هانس أندرسن: غرس القيم في نفوس الأطفال بـ«الحذاء الأحمر»

تعتبر الحذاء الأحمر واحدة من القصص البديعة للكاتب الدنماركي المعروف هانس أندرسن الذي اشتهر بالقدرة على كتابة الحكاية الخرافية، لذا عشق الأطفال أعماله الأدبية فى أغلب دول العالم، لهذا اختير يوم ميلاده يومًا عالميًا لكتب الأطفال. 

الأسرة الملكية في الدنمارك قامت بتحويل أعمال أندرسن الأدبية إلى 150 لغة وهو المولود فى أودنسه عام 1805 وتوفى فى كوبنهاجن 1875.

◘ تفاصيل القصة

تعد “الحذاء الأحمر” من القصص التي تهدف إلى غرس القيم فى النفوس وبما أن بطلة القصة كاترين كانت طفلة فمن هنا يتضح لنا أن أندرسن جمع بين الكتابة الخرافية ومحبة الحكمة. 

تحكى القصة عن طفلة معدمة تدعى كاترين لا تنتعل حذاء فى قدميها ، اشفقت عليها جارتهم فحَاكت لها حذاء من القماش، لونه أحمر قانى، كان أول يوم لبست فيه كاترين الحذاء هو يوم وفاة والدتها أثناء سيرها خلف النعش، لاحظتها سيدة ثرية كانت تمر بجوار المقابر فتبنّتها وأكرمتها وكان أول شىء فعلته السيدة هو أنها أحرقت الحذاء الأحمر ليس فقط، لأنه رخيص الثمن  بل لأن لونه أحمر والأحمر يدل على المجون وحب الدنيا.

وهنا نقف عند أندرسن الذي جعل السيدة تكره اللون الأحمر وتعتبره من الفجور وهو ما يذكرنا بشخصية جراد جرايند فى رواية أوقات عصيبة لتشارلز ديكنز.

ينتقل بنا اندرسون إلى مرحلة أخرى من عمر الفتاة حيث دخلت فى طور الشباب طلبت كاترين من السيدة الطيبة التي أنهكها المرض أن نشترى لها حذاء جلديًا ولما توجها إلى الحانوت اختارت حذاء كاترين حذاء لونه أحمر لعلمها أن السيدة لن تتمكن من تحديد اللون.

وذهبت كاترين بالحذاء الجلدة الأحمر إلى الكنيسة فانشغل كل من فى القداس بالحذاء، فعنّفها القس وأمرها ألاّ تعود به مرة أخرى، لكنها فعلت. 

فانشغل الجميع بالحذاء ونسوا القداس مرة أخرى فقال لها الخادم هذا حذاء لا يصلح لدخول الكنيسة بل يصلح للرقص، فبدأت كاترين ترقص به فى الشوارع وتركت سيدتها التى أكرمتها تموت وحيدة فى فراشها.

وهنا يبين هانس أندرسن أن الفتاة تحولت إلى راقصة برغبتها لكنها لم تقدر على التوقف عن الرقص أو خلع الحذاء الذى يدفعها للرقص رغمًا عنها، وكأنها أصيبت بلعنة البهرجة أو عقوق السيدة أو إلهاء المصلين بالكنيسة أو ربما لكل هذا، فتوجّهت إلى بيت الجلاد وطلبت منه أن يقطع قدميها بالحذاء، ففعل، ثم تعلن كاترين توبتها وتموت.

◘ الهدف من القصة
تعد قصة (الحذاء الأحمر) للكاتب الدنماركي واحدة من قصص الأطفال التى تتميز بطبيعتها بغرس القيم فى نفوس الصغار وإن كانت أدوات الكتابة لا تحتكم إلى المنطق.