رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على جمعة: الشمس لها نحو 14 حركة فى السماء

د.على جمعة
د.على جمعة

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية،  إن الله تعالى{ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}، وهنا يتكلم ربنا سبحانه وتعالى على ظاهر الأمر فالشمس لها حركة تسمى عند العلماء بـ"الحركة الظاهرية". 

 وأضاف  مفتى الجمهورية السابق، خلال مشاركته فى برنامج القرآن العظيم، نراها تشرق من الشرق، ثم إنها تجرى في السماء أمامنا، ثم إنها تغيب في المغرب، تشرق من مكان معين، لا تغيب في نفس النقطة التي أمامها بل في النقطة البعيدة  في المنحنى عنها، تشرق من مكان، وتغرب من مكان آخر، الشمس في ظاهر العين تجرى لمستقر لها، البدوي يرى أن هذه الآية تدل على "قدرة الله" ومن دلائل قدرته أن الشمس تسير في قبة السماء من المشرق إلى المغرب؛ وهذه مسألة لا يقدر عليها إلا الله تعالى ، ويؤمن بالكتاب على حد ما نسميه بـ"سقفه المعرفي" معلوماته هكذا.

- الشمس لها 14 حركة مختلفة

 وتابع "جمعة" : تطورت الأمور وعرفنا مزيدا عن حركة الشمس، وأن الشمس ليست لها حركة واحدة بل لها نحو 14 حركة ؛ فإنها تدور حول نفسها، وتدور حول محورها، وتسبح في السماء نحو نجم اسمه "فيجا Vega " بسرعة 12 ميلا في الثانية -تقريبا- وتجر خلفها توابعها من الكواكب كـ"عطارد، والزهرة، والمريخ، والأرض، والمشترى، إذًا فالشمس تجرى لمستقر لها أيضًا غير تلك الحركة الظاهرية التي يفهمها البدوي، وهناك حركة أخرى في فسيح الكون تجرى فيها الشمس وتنتقل من مكان إلى مكان.

وأوضح : إذن آية واحدة - وهكذا القرآن كله – تعبر {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} يفهمها عالم الفلك المتخصص الذي أفنى عمره في تحصيل تلك المعلومات وتأكد منها، على غير ما يفهمها البدوي من أن الشمس ثابتة في مكانها وأن سبب جريانها الظاهري هو أن الأرض تلف حول نفسها، ويأتي بعض الناس ويقفون عند مثل هذه الآية {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} ويجرونها على حقيقتها ويصممون أن الأرض لا تدور وأن الشمس هي التي تدور.

 وذلك بالرغم أن ذلك محال من الناحية الرياضية الهندسية،  فينكرون الرياضة والهندسة، وينكرون الحقائق لأجل التمسك بالنص، هذه أزمة واجهتها المسيحية في أوروبا وكانت نتيجتها قاسية حيث خرج الناس من دين الله أفواجاً في عصر التنوير، لكن جاء الشيخ محمد بخيت المطيعي، وألف كتابا ماتعا أسمه "توفيق الرحمن للتوفيق بين ما قاله علماء الهيئة وبين ما جاء في الأحاديث الصحيحة وآيات القرآن "بيّن فيه أن العلم والدين صدرا من عند الله سبحانه وتعالى ولا يمكن أن يكون هناك تناقض بينهما بل كل منهما يؤكد الآخر.