الإخوان والدولار.. والمصالح تحكم «4»
اقرأ ما يلي: 1589 عنصرًا من المنتمين والداعمين لتنظيم الإخوان، و118 شركة متنوعة النشاط، و1133 جمعية أهلية، و104 مدارس، و69 مستشفى، و33 موقعًا إلكترونيًا وقناة فضائية.
تلك هى القائمة التي شملها قرار التحفظ على أملاك الإخوان التي صدرت يوم 11 سبتمبر 2018، يضاف إليها آلاف من صغار التجار والمتعاملين بأموال الإخوان في المحافظات ممن يمارسون أنشطة تجارية عادية بعيدًا عن الشبهات ولم تشملهم قرارات التحفظ، بما يعادل عشرات المليارات، ويضاف إليهم أيضًا امتلاكهم شركات كبرى في عدد من الدول العربية وشرق آسيا وأوروبا والولايات المتحدة.
يأتي بنك التقوى كأبرز ممتلكات الجماعة الذي يقع المركز الرئيسي له في جزيرة ناسو بجزر البهاما المجاورة للولايات المتحدة وهي جزر متاح بها العمل على نظام "الأوفشور" في العمليات المصرفية والاستثمارية من دون مراقبة الحكومات، ويطلق عليه تسمية أخرى شائعة "بنك جماعة الإخوان المسلمين" إذ إنه أحد الجوانب الاستثمارية الأخرى للجماعة وأسسه الإخوانيان يوسف ندا وغالب همت عام 1988.
تلك هى حصيلة بيزنس الإخوان منذ انطلاقها عام 1928 ونمت على عدة مراحل بدأت مع التأسيس الأول للجماعة، حيث ربط حسن البنا أعضاء الجماعة منذ بدايتها بالمصالح الشخصية، ثم تطور الي بيزنس يرتبط بالدعم الدولي الذي زاد بعد لقاء الرئيس الأمريكى أيزنهاور بصهر البنا سعيد رمضان عام 1953.
وكانت الانطلاقة الحقيقية لبيزنس الإخوان وارتباطها بالدولار مع بداية السبعينيات وستلاحظ هنا أن بيزنس الإخوان يتصف بشيئين، الأول هو التنوع وعدم امتلاك لمصانع وأصول ثابتة والتركيز على التعليم الابتدائي كجزء من منهج الأستقطاب المبكر لأعضاء الجماعة في مرحلة التكوين.
والثاني هو التجارة بكل شيء حتى الممنوعات والمحرمات
فقد استصدرت الجماعة وتحت مبدأ التقية استصدرت الجماعة فتاوى عام 1987 صدرت من مجمع فقهى دولى تابع للتنظيم الدولي للجماعة، كان يرأسه الشيخ أبوالحسن الندوى، ومن أبرز أعضائه الشيخ يوسف القرضاوى، والشيخ حسن أيوب، حيث وضع المجمع فتوى تجيز الاتجار بالأشياء الممنوعة قانونًا لتنمية موارد التنظيم.
كما وضع المجمع فتوى مفارقة بين القانون والشريعة، وقال إن الممنوع قانونًا ليس بالضرورة أن يكون حرام شرعًا. فكانت زراعة وتجارة المخدرات فى الدول التى تجيز زراعتها كأفغانستان وباكستان والخمور وصالات القمار في أوروبا و تجارة العملة وتخريب الاقتصاد في مصر.
ذلك ما سوف نتناوله بالأسماء والتفاصيل في المقال القادم، لكن بعد أن أدعو لوالدي بالرحمات الذي فضل الغربة وترك زوجته وأولاده ووظيفته التى أحبها ليوفر حياة كريمة لأسرته من العمل بالخارج لأكثر من 20 عامًا، ولم يكن أبدًا إخوانيًا ولم يتاجر بدينه يومًا، وكان أصغر متطوعًا في حرب 56 قبل أن يكمل عامه الحادى عشر تغمده الله بواسع رحمته.
