رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هنحاصرك فى ساعتين يا محمد يا رجب.. لِم نفسك

فى التسجيل الذى تم عرضه فى الحلقة الحادية عشرة من «الاختيار ٣»، استعرض أول بطة بلدى منتخبة فى وجود نائب المرشد خيرت الشاطر قوة التنظيم مهددًا بقدرتهم على الحشد والضغط، وروى كيف أنه علم بأن «بتاع الحزب الوطنى.. اسمه إيه رجب» يجمع حوالى ٣ آلاف شخص فى مقر الحزب فى الجيزة وأنه اتصل به وقاله: «لم نفسك أحسن.. إنت لو فكرت تجمع ٣ آلاف واحد هنحاصرك بـ٣٠ ألف فى ساعتين وانت والـ٣ آلاف هتروحوا فى ستين داهية».

تعجبنى شجاعة الحكى التى كانت تنتاب البطة البلدى من آن لآخر أحيانًا كان بيفضفض بمعلومات، دون أن تطلب منه، فى الحقيقة رغم كل الكراهية التى كانت فى قلبه لكل ما هو عسكرى، سواء كان جيشًا أو شرطة، لكن الأمانة تقتضى أنه كان ينهار- ويتحدث- من اثنين، البدلة العسكرية وساعتها المعلومات تنساب منه بلا توقف، ومن الكاميرات والميكروفون، وأظن لو كان يعرف بوجود تسجيلات وكاميرات كان هيحكى أكتر.

قبل ٢٥ يناير لم يكن يجرؤ البطة المنتخبة على رفع صوته، كنا نشاهده مع سعد الكتاتنى داخل أروقة البرلمان وهما يتملقان إلى الوزير كمال الشاذلى ومن بعده أحمد عز، كان مجرد السماح لأى منهما بالوقوف مع قيادات الحزب لثوان شرف بالنسبة لهما، مرشدهما السابق قال فى تصريحات صحفية مسجلة إنه يتمنى الجلوس مع مبارك معددًا صفاته، ومؤكدًا أنه سيمنح صوته لجمال مبارك باعتباره نابغة عصره وكده، لكن بعد ٢٥ يناير تغير الكلام، وظهر ما فى النفوس، والترتيبات المسلحة التى كانت تتم على استحياء أصبحت تتم علنًا.. مكتب خيرت الشاطر فى مدينة نصر يرتب كل شىء، ومكتب الإرشاد فى المقطم يعتمد ثم ترسل إلى البطة البلدى التى تجلس فى الاتحادية ليبصم عليها.

توقفت فى المسلسل أمام جملة «هنحاصرك فى ساعتين يا محمد يا رجب.. لم نفسك لأنكم هتروحوا فى داهية» التى هدد بها مرسى والتى يمكن أن تقود إلى مذبحة جماعية لـ٣ آلاف شخص معارض له، معلوماتى الشخصية أنه لم يكن يجرؤ على أن يقول محمد رجب حاف، ومعلوماتى الشخصية أنه حتى عندما كان نائبًا فى البرلمان كان يتودد بشكل متدن لمعاونى نواب الحزب الوطنى.. مش بس النواب.. ده حتى الموظفين.. لكن عندما تبدلت الأمور تغيرت اللهجة ووجدناه يهدد علنًا ٣ آلاف شخص. 

ميزة حلقات «الاختيار ٣» أنها تقدم لك وصفًا دقيقًا لما حدث فى إطار درامى، وتوظف التسجيلات التى يتم السماح بعرضها فى المسلسل ضمن هذا السياق، كميات الأسلحة التى دخلت مصر كانت كفيلة بتحويل إفريقيا كلها إلى كتلة نار، لكن اتفاق الأجهزة وتنسيقهم منع الكارثة، بل إننا لا نبالغ إذا قلنا إنها منعت سقوط الدولة.. هل تتخيل كأس العالم للإرهاب التى كان يريد البطة البلدى المنتخبة ومعه خيرت الشاطر ومحمود عزت وأعضاء التنظيم السرى تنظيمها فى مصر، وأدخلوا من قاعة كبار الزوار فى المطار قيادات الإرهاب وأفرجوا بقرارات رئاسية عن إرهابيين، وما كان مخططهم ليفشل لولا قوة وبسالة ووطنية أشخاص كان الموت أحب إليهم من أن يضيع البلد. 

ما تردده الميليشيات الإلكترونية على الاختيار يشير إلى أن الوجع كبير. 

وما يقوله مراهقو السوشيال ميديا من «جمعية محبى الفيرمونت» يؤكد أن مافيش فايدة.