رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد عبدالوهاب يرفع الأذان ويبتهل تحت «ضرب النار»

محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب

لم يكن شهر رمضان شهرًا عاديًا بالنسبة لموسيقار الأجيال الراحل محمد عبدالوهاب، إذ يتحول خلال هذه الأيام المباركة إلى مؤذن، وتحول- أيضًا- منشدًا لإنقاذ الموقف أحيانًا.

مع قدوم شهر رمضان، كان «عبدالوهاب» يعود إلى مسقط رأسه فى باب الشعرية، تنفيذًا لوصية أبيه، ليرفع الأذان من فوق مئذنة مسجد سيدى الشعرانى، ليكمل مسيرة بدأها أبوه، حسبما جاء فى مجلة الكواكب عام ١٩٦٠.

طوال الشهر الكريم كان يدعو الناس إلى الصلاة، معتمدًا على صوته الجميل الذى كان يطرب أهالى المنطقة، وكان مدهشًا أن يلتزم طفل صغير بالمقامات آنذاك دون أى خطأ، وظل مواظبًا على رفع الأذان عن إيمان راسخ طيلة حياته فى رمضان، لا سيما أذان الفجر، إذ كان يواظب على تأدية صلاتها فى هذا المسجد خلال شهر الصيام.

ولم يغن «عبدالوهاب» أغنيات صريحة لشهر رمضان الكريم، لكنه بحكم نشأته الدينية غنى عددًا من الأدعية الدينية الشهيرة التى كانت تذاع خلال الشهر المعظم وربما أشهرها دعاء «أغثنا أدركنا يا رسول الله»، من تأليف حسين السيد عام ١٩٦٨، و«لبيك اللهم لبيك»، كلمات أحمد شفيق كامل عام ١٩٨٨.

وذات مرة نظم أحد متعهدى الحفلات رحلة فنية، من بطولة «عبدالوهاب»، ليغنى موسيقار الأجيال مع فرقته فى محافظات الوجه القبلى، وما إن شرع «عبدالوهاب» فى الغناء قاطعه أحد الحضور، بحجة أن الإنشاد الدينى مناسب أكثر من الغناء فى رمضان.

اشتد الخلاف، وأطلق البعض أعيرة نارية على الفرقة لتهديدها، وحاول الأعيان إصلاح الأمر وتهدئة الأجواء، وقرر «عبدالوهاب» حينها أن ينشد لإنقاذ الموقف، بالتعاون مع بعض أفراد تخته، وتحولت الحفلة الغنائية إلى حلقة ذكر، وشارك الجمهور بالإنشاد.