رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«رحلتى بين الشك واليقين».. اعترافات الدكتور مصطفى محمود

مصطفى محمود
مصطفى محمود

«بدأت رحلتي بين الشك واليقين بالثقة المفرطة في العلم الوضعي باعتبار أنه يمكن أن يفسر كل شىء، العلم الذي لا يؤمن إلا بالمحسوس، أما الغيب وما وراء المحسوس وما وراء الطبيعة فهي بالنسبة للعلم خرافة».

روى الدكتور مصطفى محمود رحلته التي وصفها بـ«من ظلام الشك إلى نور اليقين» في حواره لمجلة «آخر ساعة» 1995.

منذ عام 1957 دخل الدكتور مصطفى محمود في مرحلة جديدة وطويلة مع نفسه، مراجعة طويلة وهادئة، قال: "تلك المراجعة التي سلكت فيها كل الدروب وركبت كل المواصلات والوسائل الممكنة بداية العلم والفلسفة وعلم النفس، ثم بعد ذلك الأديان بداية بالهندية وزرادشت وبوذا وموسى وعيسى ومحمد والأديان السماوية حتى المنتهى، القرآن الكريم، وأقولها بكل صدق وجدت كل هذا في عباءة القرآن الكريم، وبهذا ابتدأت في رحلتي إلى اليقين".

وأشار إلى أن أسباب ما وصفه بـ«الغل الأسود، التار البايت» هو الخوف من الإسلام وتعاليمه النقية الطاهرة، وعندما يدعي الغرب أنهم لا يعادون الإسلام وأنهم ليسوا ضده فإنهم صادقون بوجه من الوجوه، وأضاف: "إذ  لا مانع عندهم أبدا أن نصلي ونصوم ونقضي نهارنا وليلنا في الصيام والقيام والتعبد والتسبيح والابتهال، ونقضي حياتنا في التوكل على الله والاعتكاف في المساجد، فهم لا يعادون طقوس الإسلام، ولا مانع عندهم أن تكون لنا الآخرة كلها وأن ندخل الجنة، فهذا أمر لا يهمهم ولا يفكرون فيه، ولكن خصومتهم وعداؤهم للإسلام الآخر".

وحكى عن رحلته في الزواج، وأكد أنه تزوج مرتين، وفشلت في المرتين، قال في حواره: "وربما هما معذورتان، لأن لدي مشكلتين وليست مشكلة واحدة فقط، أول مشكلة مسألة الكاتب والمؤلف، والمشكلة الثانية أني صاحب رسالة، وأنا أستغرق في العمل نهائيًا، فكيف تتحمل زوجة أن تعيش مع إنسان كل وقته وكيانه في العمل، وحقيقة لا  أستطيع أن أظلم أيًا منهما، فماذا يبقى مني لهما؟ والمرأة إذا تحملت بعض الوقت فلن تستطيع أن تتحمل كل الوقت، وسوف يأتي عليها وقت تفكر فيه".

ولفت إلى أنه يرى أن المرأة تنتزع شيئًا غاليا وهو الاهتمام، وهو ما وصفه بضياع الهمة وضياع أغلى ما يملك «وأنا مش فاضي يضيع مني وقت تاني».

وتحدث الدكتور مصطفى محمود في حواره لمجلة «آخر ساعة» عام 1995، عما يمكن أن يفعله الزوجين ليدوم زواجهما، وعن الفرق بين الزواج قديمًا وحديثًا: «زمان، كان الزواج ينجح لأنه مدعم بإرادة إلهية أقوى من الحب وأقوى من السعادة، وأقوى من كل شيء، وكانت الزوجة تحب زوجها طيبًا وتحبه مجرمًا، وتحبه مريضًا وتحبه صحيحًا، وكان حبها في الحقيقية تدينًا وعقيدة أكثر منه حبًا، أما الآن فالزوجة تقرأ الصحف وتشاهد التليفزيون وبرامج الدش والفيديو في كل بيت، وتدخل السينما وتطلب من زوجها غراميات متواصلة، وحتى ينجح الزواج لابد أن يكون الزوج بهلوانًا والزوجة بهلوانة، وكل منهما يجيد فن الشقلبة».

وقال مصطفى محمود في حواره، إن الزواج بشكله الحديث ألذ من الزواج في السنوات الماضية، غير أن الأول متعب ومليء بالمشاكل «وأنا أفضل زواجًا سريعًا أستريح فيه على زواج اتشقلب فيه كل يوم لأحرك أعصاب زوجتي وأحافظ على حبها وأجدد شهيتها نحوي، أفضل أن تحبني زوجتي في تدين، فأكون ربها ورجلها وبيتها وحياتها، ويدوم حبنا، لأنه عقيدة وإيمان قبل أن يكون حبًا، لكن فين أيام زمان كل دي أحلام، ليس أمامنا غير زغزغة زوجاتنا وتقديم المشهيات العاطفية من كل لون لنحتفظ بهن، وليحتفظن بنا».