رغم إنكارها إطلاق الصاروخ.. لماذا ردت إسرائيل بالهجوم على مواقع حماس؟
أُطلق صاروخ مساء أمس الإثنين من قطاع غزة تجاه بلدة كيسوفيم الإسرائيلية في غلاف غزة، وبعد الهجوم بساعات قليلة ردت إسرائيل بالهجوم على مواقع عسكرية تابعة لحركة حماس.
أفادت تقارير عبرية أن حركة حماس تواصلت مع إسرائيل عبر وسطاء مصريين للتأكيد على أنها غير معنية بمزيد من التصعيد وأنها لا تقف وراء الهجوم، وفقًا لقناة كان الإسرائيلية.
وفي ذات الوقت لم تعلن أي من الفصائل الفلسطينية في غزة عن مسئوليتها عن إطلاق الصاروخ تجاه إسرائيل.
فيما نقلت قناة "كان" العامة وموقع "واينت" الإخباري عن مصادر فلسطينية قولها إن حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية هي من يقف وراء الهجوم.
ولكن على الرغم من إنكار حماس ذلك اختارت إسرائيل الرد بطريقتها، وقام الجيش الإسرائيلي بقصف أهداف تابعة للحركة في قطاع غزة بعد منتصف ليل الثلاثاء، وقال الجيش في بيان إنه قصف عددًا من الأهداف، من بينها موقع تستخدمه حماس لتصنيع أسلحة. كما أفادت وسائل إعلام تابعة لحركة حماس، أن الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت موقعًا تديره الفصائل الفلسطينية غربي مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
السياسة الإسرائيلية
الجيش الإسرائيلي يعتبر حماس مسئولة عما يجري في قطاع غزة، فإسرائيل اعتادت أن ترد عن طريق شن غارات جوية على مواقع تابعة لحركة حماس التي تحكم غزة بغض النظر عن المجموعة التي شنت الهجوم. في حالات نادرة، وجهت ردها إلى الجهاد الإسلامي، ويكون هذا في حال إذا أعلنت الحركة مسئوليتها.
إسرائيل ترى من جانبها أن لدى حماس ما يكفي من السيطرة على القطاع بحيث لا يطلق أي فصيل منافس لها النار على إسرائيل دون موافقة ضمنية من الحركة، مع حقيقة أن هناك الكثير من الفصائل داخل القطاع، وأنه في بعض الأحيان يكون هناك تضارب في المصالح بينهما، وفي أوقات أخرى يقوم أحد الفصائل بإطلاق صواريخ تجاه إسرائيل لإحراج حماس. وفي هذه الحالة تقوم إسرائيل بالرد ولكن بشكل مخفض منعًا لتصعيد الأوضاع.
وقد تتدخل حماس في بعض الأوقات لمنع إطلاق صواريخ من قبل الفصائل الأخرى، وهو ما حدث قبل أسبوعين، حيث منعت إسرائيل الجهاد الإسلامي من الرد على قيام وحدة إسرائيلية باغتيال خلية تابعة للجهاد قبل أسبوعين.
في الوقت نفسه، فإن سياسة الحكومة الحالية هي الرد على أي إطلاق نار من قطاع غزة على إسرائيل، وبحسب تصريحات وزير القضاء جدعون ساعر في مقابلة مع إذاعة الجيش "على عكس الحكومة السابقة فإننا نرد على كل هجوم واستفزاز من قطاع غزة، صغيرًا كان أم كبيرًا. ومن ناحيتنا فإن حماس مسئولة عن أي استفزاز يوجه إلينا، ولذلك كان من الواضح أننا سنرد هذه المرة وبالفعل قمنا بالرد. والأمر نفسه ينطبق على الطائرات الورقية والبالونات الحارقة".
