رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أكثر دموية".. روسيا تستعد للمرحلة الثانية من الحرب فى أوكرانيا.. ما شكلها؟

ماريوبول
ماريوبول

بعد 49 يومًا من الغزو الروسي لأوكرانيا، تستعد روسيا لما يطلق عليه المرحلة الثانية للحرب، فيما يعتقد خبراء عسكريون أن الوضع على الخطوط الأمامية قد يتدهور في الأيام المقبلة.

 حذر الناتو من تصعيد "معقد ودموي" جديد، حيث زعم نائب الأمين العام لحلف الناتو، ميرسيا جيوان، أن الحرب ستنتقل إلى مرحلة جديدة ستكون "أكثر تعقيدًا، ومختلفة في طبيعتها عن المرحلة الأولى" من الحرب. قائلاً: " "كل شيء يشير إلى أننا ننتظر دخولًا وشيكًا إلى المرحلة الثانية من هذه الحرب، وهي دموية جدًا. في منطقة أوسع بكثير، سواء في الشرق في دونباس وفي الجنوب باتجاه شبه جزيرة القرم وماريوبول.

أوضح أن الحرب خلال الأيام المقبلة ستكون حربًا كلاسيكية، على عكس ما حدث في الأسابيع الستة الأولى من الحرب، مشيرًا إلى أنه ستكون هناك خسائر في صفوف المدنيين. وبسبب هذا، قرر الحلفاء إمداد أوكرانيا بأسلحة تتكيف مع الوضع الجديد، وأدانوا عمليات القتل الجماعي للمدنيين على أيدي الروس. 

المرحلة الثانية

طوال الأسابيع الأخيرة، قاومت أوكرانيا بحزم الهجمات، وكبدت الجيش الروسي خسائر كبيرة، فيما تعرضت مدن أوكرانية لهجمات شديدة ألحقت بها خسائر فادحة.

 كان الكرملين قد رسم في بداية المعركة عدة أهداف رئيسية، وبعد مرور حوالي 49 يومًا، يبدو أن الأهداف الرئيسية التي تتعلق بالسيطرة على كييف وإزاحة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي واستبداله برئيس موالٍ للورس أصبحت بعيدة عن التحقق، في ظل المقاومة الأوكرانية التي فاجأت الجميع، وأدت إلى سحب القوات الروسية من مناطق متفرقة وعودتها إلى شرق وجنوب أوكرانيا.

تستعد روسيا حاليًا للمرحلة الثانية من الحرب، والتي كما يبدو ستركز على الضربات الصاروخية وفي نفس الوقت، حشد القوات الروسية في شرق أوكرانيا. 

تأتي هذه التحركات، في ظل الوضع الصعب في مدينة "ماريوبول" حيث تمنع القوات الروسية السكان المحليين من الفرار من المدينة، والممرات الإنسانية التي ظلت مفتوحة في اتجاه واحد فقط غير متوفرة الآن، وهو وضع يشبه كثيرًا ما يحدث في مناطق القتال الفعلي الأخرى. ففي منطقة زابوريزهيا، منع الروس حافلات الإخلاء  بينما في منطقة لوجانسك، القصف المستمر لا يسمح بالإخلاء.

يرى المراقبون أن استمرار حجز  السكان المدنيين في مناطق تعرضت لقصف مكثف يعني أن روسيا ستنتقل قريبًا إلى تنفيذ المرحلة الثانية من العملية في شرق وجنوب أوكرانيا. 

فيما يشير تحليل التكتيكات العسكرية الروسية إلى عدم تحرير السكان المدنيين من المدن المحاصرة والمحتلة من أجل استغلال هؤلاء السكان المحليين لأغراض دعائية، والتكتيك أنه إذا نجح الروس في الاستيلاء على مدينة أوكرانية، فإنهم يبدأون في إطلاق تقارير حول توزيع المساعدات الإنسانية الروسية في تلك المدن، فيما تكشف لاحقًا التقارير عن الفظائع التي تشهدها المدن بعد تحريرها مثلما حدث في مدينة "بوتشا" الأوكرانية.

الخطط الروسية

خلال المرحلة الثانية من الحرب،  ستهتم روسيا كثيرًا بتقديم تبريرات الغزو، سواء للرأي العام المحلي أو العالمي، في الفترة الحالية تبرر روسيا غزوها لأوكرانيا من خلال تصميم تهديدات تزعم أنها قادمة من أوكرانيا: على سبيل المثال، الهجوم المخطط على دونباس، ووجود مختبرات أسلحة بيولوجية تشرف عليها الولايات المتحدة في هذه المرحلة، الادعاء بأن أوكرانيا تطور وتستعد لاستخدام ما يسمى  "القنبلة القذرة".

من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرومولوتوف إن "القوميين أحضروا إلى أوكرانيا مواد نووية يمكنهم الآن استخدامها لتفجير قنبلة نووية قذرة"، فيما اعتبرت التقارير الدولية أن التصريحات الروسية هي حرب دعائية ضد أوكرانيا، بيد أن روسيا لم تظهر أي دليل على مزاعمها، ويرى بعض المراقبين أن الرسائل الروسية الهدف منها التأثير على الجمهور الروسي أولًا، فيما يجد الرأي العام الدولي صعوبة في تصديق هذه الرسائل.

من ناحية أخرى، تستخدم روسيا ذريعة "المختبرات البيولوجية" لإضفاء شرعية على الاستيلاء على محطة زابوريزهيا للطاقة النووية، حيث تزعم روسيا أن أوكرانيا كانت تطور أسلحة نووية، ولتبرير أيضًا نشر جنودهم في محطة تشرنوبل ومنطقة الحظر شديدة الخطورة المحيطة بها.

بحسب التقديرات الحالية، فإن المرحلة الثانية للمعركة ستكون مركزة في منطقة جغرافية بعينها، وستكون الأولوية فيها للضربات الجوية، ومحاصرة المدنيين، ووضع كهذا من شأنه أن يجعلها قد تمتد لعدة شهور أخرى.