رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على غرار الكركمين.. «الدستور» تكشف حقيقة تداول أقراص «السبيرولينا» المُهربة

حبوب السيبرولينا
حبوب السيبرولينا

انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات لشخص قدّم نفسه على أنه طبيب ويدعى «ك.ع»، روج خلالها لبيع مادة جديدة على شكل أقراص تعرف باسم «السبيرولينا» أو الطحالب الزرقاء من خلال صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».

الطبيب المدعو «ك.ع» قدم تلك المادة على أنها «إكسير الحياة الجديد» الذي يجب على الجميع شراؤه وتناوله دون تفكير أو تردد، مشيرًا إلى أنها غنية بالعديد من الفوائد فهي حسب قوله تقي من «الأنيميا» والسرطان وتحتوي على مضادات للأكسدة، وتمنح قوة هائلة لمتناوليها.  

كما قدم «ك.ع» تلك المادة على أنها تستخدم كعلاج فعال لمرضى السكري ونقص المناعة، وتقلل من مستويات الدهون الثلاثية، ما يعمل على تقليل فرصة حدوث الجلطات وأمراض القلب المرتبطة بارتفاع الدهون في الدم، وهو الأمر الذي جعل هناك العديد من الطلبات التي انهالت عليه للحصول على تلك العبوات من جميع دول العالم. 

وبدورنا في «الدستور» قمنا بادعاء الحاجة للحصول على تلك العبوات أيضًا وإنما السبب الذي لم نظهره هو الكشف عن ملابسات بيع ذلك المنتج المجهول وتداوله على أنه العلاج الخارق، من قبل أحدهما الذي قدم نفسه على كونه طبيبًا متخصص في الأعشاب. 

وبسؤال المُحررة عن سعر العبوة، جاء رد مالك صفحة العلاج بـ«السبيرولينا» «ك.ع» أن سعر الواحدة ٢٢٠ جنيهًا، وقدم إليها عرضًا على العبوتين في حال شراؤهم معًا يكون السعر ٣٩٠ فقط، مشيرًا إلى أن حجم العبوة ١٢٠ جرامًا تكفي من ٢٥ يوم إلى شهر، كما أوضح أن الشحن مجاني إلى جميعه أنحاء الجمهورية.

 

 

وسألت المحررة بدورها من ادعى كونه طيببًا عن الجرعة التي يجب أن تتناولها في حال الشراء، فأجابها دون استفساره عن معاناتها من وجود أي أمراض قد تتعارض مع ذلك الدواء أو لا، بأنها نصف معلقة على نصف كوب ماء مرتين يتم تناولها يوميًا قبل الأكل بنصف ساعة أو بعد الأكل بساعة.

وتعرف «السبيرولينا» بأنها نوع من أنواع الطحالب لونها أخضر مائل للزرقة، وتنمو في المحيطات والبحيرات المالحة في المناخات شبه الاستوائية.

وعنها يقول الدكتور فايد عطية أستاذ الفيروسات، إنه قد ظهر بعض الضجة حولها منذ فترة بالحديث عن فائدتها في الشفاء من مرض فيروس «سي» وهو ما جعل البعض يصنعها ويقدمها بأسعار مرتفعة، ثم وفي فترة أخرى كثر الحديث عنها كذلك بأنها تُستخدم كمنشط مناعي، ومٌحسن لوظائف الكلى والكبد، ثم أدرجته بعض الدول كمكون غذائي.

 

وتابع أن كل هذا الأمر لا غبار عليه، ولكن الأزمة تكمن في تناول تلك الأدوية العُشبية دون استشارة طبيب، الأمر الذي قد يأتي بنتائج عكسية وخطيرة للغاية، موضحًا أنه قد جائه بعيادته الخاصة العديد من المرضى الذين تناولوا مثل هذه الأدوية العٌشبية دون استشارة طبيب يحدد لهم هل هم في حاجة إلى استخدامها أم لا وفي حال كانوا في حاجة فما هي الجرعات المناسبة لحالتهم الصحية.

وتابع أنه يأتي قبل ذلك ضرورة حصول هذه المنتجات على ترخيص وتصريح من وزارة الصحة المصرية لاستخدامها موضحًا أنه لذلك يجب أن يتم استيفاء كافة الدراسات، والتجارب قبل استخدامها إذ أنه تتم التجارب في البداية على الحيوانات ثم المتطوعين من البشر ثم اعتماد الدواء رسميًا في حال ثبوت فاعليته وأمانه.

وأكد أن ما يحدث من بيع تلك الأدوية دون رقابة على الإنترنت يكشف الحالة المتردية التي وصل إليها المجتمع من وجود أعدادًا هائلة من خبراء التغذية الوهميون الذين يروجون لمنتجات مجهولة المصدر قد تحمل السُم للمواطنين.

وأضاف أستاذ الفيروسات أنه ليس ضد طب الأعشاب بل أن هذا الطب له مدارس وضعت خصيصًا له، مثل مدارسة في دولة الصين والهند وكذلك في مصر لذا فيجب الاعتراف به، ولكن يجب ألا يكون هذا الطب بديلًا عن نظيره الدوائي، كما يجب أن يٌستخدم تحت إشراف الأطباء المختصين بدقة.

الأمر نفسه أكدته الدكتورة نهلة عبد الوهاب أستاذ التغذية، موضحة أنه لا أحد ينكر أن تلك «السبيرولينا» لها عدة فوائد فهي تستخدم كمضادات للأكسدة والالتهابات، كما أنه يستخدمها البعض للتقليل من الخلايا السرطانية، والتقرحات.

وتابعت أنه ولكن وفي نفس الوقت لا يجب علينا الإفراط في تناولها، أو استخدامها دون إشراف الطبيب، موضحة أن هذه الطحالب قد تؤدي إلى حدوث خلل في النظام المناعي لدى الشخص في حال كان سليمًا ولا تحتاج حالته الصحية إلى تناولها، وكذلك الأمر في حال كان الشخص مصابًا ببعض الأمراض المناعية مثل مرض الذئبة الحمراء فهي تضاعف من هذا الخلل المناعي الذي بالطبع يكون له تأثير خطير على الشخص.

كما أوضحت نهلة أنها لا ترجح استخدام هذه «السبيرولينا» على هيئة مُكملات غذائية، وذلك لما توقعه المُكملات بصفة عامة من أضرار على الكلى بجسم الانسان، لذا أشارت استشاري التغذية إلى أنه في حال الرغبة في تناول مثل هذه الطحالب فيجب أن تكون الحالة الطبية للإنسان تحتاج بالفعل إليها، وأن يُتناول منها جرعات خفيفة للغاية، وأن يكون هذا بإشراف طبيب مختص.

غير مٌصرح بدخولها مصر وتدخل بطرق غير شرعية

وتوصلت «الدستور» في ختام تحقيقها حول تواجد أقراص «السبيرولينا» وتداولها بمصر، إلى أن هذه الأقراص غير مصرح بها من قبل وزارة الصحة، لذا فهي لا تباع بالصيدليات، ولكن يتم الحصول عليها بطرق غير شرعية فقط، مثلما أكد عدد من صيادلة مصر في محافظة القاهرة والجيزة.