رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على جمعة: الإسراء والمعراج أمر يتعلق بالعقيدة لا يدرك إلا باليقين

 الدكتور على جمعة
الدكتور على جمعة

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، يقول تعالى : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} هذه الآية تدل على ما حدث في ليلة الإسراء والمعراج، تلك الليلة المباركة من توجه سيدنا النبي ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وكان هذا بالليل، والسير بالليل يسمى "إسراء" ، ومن المسجد الأقصى عُرج به ﷺ إلى السماء وإلى سدرة المنتهى {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى } ، فجمع في ليلة واحدة "الإسراء" من الأرض إلى الأرض، و"المعراج" من الأرض إلى السماء، هذه معجزة تفوق المعجزة، ؛ وذلك لأن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق على سنن لا تتغير ولا تتبدل إلا بأمره سبحانه وتعالى {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } ، {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } ، {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .

وتابع " جمعة" خلال برنامج "القرآن العظيم" قائلا : الكون له سننه {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا } أى لا تستطيعون تغيير سنة الله سبحانه وتعالى فى خلقه {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} سنن الله جارية لا يستطيع أحد أن يغيرها ولا أن يصطدم بها ؛ وإلا فإنه لا يقدر عليها إذا اصطدم بها، فمن الذي يغير سنة الله؟ الله، وهل الله سبحانه وتعالى يريد أن يغير سنه الله للبشر حتى يسيروا على سنة جديدة؟ أبدا، ومن الذي يفهم هذا عن الله سبحانه وتعالى؟ نبي الله رسول الله سيد الخلق الأسوة الحسنة العبد الرباني الكامل ﷺ ، يفهم هذا عن الله، فأراه الله وحده خرق السنن الكونية بإذن الله بأمر الله بفعل الله.

وأوضح "جمعة" قائلا : الإسراء والمعراج أمر لم يشاهده أحد من البشر إلا سيدنا النبي ﷺ ، فهو ليس معجزة كالمعجزات التي تجرى من أجل إثبات أحقية النبوة، مثلما جرى الماء من بين يديه ينابيع، فتوضأ جيش وشربوا ، خروج الماء من بين أصابع المصطفى ﷺ معجزة شاهدها الناس، فعرفوا أنه صادق، لم يأمرهم إلا بالمعروف، ولم ينهاهم إلا عن المنكر، ولذلك عندما حدثت مثل هذه المعجزة الخارقة، فإنها تثبت أن هذا الرجل مؤيد من عند الله سبحانه وتعالى؛ أما الإسراء فمن الذي شاهده؟ لا أحد، ومن الذي شاهد المعراج؟ لا أحد سوى سيدنا النبي ﷺ ، إذًا فهى خارقة خاصة به.

وأشار "جمعة" : الإسراء والمعراج أمر يتعلق بالعقيدة، ويتعلق بتسلية قلب سيدنا النبي ﷺ ، ويتعلق بمعرفته بمعلومات لا يدركها كل أحد، يدركها بعضنا، لكن لا يدركها كل أحد، ولكن على سبيل اليقين والمعاينة لا على سبيل التفكير والاستنتاج، إذًا فالأمر عظيم في شأن الإسراء والمعراج، فلما نرى أحدهم ينكر ذلك، فهذا شأنه فليعش كما يريد أن يعيش مع نفسه، فالإسراء والمعراج معجزة للنبي ﷺ ، وإثبات لحقائق الكون في أن الله خارج الزمان، وأنه على كل شيء قدير، وأنه مازال خالقا، وأنه لو قطع عنا الإمداد لفنينا.