رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تجدد الاشتباكات في القدس.. ما هي فرص التصعيد بين إسرائيل وحماس؟

القوات الإسرائيلية
القوات الإسرائيلية

أحداث الأيام الأخيرة في إسرائيل تشير إلى أن التوتر لايزال في ذورته، وأن الهدوء لن يكون قريباً، فحتى لو تم وقف العمليات الفردية في المدن الإسرائيلية بعد الهجمات الثلاث (بئر السبع – الخضيرة – تل أبيب)، وماتلاها من عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين شمال الضفة والتي عرفت باسم "كاسر الأمواج"، إلا أن التوتر ظهر قبل يومين في مكان أكثر سخونة وخطورة وهو محيط المسجد الأقصى، وهي المنطقة التي توصف بأنها أكثر البؤر توتراً على وجه الأرض.

حتى تلك اللحظة هناك فرصة للسيطرة على الاشتباكات بين قوات الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين، ولكن لاتزال فرص التصعيد واردة بنفس القدر أيضاً.

بداية الاشتباكات

تجددت الاشتباكات اليوم الأحد بين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في الحرم الابراهيمي بالبلدة القديمة بالقدس، وذلك بعد أن دعا مصلون مسلمون الجموع إلى البقاء في مكانهم في نهاية الصلاة، لمنع دخول زيارة اليهود للحرم.

أكدت الشرطة الإسرائيلية، أن مئات الشباب بعضهم ملثمين، "قاموا بإلقاء الحجارة من أجل الإخلال بالنظام العام ومنع الزيارات اليهودية التقليدية للموقع"، وأشارت إلى أنه "سيستمر الحفاظ على الحرية الكاملة للعبادة للمصلين في الحرم القدسي".

بدأت الاشتباكات فجر يوم الجمعة الماضية، بعد دخول الشرطة الإسرائيلية محيط المسجد الأقصى لتفريق مظاهرة نظمت بعد الصلاة، حيث قالت الشرطة إنه قام خلالها ملثمون برفع علم حماس وإلقاء حجارة وألعاب نارية تجاه حائط البراق (المبكى).

وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان أن العشرات من الشباب العرب، جزء منهم ملثمين بتنظيم مسيرة في الحرم مع رفع أعلام حماس والسلطة الفلسطينية، وقام عدد منهم بإلقاء المفرقعات النارية والحجارة، وظهر يوم الجمعة الماضية عاد الهدوء المؤقت، وأقيمت شعائر صلاة الجمعة بشكل طبيعي، ثم عادت الاشتباكات اليوم الأحد مجدداً.

استفزازات جماعات الهيكل

ما يثير الفلسطينيين هو ما يصفونه كاستفزازات إسرائيلية في الحرم الابراهيمي، وذلك بعد أن نشرت إحدى المنظمات الراديكالية من منظمات الهيكل إعلاناً شجع تقديم قرابين في الحرم الابراهيمي، عشية عيد الفصح، رغم منع الحكومة الإسرائيلية لـ"تقديم القرابين" لإدراكها ما سيشكله من خطورة وتفجير للأوضاع.

هذا الإعلان الذي أثار صدى كبيراً بين الفلسطينيين الذين رأوا أنه  يمس بالوضع الراهن، ويهدف إلى فرض سيطرة يهودية في الحرم، وهو ما دفع مئات من الفلسطينيين إلى التجمع فجر اليوم الأحد في الحرم، فيما قامت الشرطة الإسرائيلية قامت باقتحام المسجد الأقصى وسط رشق الحجارة وإطلاق المفرقعات في المكان. 

تدخل التنظيمات

التقدير هو أنه طالما لم تتدخل الفصائل الفلسطينية ولم يتم إطلاق صواريخ من قطاع غزة تجاه إسرائيل فإن الأوضاع ستظل تحت السيطرة، ولكن مع أول صاروخ سيتم إطلاقه مما يستلزم الرد من قبل إسرائيل سيكون هناك تدهوراً سريعاً للأوضاع مع وجود فرصة لمواجهة عسكرية.

في اجتماع ممثلي الفصائل الفلسطينية في غزة، تمت دعوة نشطاء الفصائل للاستعداد للدفاع عن المسجد الأقصى، فيما دعا أيضا صالح عاروري، رئيس حركة حماس في الضفة، إلى تجديد المقاومة ضد إسرائيل في الضفة. 

في الوقت نفسه، اتخذت إسرائيل بعض خطوات للتهدئة في الضفة الغربية، بعد أيام من العملية العسكرية في مخيم جنين (كاسر الأمواج)، والتي جاء منها منفذ هجوم تل أبيب، بغرض السيطرة على الوضع في الضفة الذي سينعكس حتى لو بشكل غير مباشر على الوضع في القدس.

فزيادة أعداد القتلى الفلسطينيين في الضفة سينعكس على التوتر في الحرم، وقد يستفز التنظيمات الفلسطينية التي قد تسعى للتدخل للثأر للقتلى، ولهذا السبب طلب وزير الدفاع الإسرائيلي بني جانتس، التركيز على إحباط تنفيذ العمليات وليس الانجرار إلى عمليات استعراضية التي يمكن أن تصعب الأجواء.

وتظل الفرضية أنه فكلما ازداد عدد القتلى في الضفة أو القدس، ستجد حماس  صعوبة في الإحتواء وستبدأ بإطلاق صواريخ تجاه إسرائيل.