رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحرب الأمريكية الإسبانية.. قصة تحول أمريكا لدولة استعمارية كبرى

الحرب الأمريكية الإسبانية
الحرب الأمريكية الإسبانية

تحل غدا الإثنين ذكرى الحرب الأمريكية الإسبانية، ففي 25 أبريل 1898 أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية رسميًا أنها في حالة حرب مع إسبانيا، استمرت حتى شهر أغسطس عام 1898 بتوقيع معاهدة باريس في ديسمبر 1898، وكانت الرغبات التوسعية الأمريكية سببًا آخر في اندلاعها، حيث استهدفت أمريكا السيطرة على ما تبقى من أراضي، وهي كوبا وپورتوريكو وجوام وجزر كارولين.

البداية وشرارة الصراع الأمريكي الإسباني كانت قضية تحرير كوبا، وبدأت بعد أن قوبل الطلب الأمريكي من إسبانيا بالاستجابة السلمية للنضال الكوبي في سبيل الاستقلال بالرفض، وكانت وتيرة النضال الكوبي من أجل الاستقلال عن إسبانيا قد تصاعدت، فضلًا عما أشيع عن ارتكاب النظام فظائع ضد معارضيه.

وضغط الرئيس الأمريكي آنذاك ماكينلي على إسبانيا لمنح كوبا حكمًا ذاتيًا محددًا في إطار الإمبراطورية الإسبانية، ولكن الثوار لم يكونوا يرغبون في أي شيء سوى الاستقلال، ولذلك استمروا في القتال، وفى تلك الأثناء، ثار المؤيدون للإسبان في هافانا احتجاجًا على الحكم الذاتي وتحت ذريعة حماية الأمريكيين من مثيري الشغب، وصلت السفينة الحربية ماين إلى ميناء هافانا في ٢٥ يناير ١٨٩٨، وفى ١٥ فبراير تم نسف السفينة وقتل نحو ٢٦٠ شخصًا كانوا على متنها.

إجبار إسبانيا على الانسحاب

فيما اعتبرت الولايات المتحدة إسبانيا مسئولة عن الانفجار، فأرسل الرئيس ماكينلي ثلاث مذكرات في مارس لإسبانيا يطلب فيها الاستقلال الكامل لكوبا، ولكن إسبانيا وافقت على هدنة فقط، وفى ١٩ أبريل أجاز الكونجرس بأغلبية ساحقة قرارًا يؤكد أن كوبا مستقلة، وأجاز استخدام الجيش وسلاح البحرية لإجبار إسبانيا على الانسحاب.

وتكبدت إسبانيا خلال تلك الحرب خسائر فادحة، نتج عنها تحول الولايات المتحدة إلى دولة استعمارية كبرى وقوة عالمية بعد أن كانت قوة أمريكية إقليمية، وخسارة إسبانيا مستعمراتها في أمريكا والمحيط الهادئ، وتحولها إلى قوة من الدرجة الثانية.

وتعتبر الحرب الأمريكية الإسبانية إحدى الحروب المؤثرة دوليًا وعالميًا، خاصة أنها شهدت تكوين قوى عالمية جديدة وانهيار أخرى قديمة ظلت متماسكة مئات السنين قبل أن تنهار فجأة أمام القوى العظيمة الحديثة.