رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أول «بطة» بلدى منتخبة تهدد بحرق مصر

أبدع النجم صبرى فواز فى تقديم شخصية محمد مرسى ضمن مسلسل «الاختيار ٣»، فى الحقيقة فواز يجيد تقديم الشخصيات المركبة، التى تحمل فى داخلها تناقضًا شديدًا، الذكاء والهطل، القوة والضعف، انتهاز الفرص والغباء، الشجاعة والجبن، مساحة شخصية محمد مرسى مليئة بالتفاصيل، بعض التفاصيل يصعب ظهوره فى الدراما مثل المشهد الذى فعله أثناء جلوسه مع رئيسة الأرجنتين، وبدأ يحرك يده فى مناطق معينة.

وبعض المشاهد يصعب أن يعرض لاعتبارات تتعلق بالأمن القومى، هذا الأمن الذى هدده مرسى مئات المرات خلال مدة حكمه، سواء بإخراج آلاف الإرهابيين من السجون، أو بالسماح بإدخالهم البلاد من صالة كبار الزوار أو حتى من خلال جلسة سد النهضة السرية التى تم بثها على التليفزيون دون أن يعرف المشاركون فيها. 

من أجمل المشاهد التى يتم عرضها فى «الاختيار ٣» هو الجزء الأخير من الحلقة التى يتم فيها وضع مادة مصورة حقيقية للأحداث، ليدرك الجميع أن ربنا نجّانا من الناس دى، لعل من أخطر التسجيلات التى تم عرضها كانت الجلسة التى تم عقدها داخل مبنى المخابرات الحربية، بين المشير محمد حسين طنطاوى، البطل الذى سنكتب عنه كثيرًا عرفانًا وتقديرًا وإجلالًا لما قام به، واللواء عبدالفتاح السيسى، والمرشح الاستبن للإخوان محمد مرسى الذى وصل إلى الحكم، وأصبح أول بطة بلدى منتخبة، يتم تحريكها بالريموت كنترول من مكتب الإرشاد فى المقطم، أو من خلال مكتب خيرت الشاطر فى مدينة نصر.. اللقاء كان قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، أهمية هذا التسجيل أنه يوضح أمام الجميع ما الذى حدث قبل الإعلان الرسمى عن نتيجة الانتخابات.. بعض الأرقام والتسريبات كان يتحدث عن فوز شفيق، والإخوان استبقوا الأمر، وأعلنوا عن فوز مرشحهم الاستبن، واحتفلوا به، وكان ناقص يعملوا حفل تنصيب.

المعلومات كانت تقول إن هناك تهديدات وصلت بحرق البلد إذا لم يعلن فوز مرسى.

الإخوان اعتبروا أن مرسى هو من فاز بالفعل وفقًا لحساباتهم، واعتبروا أن إعلان فوز شفيق هو بمثابة تغيير فى النتيجة، وأنهم لن يقبلوا بهذا، وسيحرقون البلد. 

سمعنا الكلام عن حرق البلد، لكننا فى حلقة الاختيار شاهدنا التسجيل، ووجدنا مرسى فى مرة نادرة له يوجه تهديدًا مبطًنا، مرسى لا يمتلك مكر ولا تخطيط خيرت الشاطر، هو بطة تلقت من التعليم والخبرة ما يجعلها تفك خط السياسة بالعافية، لكن لاعتبارات تتعلق بتلقيه تدريباته على يد أعضاء التنظيم الخاص فهو ذئب ينتهز الفرصة، صحيح ذئب بلا أنياب، لكن فى النهاية هو ذئب ينتظر الفرصة ليكشر عن أنيابه.. قبل الرئاسة كان من المعروف عنه أنه «قفوش»، لكنه للأمانة كان جبانًا أمام أى بدلة عسكرية، حتى لو كان أمين شرطة فى أمن الدولة، فما بالك وهو يجلس مع شخصيات بحجم المشير طنطاوى واللواء عبدالفتاح السيسى؟.. لا شك أن تهديداته كانت بعد جلسة تسخين من مكتب الإرشاد جعلته يوجه تهديداته، ويتحدث فيها عن الموجة اللى جاية باعتبارها «موجة إضرام نيران لا يقدر عليها أحد»، صحيح أنه قال إن هذا لا يتمناه، ولا يريده، ولا يوافق عليه، وإنه شعور شعبى غير مخطط.. لكن المشير طنطاوى كان أذكى منه، وأكثر صراحة وصلابة، وهو يقول له: «لا فى تخطيط».

التسجيل يقول إننا مدينون بالشكر والاعتذار للمشير طنطاوى وقيادات المجلس العسكرى ورجال الجيش.

الشكر لأنهم بالفعل قاموا بحماية البلد. 

والاعتذار لأن المعلومات لم تكن كافية، وحملة التشويه كانت كبيرة وظن البعض أنهم سيسلمون البلد للإخوان. 

كل يوم نتأكد أن المشير وقيادات المجلس واجهوا مخططًا صعبًا، ونجحوا فى العبور بالوطن من فخ هو الأصعب.