رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبل الاحتفال بسبت الفرح.. كيف ينبثق النور المقدس من قبر المسيح؟

سبت النور
سبت النور

كشف الأب اسبيردون سمور كاهن كنيسة المهد للروم الأرثوذكس ببيت لحم سر انبثاق النور من قبر السيد المسيح قائلا: أريد أن أورد كلام مثلث الرحمات البطريرك الأورثوذكسي ذيذوروس الذي يقول: “اركع أمام الحجر الذي وضع عليه جسد المسيح الطاهر بتقوى، وأواصل الصلاة بخوف وتقوى، وهى صلاة كانت وما تزال تتلى، وعندها تحدث أعجوبة انبثاق النور المقدس (النار المقدسة) من داخل الحجر المقدس الذي وضع عليه جسد المسيح الطاهر”.

وتابع: يكون هذا النور المقدس ذو لون أزرق و من ثم يتغير إلى عدة ألوان، وهذا لا يمكن تفسيره في حدود العلم البشري، لأن انبثاقه يكون مثل خروج الغيم من البحيرة، ويظهر كأنه غيمة رطبة ولكنه نور مقدس.

وأضاف: ظهور النور المقدس يكون سنويا بأشكال مختلفة، فإنه مرارًا يملأ الغرفة التي يقع فيها قبر المسيح المقدس. وأهم صفات النور المقدس أنه لا يحرق، وقد استلمت هذا النور المقدس ستة عشرة سنة، ولم تحرق لحيتي. وأنه يظهر كعمود منير، ومنه تضاء الشموع التي أحملها، ومن ثم أخرج وأعطي النور المقدس لبطريرك الأرمن والاقباط، وجميع الحاضرين".

وتابع: النور المقدس يضيء بعض شموع المؤمنين الأتقياء بنفسه، ويضيء القناديل العالية المطفئة أمام جميع الحاضرين.

مضيفا: يطير هذا النور المقدس كالحمامة إلى كافة أرجاء الكنيسة، ويدخل الكنائس الصغيرة مضيئا كل القناديل.

صفات النور المقدس 

وتابع: من صفات النور المقدس أنه لا يحرق أي جزء من الجسم إذا وقع عليه، وهذا برهان على ألوهية المصدر، وأنه له صفات فوق الطبيعة وينبثق بتضرعات البطريرك الأرثوذكسي.

وواصل: يضيء شموع بعض المؤمنين بنفسه، وينتقل من جهة إلى أخرى ليضيء القناديل في الكنيسة المقدسة. ويقول الكثيرون إنهم تغيروا بعد حضور هذه العجيبة المقدسة.

متى ظهر أول وصف لهذه العجيبة؟

وتابع: أول كتابة عن انبثاق النور المقدس في كنيسة القيامة ظهرت في أوائل القرن الرابع، والمؤلفون يذكرون عن حوادث انبثاق النور في أوائل القرن الميلادي الأول، نجد هذا في مؤلفات القديس يوحنا الدمشقي والقديس غريغوريوس النيصي. ويرويان: كيف أن الرسول بطرس رأى النور المقدس في كنيسة القيامة، وذلك بعد قيامة المسيح بسنة (سنة 34 ميلادي).

مضيفا: الأعجوبة المثلى حدثت في سنة 1579 مع الأرمن، إذ قام الأرمن بدفع المال للأتراك ليوافقوا على دخول البطريرك الأرمني للقبر المقدس حتى ينبثق النور، وأثناء ذلك كان البطريرك الأرثوذكسي واقفا حزينا مع رعيته عند الباب قرب العمود الذي انشق من الوسط وانبثق منه النور المقدس، وذلك كما تشاهدون في هذه الصورة ورأى ذلك مؤذن مسلم كان قريبا، وتبع الدين المسيحي. 

وهناك أيضا رجل عسكر تركي شاهد هذه الأعجوبة إذا كان واقفا على بناية بالقرب من بوابة كنيسة القيامة، فصرخ بأعلى صوته: إن المسيح هو الله ورمى نفسه من علو 10 أمتار، ولم يحدث له شيء من الضرر وطبعت آثار أقدامه على الحجارة التي صارت تحته لينة كالشمع، فقام الأتراك بحرق هذا الشهيد بالقرب من بوابة كنيسة القيامة في القدس، ثم جمع اليونانيون عظامه ووضعوها في دير بناجيا، وبقيت عظامه حتى القرن التاسع عشر الميلادي، وهي تنشر رائحة طيبة.

مضيفا: وهذه الحادثة حدثت في عهد السلطان مراد الخامس، وفي عهد البطريرك صفرونيوس الخامس. وما زال العمود مع الشق الأذى فيه شاهدا على هذه الأعجوبة إلى يومنا هذا. ويقوم الزوار الأرثوذكس بتقبيل هذا العمود عند دخول كنيسة القيامة المقدسة.

وتابع: وهناك أيضا مؤرخ إنجليزي يدعى “جوتير فينوسيف”، وصف ماحدث في سنة 1187. حيث أحب السلطان صلاح الدين أن يحضر هذا الاحتفال الديني (انبثاق النور المقدس) مع أنه غير مسيحي، وفى ذلك الوقت نزل النور المقدس من الأعلى على حين غفلة ولكن مساعدي صلاح الدين قالوا بأن النور المقدس نزل بواسطة اصطناعية، وعندها اطفىء القنديل لكنه أضاء ثانية، لكن صلاح الدين أطفىء القنديل مرة أخرى ولكنه أضاء أيضًا.

صحة واصلة هذه الأعجوبة:

وتابع: بعض الناس يدعون أن هذه الأعجوبة هي خدعة يستعملها الأرثوذكس للدعاية لهم، ويعتقدون أن البطريرك يقتني أداة للإضاءة داخل القبر المقدس. ولكن تفتيش السلطات الحاكمة (غير المسيحية)، أثبتت عكس الإدعاء.