رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى ميلاده.. قصة اغتيال جماعة الإخوان لـ«النقراشى»

النقراشي
النقراشي

تحل اليوم الثلاثاء الموافق 26 أبريل ذكرى ميلاد رئيس وزراء مصر الأسبق، محمود فهمي النقراشي، والذي اغتالته جماعة الإخوان الإرهابية، في ٢٨ ديسمبر من العام ١٩٤٨ إثر قراره بحل الجماعة الإرهابية، حيث ولد في نفس اليوم ولكن عام 1888م، فيما كان عضو التنظيم الخاص في جماعة الإخوان محمود عبدالمجيد أحمد حسن هو من اغتال “النقراشي” عبر إطلاق 3 رصاصات عليه من ظهره داخل مبنى وزارة الداخلية.

وشيع أنصار الحكومة جثمان رئيس وزرائهم محمود فهمي النقراشي وهم يهتفون:"الموت لحسن البنا".

وفي كتابه "تاريخ جماعة الإخوان .. المسيرة والمصير"، يذكر المفكر دكتور رفعت السعيد، أن حسن الهضيبي خليفة مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، قال في اعترافاته أمام المحكمة: “لما جيت في الإخوان المسلمين في سنة ١٩٥١ تبين لي أن عندهم شئ اسمه النظام الخاص. فأنا سألت إيه الغرض من هذا النظام؟ وإيه مرماه؟ وبتعملوا بيه إيه؟ خصوصا بعدما ثبت أنه ارتكب جرائم قبل ذلك في السنوات ٤٦ ــ ٤٧ ــ ٤٨، وكل هذه الجرائم التي ارتكبت طبعا  انحراف أو خروج عن الغرض الأصلي”.

قائد آخر من الإخوان وهو محمد عبد المعز محمد عبد الله، قاال في شهادته أمام المحكمة: “قتل النقراشي حلال وسيدخل النار. وحول سؤال في عهد من قتل الخازندار والنقراشي؟" قال عبدالمعز: “في عهد حسن البنا”، ويتابع الدفاع أسئلته: ”ومن يقر القتل كافر أم مسلم؟" وهو ما يجيبه القائد بجماعة الإخوان أيضا محمود الحواتكي أمام المحكمة: مؤكدا أنه في أيام حسن البنا كان الذي يخرج عن التنظيم الخاص يقتل. 

أما الدكتور خميس حميدة وكيل جماعة الإخوان فيجيب أمام المحكمة علي سؤال عن نشاط التنظيم الخاص قائلا: أنا أعتبر أن ما حدث عمل إجرامي. 

ــ لهذا السبب اعترف قاتل "النقراشي" بجريمته

وفي كتابه “حلف الشيطان .. الإخوان وتحالفاتهم”، يذهب الكاتب أحمد البكري، إلى أن بعد اغتيال القاضي أحمد الخازندار باشا قام عدد من أعضاء التنظيم الخاص بجماعة الإخوان بنقل أوراق خاصة بالنظام وبعض الأسلحة والمتفجرات في سيارة جيب من إحدى الشقق بحي المحمدي إلى شقة أحد الإخوان بالعباسية؛ إلا أنه تم الاشتباه في السيارة التي لم تكن تحمل أرقاما، وتم القبض علي أعضاء التنظيم والسيارة لينكشف بذلك النظام الخاص السري لجماعة الإخوان. أدي هذا الحادث إلي إعلان محمود فهمي النقراشي رئيس الوزراء آنذاك أمرا عسكريا بحل جماعة الإخوان واعتقال أعضائها وتأميم ممتلكاتها وفصل موظفي الدولة والطلبة المنتمين لها.

وقال يوسف القرضاوي: "وفي اليوم الثامن والعشرين من شهر ديسمبر ــ أي بعد حل الإخوان بعشرين يوما ــ وقع ما حذر منه الإمام البنا، وقد أذيع نبأ اغتيال رئيس الوزراء ووزير الداخلية والحاكم العسكري العام محمود فهمي النقراشي، في قلب عرينه وزارة الداخلية، إذ أطلقت عليه رصاصات من أحد أعضاء التنظيم الخاص اسمه عبد المجيد حسن، طالب بكلية الطب البيطري في جامعة فؤاد الأول بالقاهرة."

وتابع: "وفي نوفمبر من العام ١٩٤٨، أخذ محمود عبد المجيد أحمد حسن طالب كلية الطب البيطري، والذي كان قد انضم لجماعة الإخوان حديثا، إشارة التحرك لاغتيال النقراشي، فتخفي في زي ضابط شرطة ودخل مقر رئاسة الوزراء وانتظر حتي أتي النقراشي، وأثناء اتجاهه ناحية المصعد فوجئ بـ “عبد المجيد” يعطيه التحية العسكرية، ثم أفرغ عليه ثلاث رصاصات في ظهره ولم يتحرك من مكانه، حيث بادر حسن البنا إلي التبرؤ من الحادث، وقال مقولته الشهيرة بأن من يرتكب جرائم القتل والعنف “ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين”.

ويضيف “البكري”: “ورغم تماسك المتهم محمود عبد المجيد أحمد حسن وإصراره علي عدم التجاوب مع المحققين لعدة جلسات إلا أنه اعتبر بيان حسن البنا بمثابة تخل من الجماعة عنه، فقرر الاعتراف وقدم تفصيلات مطولة عن طريقة تجنيده ومبايعته للمرشد على السمع والطاعة. وكيف اجتمع بمفتي الإخوان “سيد سابق”، الذي أفتاه بأن قتل النقراشي، وأنه في حكم المرتد، وقد ثبت من التحقيق أن أحد أفراد الجماعة كان يرتدي زي كونستابل شرطة ويقف في فناء وزارة الداخلية مكلفا بإطلاق النار علي محمود عبد المجيد أحمد حسن عقب اغتياله للنقراشي حتي يموت ومعه سره، كما قام محمود عبد المجيد بالإرشاد عن منطقة في صحراء عين غصين بالإسماعيلية كان يتدرب فيها علي استخدام الأسلحة المختلفة”.

 

ــ اعترافات محمود عبد المجيد أحمد حسن قاتل النقراشي

وتتوال اعترافات محمود عبد المجيد أحمد حسن عن النظام الخاص الذي ألحق به في أواخر عام ١٩٤٥ وتدرجه فيه حتى أقسم عليى البيعة في يوم ١٨ ديسمبر واتفق على التنفيذ في ٢٣ من ديسمبر أي بعد أسبوعين من قرار الحل، ثم أرجئ التنفيذ إلى أن تتخذ التدابير لحماية حسن البنا إن اتجه التفكير إلى قتله انتقاما لاغتيال النقراشي، كما أبلغ أحد أعضاء الجماعة يدعى محمد مالك، موظف بمطار ألماظة بأن قرار الحل يعتبر تحديا للجماعة وجرحا لهيبتها وجرأة من جانب الدولة، وأن هذه الإهانة والجرأة من الدولة يجب أن تغسل بالدم، والناس ينتظرون عملا يقوم به الإخوان ضد حل الجماعة وأن البنا لا يريد التضحية بأكثر من واحد في اغتيال النقراشي.

لكن عباس السيسي، أحد أفراد التنظيم الخاص اعتبر ذلك حادثا فدائيا وليس اغتيالا سياسيا قام به فرد من الجماعة، مدعيا أن من قام بهذا العمل أراح مصر من الخونة وعلي رأسهم النقراشي لموقفه الخانع من القضية الفلسطينية واضطهاده الغير مبرر لجماعة الإخوان التي تحارب أعمال الإنحراف المجتمعي وفق مبادئ الشريعة الإسلامية.

وقد اشتملت القضية رقم ٥ لسنة ١٩٤٩ جنايات عسكرية عابدين ــ يحمل ملفها رقم “١/ ٤/ ١٩٧” عموم الأمن العام القسم المخصوص علي اعترافات تفصيلية للمتهمين حول عملية الاغتيال والتكليف الصادر لهم من قيادة الجماعة وعلم حسن البنا بتفصيلاتها ومباركته لها.