رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على جمعة: عدم اليأس من رحمة الله بشرى تعالج كل اكتئاب

د.على جمعة
د.على جمعة

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن "عدم اليأس من رحمة الله" بشرى من عند الله سبحانه وتعالى تعالج كل اكتئاب، وتمنع من الدخول في الإحباط، وتتعامل مع الواقع بطريقة سلسة وجادة كما في قوله تعالى {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}، فى هذه الآيات المباركات يراعى الله سبحانه وتعالى خلقته في أن "كل ابن آدم خطاء" يعنى كثير الخطأ. 

وأضاف مفتى الجمهورية السابق، خلال مشاركته فى برنامج القرآن العظيم، أن الإنسان يعود للخطأ مرة بعد مرة "كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ التَّوَّابونَ"، فسيكرر التوبة من غير يأس من غير إحباط، والأمر في ذلك أن الله من صفاته أنه صبور سبحانه وتعالى لا يناله منا ضُر بمعصيتنا، فنحن لا نستطيع أن نصل إلى الله سبحانه وتعالى بالضر والعياذ بالله تعالى لأنه هو القوى المتعال.

 - الإفاقة من الغفلة وإرادة التوبة

وتابع "جمعة": كل ذنوبنا إنما تضرنا نحن- نحن نضر أنفسنا- ثم بعد ذلك تحدث الإفاقة من الغفلة، وتحدث إرادة التوبة، ويساعدنا الله سبحانه وتعالى أنه سيغفر لنا الذنوب جميعًا "يا ابنَ آدمَ لو بلغت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ، ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً"، وهو حديث عجيب يعجز الإنسان يأتي لربه بمتر مكعب من تراب الأرض ذنوبًا، فكيف يأتي الإنسان بتراب الأرض ذنوبًا؟ يعنى لو أراد إنسان أن يفعل كل ثانية معصية لا يستطيع أن يأتي بمتر مكعب واحد من تراب الأرض. 

- الله أعطانا مساحة هائلة من العفو والغفران للمعاصي والخطايا

 وواصل: نحن أمام شيء مذهل من العفو والغفران والبداية الجديدة وعدم اليأس، بعد ما نندم ونقلع عن الذنب ونرد حقوق الآخرين ونعزم على ألا نعود إلى هذا الذنب مرة أخرى، فإننا قد نعود، وبالرغم من كل ذلك نحاول أن ننسى أننا قد أذنبنا حتى لا يحيطنا الإحباط أو اليأس فالله سبحانه وتعالى كريم، هذا المعنى يجب أن تقف عنده فى هذه الأيام الفضيلة، وتعيش هذا المعنى "إياك من اليأس" من رحمة الله سبحانه وتعالى {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}، المطلوب منك أن تنيب إلى الله، أن يتعلق قلبك بالله "وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها، وخالقِ النَّاسَ بخلقٍ حسنٍ".

وأوضح "جمعة"، قائلًا: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا}، يقول تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}، الجنة التى وصفها الله سبحانه وتعالى {لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا}، وقالوا إن "الزَمْهَرِير" هو القمر- الشمس عد بها الناس زمنهم عن طريق السنة الشمسية (٣٦٥ يوم وربع)- وهذا الربع كل أربع سنين نضعه في شهر فبراير فنطلق عليها سنة كبيسة، وعد الناس عن طريق دوران القمر حول الأرض السنين القمرية التي علق الله عليها الأحكام الشرعية من الحج، من الصيام، من المواسم التي تعلقت بها الأحكام الشرعية، فالشمس والقمر جعلهم الإنسان- بتعليم الله له- مقياسًا للزمان، ولما كان الأمر كذلك أقر القرآن بأن الجنة {لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا} لا شمس ولا قمر.