رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أفريقيا بين ماكرون ولوبان.. كيف سيتعامل قصر الإليزيه مع القارة السمراء؟

ماري لوبان وإيمانويل
ماري لوبان وإيمانويل ماكرون

تأهل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت اليوم ليواجه ماري لوبان في الجولة الثانية يوم 24 أبريل الجاري لتحديد من سيفوز برئاسة قصر الإليزيه، وسط تباين كبير في رؤية كل منهما للسياسة الخارجية خاصة ما يتعلق بأفريقيا والقضايا المرتبطة بها.

ومقارنة بماكرون تحمل لوبان توجهات متشددة تجاه دول أفريقيا وكذلك الدول الإسلامية والشرق الأوسط خاصة فيما يتعلق بقضايا الهجرة وتاريخ فرنسا الاستعماري بدول القارة.

ماكرون يتودد لأفريقيا

ومع فوز ماكرون برئاسة فرنسا في انتخابات 2017، سعى للتقارب مع العديد من الدول الأفريقية والاعتراف بانتهاكات باريس خلال فترة الاستعمار، فسبق أن اعترف ماكرون، عام 2021 بمسؤوليات فرنسا في حملة إبادة التوتسي عام 1994 في رواندا من قبل المتطرفين الهوتو والتي قتل فيها حوالي مليون فرد.

وفي فبراير الماضي دعا ماكرون بصفته رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، الدول الأعضاء إلى دعم القارة الأفريقية، مشيرا إلى أن الأوروبيين والأفارقة يواجهون العديد من التحديات.

وأوضح ماكرون، خلال فعاليات الدورة السادسة لقمة المشاركة بين الاتحادين الأفريقي والأوروبي، أن الجانبين تمكنا من بلورة محور مشترك أوربي إفريقي دون الوقوع في فخ الأنانية الوطنية.

وحذر ماكرون من أن أوروبا أول المتأثرين سلبًا بفشل أفريقيا إن لم تنجح في مواجهة التحديات الراهنة، مشيرا إلى أن أوروبا تحاول إرساء تحالف جديد لمساعدة إفريقيا على النجاح.

وفي يناير الماضي دعا ماكرون أيضا إلى توثيق علاقة أوروبا بإفريقيا واصفا إياها بالقارة الصديقة واقترح إبرام اتفاق اقتصادي جديد بين القارتين، مشيرًا إلى أن فرنسا اقترحت على صندوق النقد الدولي تقديم المساعدات لدول القارة.

أيضا حمل ماكرون العديد من وجهات النظر المتقاربة مع بعض دول القارة السمراء مثل الملف الليبي حيث يرفض بقاء القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا، وقد رعت باريس عدة لقاءات في هذا الشأن.

لوبان تغضب الجميع

وفي المقابل تحمل لوبان نظرة عدائية تجاه العديد من الملفات التي تخص الدول الأفريقية، من بينها مكافحة الإرهاب والهجرة، حيث تعتبر أن القوانين الحالية يجب أن تصبح أكثر تشددا اتجاه المهاجرين لحماية الهوية الفرنسية.

وبحسب تقرير للمعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية الفرنسي عام 2021، رصد وجود 7 ملايين مهاجر في فرنسا نصفهم تقريبا من الأفارقة، من إجمالي 67.6 مليون فرنسي، فيما يوجد حوالي خمسة ملايين فرنسي مسلم في البلاد.

كما تهاجم لوبان المظاهر الإسلامية حيث تعهدت بتجريم ارتداء الحجاب ومنع تناول اللحوم المذبوحة على الطريق الإسلامية إلى جانب عدة سياسات أخرى متطرفة رفضتها عدة دول أفريقية، وإلى جانب ذلك تحمل لوبان نظرة متشددة تجاه المهاجرين في فرنسا مطالبة بسياسات أشد نحوهم وقفل باب الهجرة تجاه هذه الجنسيات.

وفي أكتوبر الماضي شنت مارين لوبان، هجوما قويا ضد الجزائر،  مطالبة بحرمان مواطني هذا البلد من التأشيرات ووقف تحويلاتهم البنكية، وذلك بعد خلافات بين البلدين.