت» هو وتابعوه.

أتخيل أن اللطمة التى نزلت على قفا أحمد المغير أثناء محاولته فض الاعتصام، كانت امتدادًا للدش المحترم الذى نزل على رأس «ع. ع» من دكتورة إيناس عبدالدايم التى لقنته فيه درسًا عن أهمية الفن والثقافة المصرية.