رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«شاعر رائع وزوج فاشل» اعترافات ابنة شقيق نزار قباني عن زواجها من محمود درويش

محمود درويش ورنا
محمود درويش ورنا قباني

« كان محمود درويش على امتداد حياته موضع إعجاب الكثير من النساء، لا بسبب شاعريته المرهفة والعالية فحسب، بل لما كان يمتلكه من وسامة وذكاء حاد وكاريزما شخصية لافتة، ومع ذلك فلم يكن من النوع الاستعراضي في علاقته بالنساء، ولم يذكر في قصائده عنهن أي واحدة بالاسم» هكذا حكى الشاعر اللبناني شوقي بزيع، عن علاقة الشاعر الفلسطيني محمود درويش بالنساء، عبر صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».

ولفت «بزيع» إلى أن «ريتا» التي ذكرها محمود درويش بالاسم في غير قصيدة له, كانت استثناء القاعدة، فقد تبين لاحقاً بأن هذا الاسم ليس حقيقياً, وأن ملهمة الشاعر في مطالع صباه، لم تكن سوى الفتاة اليهودية تامار بن عامي، التي ربطته بها علاقة عاطفية قصيرة, قبل أن تجبرهما حرب حزيران عام 1967 على العودة إلى معسكريهما المتصارعين بشكل لا هوادة فيه.

وأشار إلى أنه لو لم تكن «ريتا» هي «تامار» بل الكاتبة اليسارية تانيا ريهارت كما يذهب البعض، أو الشاعرة الإسرائيلية داليا ريبكوفيتش، كما يذهب البعض الآخر، فإن ذلك لا يلغي "الواقعة " العاطفية التي أقر الشاعر نفسه بحدوثها.

ولا يستبعد «بزيع» أن تكون «ريتا» - القصيدة مزيجاً من هؤلاء جميعهن، خاصة وأن «درويش» قد أشار في غير موضع الى مثل هذا التداخل، تماماً كما كان شأن بابلو نيرودا، الذي يكنّ له محمود درويش إعجاباً كبيراً، مع نساء قصائده.

ويؤكد الشاعر اللبناني شوقي بزيع، أن علاقة الشاعر محمود درويش بالكاتبة والباحثة السورية رنا قباني، هي الأبرز والأعمق والأكثر اتصالا بقلبه. 

وسرد واقعة لقائهما الغريبة حسبما كشفتها «قباني» بنفسها عن تفاصيلها المؤثرة عبر سلسلة من المقالات التي نشرت في إحدى الصحف العربية قبل سنوات، فقد التقى الطرفان عن طريق الصدفة، حين كانت «رنا» بعد على مقاعد الدراسة في واشنطن, وقررت بعد إلحاح من صديقة لها حضور الأمسية التي دعي الشاعر لإحيائها في جامعة جورج تاون . ورغم إعجاب «قباني» الفائق بشعر «درويش» فقد قررت أن تجلس في الصفوف الخلفية للقاعة، لأن الصفوف الأمامية تكون في العادة محط أنظار المشاهير من السياسيين والفنانين والكتاب المخضرمين , فيما الفتاة اليافعة التي تأنف من الرسميات، وتنتعل صندلاً مخملياً بكعب عال وتطلي أصابع قدميها بالأسود، كانت تجد في المقاعد الخلفية ضالتها المناسبة.

لم يكن يدور في خلد ابنة السفير المثقف صباح قباني, شقيق الشاعر نزار، أن المفكر السياسي كلوفيس مقصود حين جرها من يدها الى الصف الأول من القاعة وقدمها لدرويش, بدا وكأنه يقود حياتها نحو مصير آخر ووجهة مختلفة.

"هل تتزوجينني؟" وجه الشاعر الثلاثيني «محمود» للفتاة الدمشقية الياسمينية ذات التسعة عشر ربيعاً, متخطياً فارق السن والظروف الاجتماعية من جهة, وخوفه المرَضي من قيود المؤسسة الزوجية من جهة أخرى، وبقدر ما كان السؤال صادماً لرنا القباني، كان الجواب بالموافقة مفاجئاً لمحمود درويش.

بعد عامين، انتهت علاقة الزواج، وحسبما روى «بزيع» لم تستطع «رنا» أن تتأقلم مع واقع «درويش» المكتنه بالقلق والخوف والتواضع المادي، والذي يفتقر الى الخصوصية والأمان وهدوء النفس.

ووصفت رنا القباني الشاعر الفلسطيني محمود درويش في حوار تلفزيوني، بأنه شاعر رائع، لكنه زوج فاشل.

وأكد شوقي بزيع أنه جمعه لقاء بالشاعر محمود درويش في القاهرة، قال «بزيع»: «تحدث مستطردا عن أن إكراه زوجته الحامل رنا قباني على التخلص من الجنين، كان يلح على التوضيح بأنه لم يفعل ذلك بتأثير من أنانيته العالية أو بسبب كرهه للأطفال, بل لأنه أوهن من أن يتعايش, ولو في الخيال, مع ما يمكن أن يواجهه طفله المرتقب من احتمالات الألم أو المرض أو الموت المبكر».

بعد سنوات ارتبطت رنا القباني بالصحفي البريطاني المعروف باتريك سيل, الذي ما لبثت أن انفصلت عنه بفعل قراءتهما المتغايرة للثورة السورية.

وفشل محمود درويش في زواجه الثاني بالكاتبة والمترجمة المصرية حياة الهيني التي خصها بقصيدة «يطير الحمام» بحسب «بزيع».

وبعد انفصاله الثاني، قال «درويش» عن زوجته المصرية: «انفصلنا بسلام، لم أتزوج مرة ثالثة ولن أتزوج، إمدمن على الوحدة، ولم أشأ أبداً أن يكون لي أولاد، قد أكون خائفاً من المسؤولية، والشعر هو محور حياتي، فما يساعد شعري أفعله، وما يضره أتجنبه».