رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نجيب محفوظ: تسلقت مئذنة مسجد الحسين لاستكشاف سر الأذان

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

استحق الأديب العالمى نجيب محفوظ أن يُنظر إلى كل تفصيلة فى حياته بعين الفحص والتأمل، ليس فقط بسبب مكانته الرفيعة، بل لأن حياته كانت مليئة بالزخم والحيوية.

ولـ«نجيب محفوظ» حكايات مع شهر رمضان، تحدث عنها الباحث إبراهيم عبدالعزيز فى الجزء الثانى من كتابه «ليالى نجيب محفوظ فى شبرد»، ومنها أنه صام الشهر الكريم لأول مرة فى حياته وعمره ٧ سنوات، حين كان يقطن فى منزل الأسرة فى بيت القاضى، وكان لأجواء الشهر الكريم داخل هذا المنزل مذاق خاص.

وروى «أديب نوبل» أن والده كان يأتى بالشيوخ إلى بيتهم لقراءة القرآن، وكانت هذه إحدى أهم عادات البيوت المصرية، ومظهرًا من مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم.

وقال: «رغم الجوع الشديد جدًا الذى كنت أشعر به حين خضت تجربة الصوم لأول مرة، كنت حريصًا على مواصلة الصوم، متمسكًا بهدفى وهو الامتناع عن الطعام والشراب حتى نهاية النهار، متغلبًا على مشقة الجوع بالإرادة والصبر بدافع شخصى ودينى دون أدنى سلطة من أحد إلا سلطة الضمير».

وكشف عن أنه لم يكن أحد يلزمه بالصوم، معتبرًا أن سنه حينها لم تكن صغيرة، وتقتضى أن يصوم المرء مضطرًا أو مجبرًا، لكنه كان يفضل الصيام رغبة وحبًا فى شهر رمضان، قائلًا: «رغبة الصيام تحركنى وتدفعنى لاستكمال المتعة التى يحققها لى الشهر الكريم بدخولى فى زمرة الصائمين».

وكان نجيب محفوظ يصعد كل يوم إلى سطح منزله، موجهًا عينيه ناحية مئذنة الحسين، منتظرًا صعود المؤذن ليرفع صوته بالأذان كإشارة لبدء الإفطار، الذى كان مقترنًا فى الوقت نفسه بانطلاق مدفع رمضان.

وذات مرة صعد نجيب محفوظ المئذنة، لكنه لم يتذكر الرغبة التى دفعته لاكتشاف الرمز الدينى المرتبط بالأذان والصلاة وإفطار رمضان.

واعتاد النزول إلى الشارع بعد الإفطار، قائلًا: «كنا ننزل (صبيان وبنات)، والبنات كان فيه تساهل حتى سن معينة، حاملين الفوانيس زاهية الألوان، ونحن نغنى وحوى يا وحوى، متنقلين بين حوارى بيت القاضى، وحى الحسين الذى يشتعل بمظاهر الاحتفال بشهر رمضان وبقراءة القرآن بصوت الشيخ على محمود الذى كان يحلو صوته بالذكر والمديح النبوى».