رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مئوية اكتشاف مقبرته.. مَن هم المنسيون في العثور على توت عنخ آمون؟

المصريون في موقع
المصريون في موقع توت عنخ امون

في العام الذي حصلت فيه مصر على استقلالها، تم تصوير اكتشاف قبر عمره 3000 عام لأحد حكامها القدامى وهو الملك الصبي توت عنخ آمون، على أنه انتصار للحرس الاستعماري القديم.

وبحسب صحيفة ناشونال نيوز الإماراتية في نسختها الإنجليزية، فقد كان اكتشاف الكنوز الرائعة في عام 1922 تتويجًا لرحلة بحث استمرت 5 سنوات بتمويل من أرستقراطي بريطاني وقادتها حفارة انجليزية عنيدة اوصلها قبر الملك الصبي للعالمية.

وتابعت أنه مع مرور السنوات تم تهميش جهود العشرات من المصريين الذين لعبوا دورًا محوريًا في أعظم حدث في التاريخ الأثري إلى حد كبير في السجل الرسمي. 

وأضافت أن فحصًا جديدًا للصور والوثائق من أرشيف قائد الحملة هوارد كارتر ألقى ضوءًا جديدًا على دور رئيس العمال المصري وعشرات العمال الذين كانت جهودهم حاسمة في نجاح الحملة.

وقال ريتشارد بروس باركنسون، أستاذ علم المصريات بجامعة أكسفورد: "لم يتم التنقيب عن طريق عالم آثار إنجليزي بمفرده، لكن من قبل أعضاء الفريق المصري الذين غالبًا ما تم تجاهلهم عند كتابة قصة العثور على المقبرة".

ووفقا للصحيفة، فشلت مذكرات كارتر ووثائقه في تسليط الضوء على كيفية الكشف عن الخطوات المخفية إلى القبو، بينما تسجل مذكراته الخاصة سطرًا منفردًا مكتوبًا في 4 نوفمبر 1922:"تم العثور على الخطوات الأولى للقبر".

ويقول الباحثون إنه كان من المحتمل أن يكون جهدًا جماعيًا، حيث تم دمج المعرفة المحلية للمصريين مع هوس كارتر في البحث عن القبر المفقود في وادي الملوك في مصر.

وأكدت الصحيفة أن الاكتشافات التي نتجت عنها كانت رائعة، فقد كان القبر صغيرًا وأعيد استخدامه على عجل لملك ذي أهمية تاريخية ثانوية توفي قبل وقته عن عمر19 عامًا، لكنه لا يزال الدفن الملكي الوحيد من مصر القديمة الذي بقي سليماً إلى حد كبير.

وتابعت أن الأمر استغرق عقدًا من الزمن لاستخراج 5 الاف قطعة اثرية بداخلها، وهى عملية سجلها هاري بيرتون الشهير، المعروف باسم "مصور الفراعنة" لعمله في تسجيل الرحلات الاستكشافية في مصر.

وأضافت أن هذه الصور وأوراق كارتر توفر نظرة ثاقبة لعمل العمال المحليين في اكتشاف الكنوز وجمعها، حيث ذكر كارتر 4 مصريين في أوراقه الخاصة كان لهم الفضل في العثور على الكنز، بينما صور بيرتون تظهر عدد المشاركين الآخرين.

قالت الدكتورة دانييلا روزنو، المنسقة المشاركة لمعرض جديد توت عنخ آمون: التنقيب في الأرشيف: "حتى اليوم ، لم يكن ينجح شيء على الإطلاق بدون المصريين وأعضاء الفريق المصري".

وتابعت "يمكننا أن نرى في صورة أنه وظف حوالي 50 عاملاً محليًا إضافيًا وعشرات الأطفال ، وهي ممارسة معتادة في تلك الأيام".

وأكدت الصحيفة أنه بالمقارنة مع العديد من زملائه من الطبقة العليا في ذلك الوقت ، كان كارتر مدافعًا قويًا عن طاقمه المصري. 

وقال البروفيسور باركنسون إنه طُرد من وظيفة سابقة لدفاعه عن حراس مصريين خلال خلاف مع مجموعة من السياح الغربيين الذين أرادوا الوصول إلى موقع محظور.

ومن بين أولئك الذين شكرهم كارتى في أوراقه رئيس العمال أحمد جريجار، الذي نظم عشرات العمال، لكن أمناء المحفوظات لم يتمكنوا من وضع اسمه على صورة في الأرشيف ولا يُعرف الكثير عنه أو عن زملائه العمال.

أظهرت صور أخرى الواقع بالنسبة للعديد من العمال المصريين المحليين الذين تم توظيفهم لأداء المهام الصعبة مثل نقل الكنوز المعبأة من وادي الملوك في المرحلة الأولى من رحلة 400 ميل بالمراكب إلى القاهرة.

وفي مايو 1923، شارك 50 عاملاً في العمل لمدة 18 ساعة على مدار يومين لنقل 34 صندوقًا على بعد خمسة أميال إلى أقرب نهر في درجات حرارة تجاوزت 38 درجة مئوية في الظل.

كما أظهر الأرشيف أيضًا أن المصريين داخل المقبرة يعملون جنبًا إلى جنب مع كارتر كأعضاء موثوق بهم وأساسيين في الفريق ، حتى لو لم يحصلوا على الاعتراف الذي يستحقونه.