رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرف على فلسفة الألوان في أسبوع الآلام الذي بدأ في الكنيسة

اسبوع الالام
اسبوع الالام

بدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أسبوع الآلام الذي يعد أقدس أيام السنة.

وخلال أسبوع الآلام تقيم الكنائس المسيحية المختلفة تتلى صلوات البصخة المقدسة بدلًا عن صلوات القداس الإلهي.

تستعرض الدستور فلسفة الألوان في أسبوع الآلام

وفقًا لكتاب أسبوع الآلام الجزء الأول – للأغنسطس حسام كمال فإنه تختلط الألوان داخل الكنيسة في هذا الأسبوع فنجد اللون الأحمر لستر الهيكل يوم السبت ويوم الأحد حتى نهاية قداس أحد الشعانين، ونجد اللون الأسود وهو لون ستر الهيكل والأعلام والوشحات التي تغطي الأعمدة والمنجليتين، واللون الأبيض الذي نجده يملأ الكنيسة من ليلة أبوغالمسيس وحتى نهاية الخمسين المقدسة، ولكن في حديثنا هنا سنخصص هذا الفصل لما ورد بكتب التاريخ والطقس بشأن اللون الأسود للأعلام في أسبوع البصخة المقدسة، ولكن ليس هدفنا الاعتراض على الوضع الحالي في الكنيسة ولكن لمجرد العلم ليس أكثر.

وواصل: طقس الكنيسة في هذا الأسبوع وصلواتها وألحانها العميقة تدخل المصلين في الجو الروحي، أما أن نتمادى في وضع الستائر السوداء التي تغطي الكنيسة وحوائطها ومنجيات القراءة بكاملها، وهذا لم تعرفه الكنيسة في الشرق المسيحي كله عمومًا وبالذات الكنيسة القبطية في الألف سنة الأولي بعد ميلاد رب المجد وذلك لأن كنيسة المشرق هي كنيسة الفرح والبهجة.

وتابع: فكيف أن نغطي الكنيسة بيت الفرح وبيت الملائكة بستائر سوداء بمثل هذا الشكل، وهذا ما هو إلا فكر غربي انعكس علينا، فالطقس القبطي معروف بأنه الطقس الذي لا يعرف المظاهر الخارجية في العبادة، فالأيقونات القبطية تصور لنا الشهداء قابلين الآلام بكل فرح، والكتاب المقدس حين يتكلم عن الآلام يقرنه بالفرح.

وتابع: في كتابات ابن سباع يقول: "يحضرون إلي البيعة ويجهزون ما يلائم جمعة الآلام، وهو قفل باب الإسكنا وتجهيز الكتب الملائمة لجمعة البصخة، ويجعلون في وسط الخورس الثاني منجلية متعلقة بهذا الأسبوع، ويجعلون عليها البصخة محلة بستر أخضر أو أزرق أو ملون"، ومن الواضح هنا أنه لم يذكر اللون الأسود بل يحل محله أي لون، مثل الأخضر أو الأزرق.

وتابع: أما مخطوط ترتيب البيعة رقم 118 بالدار البطريركية لسنة 1911م: "ويعلق على باب الهيكل ستر أسود أو ملون، وتوضع الإنجيلية في الوسط، ويوضع عليها ستر أسود أو ملون ويوضع عليها كتاب البصخة، ويغطي بستر حرير أسود أو غيره، ويبدءون بعمل البصخة"، مؤكدًا أنه ونفهم من كلام المخطوطة أن اللون الأسود ليس شرطًا ملزمًا للكنيسة بل يمكن أن يحل محله لون آخر كما ذكرت المخطوطة.

اللون الأسود في كتابات ابن كبر:

وتابع: يذكر ابن كبر في حديثه عن تقديس الميرون المقدس الذي تم في زمانه في أسبوع البصخة أيام البابا "ثيؤدوسيوس" الـ79 في تعدد البطاركة لما طبخه في كنيسة القديس مرقوريوس بمصر القديمة وكسوا الهيكل الكبير والهيكلين الخشب بكساء أسود ولبس الأب البطريرك بذلة سوداء.

مختتمًا: وتوضيح لما سبق ذكره إن ارتداء البابا لملابس الخدمة السوداء، وتغطية المذابح بالأغطية السوداء في تكريس الميرون، كان بسبب وقوع تكريسه في أسبوع البصخة ومن هنا وقع الخلط بين أفراح تكريس الميرون والغاليليون الذي هو زيت الفرح وبين أسبوع الآلام، الذي استقر في الأذهان أنه أسبوع الأوجاع والأحزان والذي يناسبه اللون الأسود، وحتي إذا ارتدينا نحن الملابس السوداء في خدمة القداس الإلهي في أسبوع البصخة المقدسة فلن تتخلى الملائكة المحيطة بالمذبح والكنيسة عن ثيابها البيضاء.