رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يحقق مشروع إنتاج التقاوي محليا التوسع الرأسي المنشود؟

التقاوي
التقاوي

أصبح توفير الأمن الغذائي هدفا منشودا تسعى القيادة السياسية لتنفيذه بشتى الطرق من خلال العديد من المشروعات الزراعية ومن أهمها وأبرزها مشروع إنتاج التقاوي محليًا.

وقال السيد القصير وزير الزراعة، في تصريح له، إن الدولة في إطار جهودها لتحقيق الأمن الغذائي، تُلقى اهتماما كبيرا بمحور التوسع الرأسي، من خلال استنباط أصناف جديدة من التقاوي والبذور عالية الجودة والإنتاجية وقليلة استخدام المياه وتقاوم الظروف المناخية، موضحا أن البرنامج القومي لإنتاج تقاوي الخضر الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي، يستهدف إنتاج التقاوي محليا وتقليل فاتورة الاستيراد.

وجاء الهدف من مشروع إنتاج تقاوي الخضر والفاكهة بالاهتمام على جهود علماء مراكز البحوث الزراعية من أجل الحد من استنزاف العملات الأجنبية التي يتم بها استيراد هذه المنتجات من الخارج، وزيادة معدلات الاكتفاء الذاتي من هذه التقاوي لمصلحة الاقتصاد الوطني.

توفير العملة الصعبة وتحقيق نتائج حقيقية من الصادرات الزراعية المصرية
في البداية أكد الدكتور يحيى متولي، استاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث الزراعية، أن ما تنجح مصر في تصديره من المحاصيل الزراعية وتحقق عوائد غير مسبوقة به تستنزفه من جديد بشراء التقاوي التي تحتاجها لزراعة الخضر والفاكهة بالعملات الصعبة فلا يتحقق العائد المنشود، لأن الشراء يتم بالعملة الصعبة للأسواق الأوروبية وتستفاد هي من القيمة المضافة.

وأوضح متولي، في تصريحات لـ«الدستور»، أن مشروع إنتاج التقاوي للخضر والفاكهة سيحقق عوائد كبيرة بداية من توفير العملة الصعبة وبيعها للمزراع المصري بأسعار تتناسب مع الميزانية الخاصة بنا، وكذلك ضمان أن تتناسب مع الظروف المناخية الملائمة لجو مصر، وبالتالي يساهم في خفض تكاليف الانتاج على المزارع وينعكس بدوره على توفير المحاصيل الزراعية بأسعار منخفضة.

احصائيات حول حجم استيراد التقاوي

وفقا لإحصائيات رسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء، يتم استيراد نحو 98% من تقاوي الخضر والفاكهة، التي تزرع سنويا في مصر، بينما يتم إنتاج 2% فقط، بنحو 7 مليارات جنيه سنويا.

أبرز الأصناف التي نجحت الزراعة في استنباطها حديثًا

ومن أبرز النجاحات التي حققها قطاع الزراعة في هذا النطاق نجاح معهد بحوث المحاصيل الزراعية في استنباط 3 سلالات جديدة عالية الإنتاجية ومقاومة للأمراض من القمح، خاصة الصدأ الأصفر، هذه السلالات الجديدة هى: " النوبارية 2، وشندويل 2، وسخا 1002"، وسيتم اختبارها بالنسبة لمقاومتها لمرض الصدأ الأصفر، بجانب سلالات أخرى منها "مر 4، وسخا 95، ومصر 3 ".

كما نجح معهد القطن التابع لمركز البحوث الزراعية من إنتاج القطن الملون من خلال العمل على التركيبة الوراثية لبذرة القطن، حيث تم فصل 4 ألوان هم البني بدرجاته الفاتح والغامق والمحمر، الأخضر، وخصائص القطن الملون لا تختلف كثيرًا عن الأبيض.

وكذلك نجح المعهد في استنباط أصناف القطن "جيزة 94 وجيزة 95 وجيزة 96 "عالية الجودة، مبكرة النضج، موفرة لمياه الري بنسبة تصل الى 20%، كما تمتاز بقصر المدة الزمنية فى الارض الى 150 يوم فقط خلال مدة الزراعة.

ارتفاع تكاليف الاستيراد للتقاوي والإنتاج الزراعي ينعكس على المستهلك
وفي هذا السياق أشار الدكتور جمال صيام، استاذ الاقتصاد الزراعي، إلى أن مصر كانت تعتمد على الخارج في مجال الزراعة الا أنها تداركت هذا الخطأ وبدأت في السعي للاعتماد على نفسها في هذا المجال، وهذا هو السبب في إطلاق المشروع القومي لإنتاج تقاوي الخضر والفاكهة.

وأوضح صيام، في تصريحات لـ"الدستور" أن استيراد هذه التقاوي من الخارج كان يستنزف الموارد المصرية وليس فقط في العملة الصعبة التي كانت تحتاجها في الشراء بل تنعكس على بيعها للمزارع بأسعار مرتفعة مثلما تم الشراء بها، وهذا غير مستلزمات الإنتاج الأخرى التي يحتاجها المزارع في الزراعة وبالتالي كان يتكبد العديد من التكاليف وهو ما ينعكس في ارتفاع أسعار هذه المحاصيل للمستهلك.

وعن مشروع إنتاج التقاوي فهو يستهدف استنباط أفضل أصناف المحاصيل الزراعية المحلية بهدف العمل على تحسين جودة الإنتاج الزراعي، وتقليل فاتورة الاستيراد من الخارج، ودعم خطة الدولة لإرساء دعائم التقدم التكنولوجي في قطاع الإنتاج الزراعي المحلي لتوفير أفضل المنتجات الزراعية للمواطنين وفق أرقى المعايير والمواصفات الصحية والغذائية.