رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«العائدون».. إعادة عرض المسلسل واجب وطنى

من بين المسلسلات التى نحتاج إلى مشاهدتها مجددًا بعد رمضان مسلسل «العائدون».. المخطط كان أكبر مما نتخيله، لكن الدولة المصرية كانت حاضرة، كنا نشاهد زيارات رسمية لوفود أمنية رفيعة المستوى، كنا نقرأ تسريبات أجنبية عن قضايا كبرى، وكنا نرى مواقف تتبدل ودولًا تفتح الباب مجددًا وتقف احترامًا وتقديرًا لمصر وتعيد العلاقات وتقدم كل ما تتطلبه الصداقة.. السؤال الأهم: كيف تبدل الموقف، وكيف استعدنا العلاقات مع أماكن كانت تفتح بابها وأراضيها لكل أعداء مصر وتقدم لهم كل الدعم اللوجستى.. وتجعل أجهزتها الأمنية تقدم أكثر من «عربون محبة» ووجدنا إرهابيين يتم تسليمهم لمصر تباعًا؟ 

لو القرار بيدى لأعدت مسلسل «العائدون» بعد رمضان على قنوات «أون والقناة الأولى والحياة» فى أوقات مميزة، ليعرف الجميع أن هناك يدًا قوية وعقلًا شديد الذكاء قام بدور كبير فى حماية المنطقة كلها وبعض الدول المحيطة من خطر داعش.

ملف داعش الذى تم التعامل معه ليس الوحيد، لكنه ملف خطير، والتعامل معه تم بشكل شديد الاحترافية. 

أى فشل فى الملف كانت نتيجته انتقال الدواعش من المنطقة التى اختاروها إلى شتى أنحاء العالم، بل إن عملية تفكيك التنظيم ونقله إلى مناطق أخرى قد تحول بعض مقاتليه إلى خلايا نائمة، وضم الباقى إلى شركة مرتزقة تبيع خدمات الإرهاب لمن يدفع الثمن. 

فى المسلسل نكتشف تفاصيل العالم المرعب الذى كان يحيط بنا، والمخطط الذى كنا نسير نحوه، والذى عبّر عنه سيناريو باهر دويدار ورؤية المخرج الموهوب أحمد نادر جلال، الذى يحسب له أنه وصّل رسالة المسلسل بحرفية شديدة.. صحيح أننى لم أقتنع بأداء أمينة خليل ولا «ريأكشناتها» واتساع عينيها، وابتسامتها عمال على بطال فى كل المواقف، لكن الأمانة تقتضى أن نؤكد أنه باستثناء هذا الاختيار فنحن أمام «كاست» موفق للغاية.. هانى رمزى مفاجأة فى المسلسل، حيث يقدم دور خالد ضابط الجهاز الذى يعمل فى إحدى الدول ويقوم بالسيطرة على «صفوان»، مساعد أقطاى، وإرساله إلى القاهرة، ومنه تتم معرفة جزء مهم من مخطط نقل الدواعش عبر مطارات أوروبا، محمود عبدالمغنى يأخذ الدور الذى يلعبه لمنطقته، هو ضابط مهم فى الجهاز لكنه بنى آدم يعرف متى يتكلم ومتى يضحك، وبين الجد وخفة الدم يبقى الممثل الذى يشعرك بهيبة المنصب. 

ميزة مسلسل «العائدون» أنه لم يقدم لنا تنظير للقضية ولم يغرق المشاهدين فى الخطابة، وتجاوز عن شرح أدبيات التنظيم وأفكاره، ميزة المسلسل أنه وضعنا مباشرة أمام الخطر الذى يهدد المنطقة ويهدد مصر، سواء من خلال الخلايا النائمة التى تتحرك بأسماء حركية، أو من خلال نقل إرهابيى داعش إلى ليبيا لتكون نقطة انطلاقهم إلى إفريقيا ومصر. 

المسلسل يكشف عن بطولات حقيقية ودور عظيم لرجال وقفوا سدًا منيعًا لمنع وصول «العائدون».