رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غلاء الأسعار يزيد المعاناة.. ضحايا النصب من شركات الحج والعمرة يتحدثون لـ«الدستور»

 الحج والعمرة
الحج والعمرة

كان (محمد.ع)، ثلاثيني، يُمنِّي نفسه بذلك اليوم الذي سيؤدي فيه مناسك العمرة خلال عام ٢٠١٩، أي قبل انتشار فيروس كورونا، وظل يبحث عن أسعار مناسبة للحج والعمرة تناسب ظروفه المادية، حتى وجد إحدى الجمعيات الخيرية التي أعلنت أنها تنظم رحلات عمرة تبلغ ١٠ آلاف جنيه فقط وتتكفل هي بالباقي لغير القادرين.

على الفور، قدَّم "محمد" من أجل السفر لها بسبب السعر الذي يصفه بالمعقول في أداء العمرة، ولم يتكفل سوى دفع ذلك المبلغ وتسوية بعض الأوراق الأخرى مثل جواز السفر وغيره، وحين اقترب موعد العمرة أعطته الجمعية بالفعل تذكرة طيران ووعدته بأن التأشيرة ستكون جاهزة قبل يوم السفر.

يقول: «روحت قبل يوم السفر عشان استلم التأشيرة زي ما وعدوني فوجئت بأن الجمعية ملهاش وجود في الشقة اللي كانت فيها بمصر الجديدة، ولما سألت الناس عليها قالولي أنهم كانوا مأجرين شقة لمدة شهر وخلص ومشيوا، وكل أرقامهم اتقفلت وعرفت أن تذكرة الطيران كانت مضروبة».

لم يستطع "محمد" تقديم بلاغ أو أي شكوى لعدم وجود أي شيء يدل على تلك الجمعية الوهمية، فضلًا عن أنه لم يتحر أي شيء عنها من قبل وزارة السياحة أو غيره: «عمليات النصب بقت منتشرة في الحج والعمرة خصوصًا أن الأسعار غليت والناس نفسها تحج فبتلجأ لأي أسعار منخفضة وبتطلع نصب».

"محمد" ليس حالة فريدة ولكن تمثل عمليات النصب تلك أزمة حقيقة، وما يدلل على ذلك تقديم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، طلب إحاطة إلى المستشار حنفي جبالي، رئيس المجلس، موجه إلى وزير السياحة والآثار، بشأن عمليات النصب على المواطنين وايهامهم بأداء العمرة خارج بوابة العمرة.

وأكد "محسب"، الجهود التي تبذلها الدولة المصرية، ممثلة في لجان وزارة السياحة والسلطات في المطارات المختلفة في تنظيم المعتمرين وفقًا لما نص عليه قانون بوابة العمرة الذي صدر مؤخرًا، والذي يحظر السفر إلا من خلال البوابة حرصًا على سلامة وتنظيم المعتمرين.

وأشار إلى أن  عددًا من السماسرة والوسطاء أوهم بعض المواطنين بإمكانية السفر لأداء العمرة من خلال التأشيرات الافتراضية أو رحلات الترانزيت عن طريق تنظيم الرحلات تحت المسمى الجديد "سياحة العبور" عن طريق الأردن، ومن ثم الدخول للسعودية، وذلك بعيدًا عن بوابة العمرة المصرية.

(طارق.م)، أحد ضحايا النصب من شركات الحج والعمرة، والذي لم يقم بالتسجيل على بوابة العمرة المصرية، بسبب غلاء الأسعار وفضل اللجوء إلى الشركات الخاصة، بحثًا عن أسعار جيدة من أجل أداء والدته مناسك العمرة إلا أنه وقع ضحية للنصب.

يقول: «والدتي ست كبيرة في السن فكان لازم يكون فيه برنامج للرحلة وحد مسؤول عنها، لاقيت شركة عاملة عروض عن العمرة بمبلغ ٣٠ ألف وكان أرخص سعر وقتها وحجزت لها مع الشركة وحصلت على تذكرة الطيران والتأشيرات».

يضيف: «ولما سافرت في المطار قالوا إن التأشيرة غير صالحة وتم توقيفها لأنها مش معاها تصريح بالعمرة من الشركة ورجعت تاني من غير ما تؤدي أي مناسك، وعرفت وقتها أن دا نصب من الشركة ومفيش تصريح والتأشيرة والتذكرة غير صالحين».

يختتم: «والدتي تعبت من الحزن وقتها لأنها كانت عشمانة تؤدي العمرة قبل وفاتها وكانت فرحانة خصوصًا أن معرفتش أوصل للشركة أو أرجع الفلوس وضاعت تحويشة العمر وأمل والدتي في العمرة».

وتقوم الدولة بجهود من أجل مكافحة النصب في الحج والعمرة، وهو ما يظهر في الضبطيات التي تقوم بها منها ضبط الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار، 7 من مديري الشركات السياحية، بتهمة النصب على المواطنين راغبي أداء فريضة الحج، وتحرر محضر بالواقعة، وأُحيل للنيابة العامة التي باشرت التحقيقات.