رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لا أنسى ما حدث في قريتنا».. ذكريات «الشعراوي» في رمضان

محمد متولي الشعراوي
محمد متولي الشعراوي

«لا أنسى ما حدث يوم وقفت قريتنا ذات يوم في شهر رمضان من انتخابات صدقي باشا وقريتنا دقادوس مركز ميت غمر محافظة الدقهلية، بقدر ما سعدت بوطنيتها فقد شقيته بها أيضا».

روى محمد متولي الشعراوي في حوار له عن ذكرياته خلال شهر رمضان.

وقال «الشعراوي» إن حزب الوفد في تلك الفترة قرر مقاطعة انتخابات صدقي باشا، ولكن لم تقوى قرية في مصر كلها على مقاطعة هذه الانتخابات إلا قريتي «دقادوس وميت محسن» المجاورة لها، وقال: «ومن أراد أن يتأكد من ذلك فعليه أن يراجع بيان صدقي باشا بعد الانتخابات، فقد أعلن أن جماهير مصر أقبلت على صناديق الانتخابات بنسبة كذا في المائة إلا قرية دقادوس وقرية ميت محسن».

وأشار محمد متولي الشعراوي إلى أن الله اصطفى شهر رمضان دون غيره من الشهور بالتكريم.

يذكر أن الشيخ محمد متولي الشعراوي تزوج في الابتدائية، بعدما أعطاه والده مهلة لمدة أسبوع وقاله له: «اختار لك عروسة يا ولد».

يحكي الشيخ الراحل في كتاب «الشعراوي الذي لانعرفه» أن محاولات الأم والخال والخالة في إقناع والده بتأجيل الزواج كانت فاشلة، واختار له والده العروسة، ودفع له المهر وكانت قيمته 30 جنيهًا.

كان الشيخ الراحل يرى أن المبلغ كبيرًا بمقاييس الفترة التي تزوج فيها، ويبرر المغالاة بأن العروسة كانت وحيدة والديها، وكانوا يسمونها «الحكومة»، وقال ضاحكًا: «تزوجت الحكومة بثلاثين جنيهًا».

كان الشعراوي طالبًا في المعهد الابتدائي الأزهري بالزقازيق، يسكن مع صديقه من بلدته يدعى حسني إمام، بعد أن استأجرا غرفة من سيدة تدعى «أم فتحية» ولديها فتاة تدعى «صفاء».

طلبت «أم فتحية» من الإمام وحسني أن يساعدا «صفاء» في واجب الحساب، وأقبلت الفتاة وجلست معهما في الغرفة ليساعدانها، وفي هذه اللحظة دخل عليهم والد الشيخ «الشعراوي» وسأله: «مين البنت دي»، ليرد: «صفاء»، فسأل والده: «وصفاء دي تبقى مين؟»، فرد: «بنت أم فتحية»، وأخبر الشعراوي والده بأن «أم فتحية» هي صاحبة البيت.

رحل والد الشعراوي دون أن يبدي أي رد فعل، لكن عاد بفترة ووجد صفاء في غرفة الشيخ محمد متولي الشعراوي وصديقه، فلم يعجبه الأمر.

وبعد سفر الشعراوي لبلدته في دقادوس اجتمع والده مع والدته وخالته وخاله «عبده» وأخبرهم بضرورة زواج «الشعراوي»، قائلًا: «أنا بقول لكم، الولد ده لازم يتجوز.. عايزه يتجوز، وبسرعة».

رفضت والدة الشعراوي الفكرة ورفض الشيخ الراحل، لكن والده أصر على زواجه، وخلال أسبوع «قدامك أسبوع، تشوف بنات البلد، وتختار واحدة، وتقولي مين؟».

استسلم «الشعراوي» للأمر، وقال: «ما دام أنا حتجوز غصب عني، يبقى جوزوني أنتم، اللي على كيفكم».

اختار والد الشعراوي ابنة شقيقه ورضى الشيخ الراحل عن الاختيار، وقال: «كان اختياره طيبًا، ولم تتعبني في حياتي، وهكذا تزوجت».