رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توصيات «الأعلى للثقافة» لتطوير المهرجان القومى للمسرح: التدقيق فى لجان المشاهدة والتحكيم

المهرجان القومى للمسرح
المهرجان القومى للمسرح

ناقشت الجلسة الثانية من المائدة المستديرة، التى عقدتها لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة تحت عنوان «المهرجان القومى للمسرح: الواقع والمأمول»، عددًا من الإشكاليات والقضايا الخلافية المتصلة بالمهرجان القومى للمسرح المصرى، والتى تثير سنويًا كثيرًا من الجدل، خاصة حول لائحة المهرجان ونسبة العروض ونتائج المسابقات.

وقررت لجنة المسرح بـ«الأعلى للثقافة» مناقشة قضايا المهرجان عبر محاور الفلسفة والتوجه والمعوقات، للوصول إلى مقترحات محددة لجعله أفضل وأشمل وأكثر نضجًا فى أولى الموائد المستديرة التى تعقدها اللجنة، فى إطار استعادة دورها كمسئول عن اقتراح السياسات الثقافية العامة المتصلة بالمجال المسرحى، وكمرجعية استشارية لكل جهات الإنتاج المسرحى.

وبعد مناقشة إشكاليات أقسام المهرجان وآليات الاشتراك فيه وجوائزه ومعايير منح الجوائز واختيارات لجان التحكيم، فى الجلسة الأولى من المائدة المستديرة، عرض المخرج عصام السيد، مقرر لجنة المسرح، فى الجلسة الثانية، ورقة المخرجة والدراماتورج عبير على، التى لم تتمكن من الحضور. 

وتضمنت ورقة العمل اقتراحات مهمة، منها إصدار سنوى، بالتعاون مع معهد النقد الفنى، يحتوى على مقالات نقدية ودراسات حول العروض التى شاركت بالمهرجان، مع إعداد برنامج تدريبى وتأهيلى لصناع العروض من شباب المسرحيين، خاصة تلك العروض التى تحوى عناصر متميزة لكنها لم ترقَ، بسبب ضعف ما، للتأهل للمشاركة.

كما تضمنت الاقتراحات الاهتمام بترجمة النصوص الفائزة سنويًا فى مسابقة المهرجان، بالتعاون مع المركز القومى للترجمة والمراكز الثقافية الأجنبية، وأن يتناسب عدد العروض الممثلة لكل جهة مع حجم إنتاج الجهة المشاركة خلال الموسم، وكذلك ضرورة أن تتضمن لائحة المهرجان معايير اختيار العروض المشاركة، وفى حالة استنفاد أحد روافد المسرح النسبة المقررة له، مع وجود عروض جديدة جيدة وقابلة للمنافسة، فإنه يمكن إدخالها فى نسب الفروع الأخرى عوضًا عن أى عجز يحدث. 

وفى ختام الجلسة، عرض المخرج عصام السيد، مقرر لجنة المسرح، على كل الحضور توصيات المائدة المستديرة التى ضمت عددًا من العناصر.

ففيما يخص لائحة المهرجان، رأى المجتمعون أن العودة للائحة ٢٠١٥ أمر محمود ولا خلاف عليه، لأن كل التعديلات التى جاءت بعدها لم يتم التوافق عليها، ولم تطرح للنقاش العام.

ورأى المجتمعون أيضًا ضرورة مراجعة اللائحة على أن تتضمن محددات واضحة لدور اللجنة العليا وصلتها بإدارة المهرجان، وأن يتضمن تشكيل اللجنة ممثلين لأجيال مختلفة، مع التنوع فى التمثيل الفنى، وأن تحتوى اللائحة على تحديد دقيق لنوعية من يطلق عليهم «صاعد» أو «كبير»، بدلًا من أن تترك كل مرة لتقدير لجنة التحكيم، وأن تكون هناك نسبة وتناسب بين حجم إنتاج كل جهة إنتاجية وحجم تمثيلها فى عروض المهرجان.

وفيما يخص التحكيم والتكريم، رأى المجتمعون ضرورة التدقيق فى اختيار لجان المشاهدة والتحكيم، وأن يتحقق بين أعضائها نوع من التجانس، وأن يكونوا من المتابعين للحركة المسرحية، مع ضرورة أن تكون هناك فلسفة ما فى اختيار المكرمين، لأنه ليس من المعقول فى دورة المؤلف المصرى ألا يُكرم مؤلف واحد.

كما رأوا ضرورة الاهتمام بالإعلام والتسويق الإلكترونى والورقى والمرئى، والاتفاق مع إحدى القنوات التليفزيونية التى تتميز بكثافة المشاهدة لتغطية وقائع المهرجان، وأيضًا الاهتمام بالرؤية البصرية للمهرجان، وخلق مستوى جمالى مميز للفعاليات.

أما فيما يخص جوائز المهرجان، فتبنى المجتمعون عدة اقتراحات، من بينها ألا تظل الجوائز مادية فقط، وذلك بإيجاد آلية لاختيار العروض المميزة وضمها لمبادرة المسارح المتنقلة ومسرح المواجهة والتجوال، مع الاستفادة من المنح والبعثات التى تتوافر لقطاع العلاقات الثقافية الخارجية، سواء بوزارة الثقافة أو وزارة التعاون الدولى، لإضافتها للجوائز، وأن يتولى إخراج حفلى الافتتاح والختام أحد الفائزين بجوائز المهرجان. 

وتضمنت التوصيات رفض معظم الحاضرين تقسيم مسابقات المهرجان إلى هواة ومحترفين، مع تفضيل الأغلبية الإبقاء على مسابقة واحدة، وإن أجمع الحاضرون على ضرورة أن يكون لمسرح الطفل مسابقة منفصلة، تجمع كل فنون الطفل من عروض عرائس وخيال ظل وأراجوز وغيرها.

وفيما يخص النشاط الفكرى للمهرجان، أوصى الحاضرون للمائدة المستديرة باستمرار حوار الأجيال، الذى بدأ بلقاءات مع كبار المبدعين المسرحيين، وأن يناقش المحور الفكرى للمهرجان قضايا ومشاكل حقيقية يعانى منها المسرح، مع الاهتمام بالنقد التطبيقى، سواء بعودة الندوات النقدية أو إعطاء مساحة أكبر لها على موقع المهرجان، وأن تكون هناك دورة خاصة بالنقد، تحتفى به وبالنقاد، وكذلك تشكيل لجان فنية وعلمية لوضع أبحاث تقيس مدى تأثير المهرجان على الجمهور، ولتعرف الحركة المسرحية من هو جمهورها الحقيقى لتتعامل معه بشكل علمى.

وإلى جانب ذلك، رأى المجتمعون ضرورة أن تمتد ليالى المهرجان لمدى زمنى أطول، حتى تتاح الفرصة لأكبر عدد ممكن من المشاهدين للمتابعة، وللتسهيل على لجنة التحكيم، خاصة أن مشاهدة ثلاثة عروض يوميًا أمر صعب ولا بد أن يؤثر على الأحكام.

وأجمع الحاضرون على ضرورة كسر مركزية المهرجان فى العاصمة، وضرورة تجواله، واقترحوا تفعيل الحجز الإلكترونى للعروض، على أن تكون بتذاكر لضمان جدية الحجز. 

وفى نهاية الجلسة، أبدى الفنان يوسف إسماعيل، رئيس المهرجان القومى للمسرح، والفنان إسماعيل مختار، مدير المهرجان، اهتمامهما بالمقترحات المقدمة والعمل على تنفيذها، وأبديا استعدادًا لمد جسور التواصل مع لجنة المسرح، والتعاون معها دائمًا.