رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المؤلفون فى الأرض «3»

صناع الضحك السنة دى

قبل سنوات كان الترفيه أهم ما يميز الشاشة فى رمضان، وعلى رأس الأولويات كان الضحك، فى الحقيقة كل الطرق كانت تؤدى إلى الابتسامة، البرامج مكتوبة بجد، والضيوف يتفاعلون بلا افتعال، وقتها لم يكن منطق مقاول السخرية قد دخل الشغلانة، هذا المنطق الذى جعل لكل شىء سعرًا، الظهور بضحك له سعر، والظهور بدون ضحك له سعر أقل.

يتصور البعض أنه بيشتغل الجمهور ليكتشف أن الجمهور ألقى به فى أول الطريق، كم من النجوم راهنوا على جدعنة المشاهد وسلقوا له أعمالًا فاكتشفوا أن الجمهور باعهم فى أول الخط.

حتى البرامج الاجتماعية وبرامج المسابقات كان الهدف منها أن تُضحك الجمهور لا أن تضحك عليه، لكن شيئًا فشيئًا بدأ معدل «الضحك اللى م القلب» يقل، وبدأ منسوب «الضحك ع الدقون» فى الزيادة، لكن الحمد لله فى هذا الموسم دراما رمضان الأمر فيها مبشر بالفعل.

الحصان الرابح هذا العام فى الكوميديا كان مسلسل الكبير، الذى حمل هذا العام عنوان «كل اسمه إيه يلزم شجرته»، حيث حجز المساحة الأكبر فى المشاهدة من كل المنافسين له فى التوقيت، توقيت بعد الإفطار هو الأهم والأصعب بالنسبة للقنوات الفضائية، الأهم لأن الأسرة كلها تتجمع حول الشاشات فى نفس الموعد، والأصعب لأن المنافسة شرسة على المشاهدين، صعب أن تحافظ عليهم دون أن يمسك الريموت كنترول، والأصعب أن يعود إليك إذا ما خرجت فى فاصل، الكبير فعلها وحصل على معظم المشاهدات، لا تعنينا هنا الإحصاءات التى يعلنها النجوم على صفحاتهم، ولا التريندات الوهمية ولا البيانات التى يتحدث بها الممثلون عن أنهم الأهم والأعظم والأكثر مشاهدة، هنا نحن نتحدث عن البشر الطبيعيين الذين يتبادلون إيفيهات مسلسل الكبير بعد لحظات من عرضه.. بل وغالبًا أثناء العرض بعض الجمل يصبح تريندًا.

الحديث عن الجزء السادس من مسلسل الكبير يأخذنا إلى ورشة الكتابة الرائعة بقيادة المؤلف مصطفى صقر، التى أبدعت فى الحلقات، سواء من خلال إضافة شخصيات جديدة تقدم نماذج مختلفة من الكوميديا، مثل شخصية نفادى وطبازا وكلاهما من علامات الكوميكس الآن على السوشيال، أو الشخصية الأهم فى دراما رمضان هذا العام، وهى مربوحة التى تم التمهيد لدخولها بشكل جيد.

الكبير ٦ به مجهود كبير من فريق عمل ضخم ونتاج ورشة كتابة، ثم اجتماعات بين صناع العمل نفسه كانت نتيجتها ضحكًا للركب، التى كان من أهمها حلقات فرح ودخلة الكبير التى كتبتها سارة هجرس.

ما يميز مسلسل الكبير أنه يقدم للشغلانة أسطوات فى الكتابة نتمنى أن يشق كل منهم طريقه لتكون لدينا نسخ كثيرة من مصطفى صقر.

ثانى الأعمال الدرامية التى أعادت للضحك هيبته كان مسلسل «مكتوب عليا» للنجم أكرم حسنى الذى يصالح جمهوره بعد مسلسل «رجالة البيت- تيمون وبومبا» الذى أهان الكوميديا.. فى «مكتوب عليا» يقدم لنا المؤلف إيهاب بليبل نفسه كمؤلف كوميدى ينتمى إلى مدرسة أبوالسعود الإبيارى.. مواقف وأفكار وكتابة رشيقة، جعلتنا نعيد اكتشاف نجوم كبار.. مَن كان يتخيل أن النجمة حنان سليمان بتعمل كوميدى، ومَن كان يتخيل إسماعيل فرغلى بمثل هذه العظمة. 

عودة الضحك مؤشر جيد لعودة أشياء أخرى إلى طبيعتها، نتمنى أن نرى أعمالًا أكبر العام المقبل.