رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما وراء مناظرة ماكرون ولوبان.. كيف نجح الرئيس الفرنسي في اختباره الحاسم؟

ماكرون ولوبان في
ماكرون ولوبان في المناظرة

وصفت صحيفة “الجارديان” البريطانية، المواجهة بين مرشحي الرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون الرئيس الحالي، ومارين لوبان مرشحة اليمين المتطرف، بأنها كانت بمثابة مباراة، أحدهما كان خائفا والآخر يصلح صورته.

وقالت الصحيفة إنه خلال المناظرة التي طال انتظارها مساء الأربعاء، شرعت مارين لوبان في إظهار أن الفرنسيين يجب ألا يخافوا من منحها فرصة لإدارة البلاد، بينما كان إيمانويل ماكرون مصممًا على إصلاح صورته للرجل الذي يحبه الفرنسيون.

وتابعت أنه قبل كل شيء، كان كلاهما حريصًا على إظهار فهمهما للحياة اليومية ومخاوف مواطنيهما بشأن مجموعة من الموضوعات بما في ذلك آثار الحرب في أوكرانيا، والرعاية الصحية، والمعاشات التقاعدية، وفيروس كورونا، والاتحاد الأوروبي، والضرائب، والهجرة، والبيئة، وتكلفة المعيشة. 

وأضافت أن المناظرة التي استمرت لمدة ساعتين ونصف بدأت بتشكل حضاري بابتسامة لوبان تقول إنها ستكون رئيسة “الاحترام والحس السليم”.

وأشارت إلى أن المواجهة كانت تحديًا لكليهما، فلم تستطع لوبان منع نفسها من الابتسام والظهور على أنها تسخر من ماكرون أثناء حديثة، ولم يستطع ماكرون التخلص من عادته في شرح السياسات بالتفصيل بطريقة مدير المدرسة.

أكدت الصحيفة أن ماكرون هو مناظر متمرس وحاد، وهو ما لا تملكه لوبان، وبينما كان يكافح لتصحيح مقترحاتها “غير المتماسكة” بالحقائق دون أن يبدو متسامحًا، اعتمدت على مقاطع صوتية وتعبيرات عاطفية مثل “مذهل” و“صادم” و"غير مقبول"، والقفز من موضوع إلى آخر والتخبط في التفاصيل.

وتابعت أنه كانت هناك الموضوعات الساخنة المتوقعة: ذكر ماكرون روسيا، مدعيا أن قرض لوبان الذي حظي بتغطية إعلامية جيدة من بنك روسي له صلات بالكرملين جعلها "تابعة" وأثر في قراراتها السياسية.

أوضحت أنه على الرغم من أن الجدل مفعم بالحيوية، فقد أصبح أكثر إثارة للقتال. عندما وصفت ماكرون لوبان بـ "المتشكك في المناخ" ، لترد على وصفه بـ "المنافق المناخي".

وأشارت الصحيفة إلى أنه مع كل شيء ليفوز به أو يخسره، كان على ماكرون، 44 عامًا، أن يتجنب أن يبدو متعجرفًا ومدير مدرسة، وكان على لوبان، 53 عامًا، أن يبدو هادئًا وموثوقًا وقبل كل شيء معتدل للفوز بأكثر من 40٪ من الناخبين العائمين الذين لم يؤيدوا أيًا منهما في الجولة الأولى وقبل أيام قليلة، خاصة الـ7.7 مليون الذين صوتوا لمرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلينشون.

وتابعت أنه بعد أداء كارثي في ​​المناظرة الرئاسية لعام 2017 ، كانت لوبان أفضل استعدادًا هذه المرة، حيث تم نصحها بلعب دور الأم وهي نصيحة فشلت في اتباعها في عام 2017.

أضافت أنه بعد مرور خمس سنوات، لم يعد ماكرون صاحب الجلالة السياسية، وكان قادرًا على تحمل حججه بثقل التجربة الرئاسية، وإن كان ذلك بنتائج متباينة.

وأكدت الصحيفة أن ماكرون هزم لوبان، عندما قال “المقلق هو أنك تنتقلين من الإرهاب إلى الإسلام، ثم إلى الأجانب، فأنتي تخلطين بين كل القضايا، ففي المجمعات السكنية ما تقولينه سيؤدي إلى حرب أهلية، إنه أمر خطير للغاية”.