رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاختيار.. عندما قال «اسمه إيه»: حافظوا على سلامة المخطوفين والخاطفين

طوال العام الذى بقيت فيه مصر رهن الحجز على ذمة مكتب الإرشاد، كان أول بطة بلدى منتخب شديد الإزعاج بتفاصيله وخطاباته وكلماته واجتماعاته، تارة تجده متآمرًا، وتارة أخرى تابعًا لخيرت، وتارة ثالثة يخطط، وتارة رابعة يكشف المخطط، لكنه فى كل الحالات كان فاصلًا من الكوميديا السوداء التى حلت بنا، حلقة «الاختيار» التى حملت عنوان «الخاطفين والمخطوفين» ذكّرتنا بأيام صعبة، ملامح المؤامرة كانت واضحة لكن المعلومات الدقيقة الواضحة لم يُسمح بنشرها، لكننا تعودنا أن المريب يقول خذونى، لذا لم يهتم الناس بالبحث عن دليل عن علاقة الإخوان ومندوبهم فى قصر الاتحادية بخطف الجنود.. القصة كانت واضحة والمستهدف كان إحراج الجيش والضغط لإقالة وزير الدفاع.

فعلوها من قبل بمذبحة الجنود أثناء أذان المغرب ولحظة الإفطار، لكى يتخلصوا من المشير طنطاوى. 

فى الحلقة الرابعة والعشرين من «الاختيار» نشاهد حوارًا بين محمد مرسى «صبرى فواز» وخيرت الشاطر «خالد الصاوى» فى منزل مرسى، حيث يقول الشاطر: «الموضوع دا ممكن نطلع منه كسبانين».. الكل يعرف أن أى جريمة تقع لا بد أن تكون للإخوان علاقة بها، وقتها تم رصد سيارة من الرئاسة تذهب إلى سيناء، وبها الإخوانيان الغزلانى ومجدى سالم، حيث ذهبا إلى هناك لمقابلة الخاطفين.

فى قصر الاتحادية كانت المفاجأة خلال الاجتماع الذى دعا له مرسى، وحضره وزير الدفاع ووزير الداخلية ومدير المخابرات العامة.. وطالبهم بالحفاظ على حياة المخطوفين والخاطفين.. وقتها كان البعض يعتبرها نكتة، ويضمها إلى الأعمال الكاملة للضحك التى كان يتحفنا بها بين الحين والآخر، لكن بقليل من التفكير وبقليل من المعلومات التى ظهرت فيما بعد نكتشف أنه كان بيتكلم جد، ويريد الحفاظ على حياة الإرهابيين.. الأجهزة الأمنية، وهى تتعقب اتصالات دولية خاصة بالإرهابيين، رصدت مكالمات لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، وعندما تعقبت الأرقام وجدته يجرى مكالمات مع محمد مرسى، الذى كان يتحدث مع الظواهرى بكل ود، وكأنهما معرفة قديمة. 

الهدف من الخطف كما جاء فى حلقة «الاختيار» كان إيجاد سبب لإقالة وزير الدفاع.

التنظيم الإرهابى كان، وما زال، كل همه مصلحته ونفوذه، يتحالف مع أى شخص أو جهة أو تنظيم، إذا كان ذلك فى مصلحته، ويفض التحالف إذا ما تعارضت المصالح.

القوات المسلحة تدرك ذلك جيدًا، والأجهزة الأمنية تعرف مخططات الإخوان ونواياهم واتفاقاتهم. 

الخاطفون الذين يريد مرسى الحفاظ عليهم هم من الأهل والعشيرة الذين فتح لهم المطارات، ليدخلوا من صالة كبار الزوار، وهم من أفرج عنهم، ومن منحهم أوراق هوية مصرية يتحركون بها.. لذا كان الرد الذى وصل مرسى من وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى أنه إذا لم يعد الجنود سيكون الرد «يفوق الخيال». 

كانت أيامًا عصيبة.