رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«معركة الوعى تتواصل».. «الدستور» تحضر الدروس الدينية فى المساجد: «شحن إيمانى ضد التطرف»

«معركة الوعى تتواصل»
«معركة الوعى تتواصل»

فى ١٥ مارس الماضى، قبل أكثر من أسبوعين على شهر رمضان الكريم، أصدر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، قرارًا بعودة الدروس الدينية فى المساجد الرئيسية الكبرى خلال الشهر الفضيل.

ونص القرار على إسناد أداء هذه الدروس إلى الأكثر تميزًا من أئمة المساجد الكبرى، مع اقتصار أدائها على المساجد الجامعة، التى تحددها كل مديرية ويعتمدها رئيس القطاع الدينى، على أن يتم الالتزام بالموضوعات والخطة الدعوية التى يعلنها القطاع الدينى أسبوعيًا طوال الشهر الكريم.

«الدستور» سألت عددًا من المصلين عن عودة هذه الدروس الدينية، وأهم الموضوعات التى دارت حولها، وغيرها من التفاصيل المتعلقة بها وننشرها فى السطور التالية.

إمام جامع: لا تتعدى 5 دقائق.. هدايا لمن يجيبون عن أسئلة الشيوخ.. والتزام تام بالإجراءات الاحترازية

قال الشيخ عبدالله الأزهرى، إمام مسجد، إنه فى ظل جائحة فيروس «كورونا المستجد» التى فرضت عدم إقامة صلاة «التراويح» فى المساجد، كان المصريون يشعرون بأن شهر رمضان «غير كامل»، خاصة أن هذه الصلاة من الشعائر الأساسية المرتبطة بالشهر الكريم، لأنها لا تُصلى خارجه.

وأضاف «الأزهرى»: «كان الناس فى أشد الحزن لعدم وجود صلاة التراويح فى العامين الماضيين، فمع مشاغل الدنيا كان هذا التجمع داخل المساجد متنفسًا لهم، لكنهم حُرموا منه بسبب كورونا».

وواصل: «مثلما يجهز مواطنون لاستقبال شهر رمضان بالطعام والشراب، هناك من يجهز لشحن طاقته الإيمانية فى الشهر الكريم، ويبدأ فى وضع خطة يوفق من خلالها كل مواعيده، لتكون إما قبل صلاة التراويح أو بعدها، ليتفرغ بشكل كامل لتلك الصلاة، الأمر الذى غاب فى العامين الماضيين».

وأكمل: «بعد الجهود الكبيرة التى بذلتها أجهزة الدولة، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وعلى رأسها اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، تم احتواء الجائحة فى مصر بشكل فعال جدًا، كان من نتائجه عودة صلاة التراويح فى المساجد مرة أخرى، إلى جانب الدرس الدينى بعد صلاة العصر».

ورأى أن صلاة التراويح والدروس الدينية أمر فى غاية الأهمية، افتقده المصريون خلال العامين الماضيين، لأن الحياة المادية طغت على معيشة الجميع، وبالتالى عودتهم إلى المسجد من جديد خطوة فعالة لمواجهة ذلك وإعادة جزء مهم من الروحانية التى افتقدوها.

ونوه إلى أهمية الدروس الدينية التى تلى صلاة العصر، فمن خلالها تتحقق الآية الكريمة «وذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين»، لينتفع بالموعظة كل مَن يحتاجها، وبشكل يعيد إحياء «روح رمضان» فى نفوس الجميع.

كما أشار إلى أهمية «الخاطرة» التى أقرها وزير الأوقاف بين ركعات صلاة «التراويح»، لأنها تؤكد للمصلين أنهم فى أفضل مكان يرتاحون فيه، وأن الإسلام دين يُسر لا عُسر، وهو ما يظهر أيضًا فى عدم تعدى مدة الدرس الدينى الـ٥ دقائق، حتى لا تكون هناك أى مشقة على المصلين.

وأضاف: «هناك بعض الشيوخ يسألون أسئلة ويعطون جوائز لمن يجيب، بغرض إحياء الجانب الدينى فى نفوس المصلين من جديد، وتأكيد حقيقة أن المسجد مجتمع قائم بنفسه».

وشدد على أن التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية أمر مفروغ منه، لحمايتهم من الإصابة بفيروس «كورونا»، ولتجنب غلق المسجد مرة أخرى حال زيادة عدد الإصابات بالفيروس، متابعًا: «المصلين شايفين إن دى فرصة جتلهم ومتمسكين بيها، عشان كدا ملتزمين كل الالتزام، حتى يستمر الوضع كما هو دون أى أزمات».

وأوضح أن المصلين ملتزمون بارتداء الكمامة، وإلى جانب مستلزمات التطهير التى وفرتها وزارة الأوقاف داخل المسجد، عمل الأهالى على توفيرها أيضًا من جانبهم، إلى جانب المشاركة فى التنظيم.

عمرو عبدالحفيظ:  «لذة روحانية» افتقدناها عامين بسبب أزمة «كورونا»

عبّر عمرو عبدالحفيظ عن سعادته الكبيرة بعودة العديد من المظاهر الدينية المتعلقة بشهر رمضان الكريم هذا العام، وعلى رأسها صلاة «التراويح» والدروس الدينية بشكلها الطبيعى المعتاد، بعد عامين من الغياب بسبب جائحة فيروس «كورونا المستجد».

وقال «عبدالحفيظ» إنه يشعر بـ«لذة روحانية» من نوع خاص عند ممارسة هذه الطقوس خلال الشهر الكريم، فصحيح الصيام هو أهم حدث فى رمضان، لكن ما تزيده «حلاوة» وفضلًا هى تلك الطقوس.

وأضاف: «أواظب على أداء كل الصلوات فى المسجد طوال العام، لكن فى شهر رمضان تكون الصلاة لها وضعها الروحانى المميز، خاصة صلاة التراويح».

وشدد على أن ما يزيد من هذا التميز هو عودة الخواطر التى تُلقى بعد صلاة «التراويح» والدروس الدينية، وتحديدًا بعد صلاة العصر، والتى تم إلغاؤها تمامًا بسبب فيروس «كورونا المستجد»، بعد أن كانت تُقام مرتين فى الأسبوع قبل الجائحة.

وأضاف: «مع قرار عودة هذه الدروس الدينية مرة أخرى، بدأ بعض المساجد فى تنظيمها بالفعل، وعلى المستوى الشخصى بحثت عن المسجد الذى يقدم مثل هذه الدروس، لأنها لم تعد فى كل بيوت الله حتى الآن، ووجدت ما أريده بالفعل».

وكشف عن أن الدروس الدينية هذا العام تركز على فضل شهر رمضان، وأهمية إحياء طقوسه، من أجل إعادة «الروح الدينية» إلى المواطنين من جديد، بعد الغياب عن المساجد عامين كاملين، واقتصار إحياء مثل هذه الشعائر الدينية على صلاة الجمعة فقط.

وتركز الدروس كذلك على فضل الصلاة والصيام والصدقات، فى ظل حالة الغلاء التى يعيشها العالم أجمع فى الوقت الحالى، حتى لا يبخل المواطنون فى إخراج صدقاتهم، وفق «عبدالحفيظ».

وواصل: «كثير من الدروس يشدد على أن بُعدنا عن الله هو السبب فى الابتلاءات التى نواجهها، بداية من جائحة كورونا، إلى جانب حالة الغلاء التى نعيشها حاليًا».

وفيما يتعلق بالخواطر والدروس القصيرة التى تلى صلاة «التراويح» مباشرة، قال «عبدالحفيظ»: «خواطر التراويح هذا العام مختلفة عن السنوات الماضية، فبعد أن كان يتم اختيار موضوع معين والحديث عنه طوال الشهر، كأن تكون الخواطر عن الصحابة بحيث يتم الاستماع كل يوم لقصة حياة صحابى، اختلف الأمر هذا العام، وأصبح الحديث عن فضل شهر رمضان وإحياء شعائره من صيام وصدقات وصلاة».

واختتم بالحديث عن الإقبال على «التراويح»، قائلًا: «فى السنوات الماضية كان الناس يتزاحمون فى صلاة التراويح خلال أول يومين فى رمضان، ثم يقل العدد بمرور الأيام، لكن هذا العام الأعداد فى زيادة، لدرجة أن المسجد لا يتسع للعدد المحدد، ويصلى كثير منهم خارج المسجد الممتلئ».

سهيلة هانى: تتيح التواصل المباشر مع الأئمة وعرض مختلف الاستفسارات.. ونتمنى استمرارها على مدار العام

فى مدينة الإسماعيلية، اعتادت سهيلة هانى الذهاب لحضور دروس دينية فى المسجد القريب من منزلها، ومع انتشار «كورونا» تغير الوضع تمامًا بالنسبة لهذه العادة، بسبب الإجراءات الاحترازية التى طبقتها الدولة ونتج عنها غلق المساجد لفترة حتى فى رمضان.

لكن هذا العام الأمر مختلف، فعقب قرار وزارة الأوقاف بعودة الدروس الدينية فى المساجد طوال شهر رمضان، خاصة التى تلى صلاة العصر، شعرت الطبيبة الصيدلانية بـ«فرحة عارمة».

وقالت بنت الإسماعيلية: «رغم وجود الكثير من البرامج الدينية التى تُعرض على شاشات التليفزيون بصورة يومية، علاوة على عشرات الصفحات لشيوخ كبار يتحدثون فيها عن الدين، ورغم المنافع التى نحصل عليها منها جميعًا، لم يغنِ ذلك عن دروس المساجد».

وأضافت: «المسجد له روحانيات مختلفة، والاستماع للدرس الدينى من شيخ أو معلمة بشكل مباشر يجعلنا قادرين على مناقشته والاستفسار منه، ما يجعل المعلومة تصل إلينا بسهولة، كما أن وجود الشيوخ فى دروس العصر يوميًا يجعل كل من لديه سؤال يأتى لعرضه ومعرفة إجابته، وهذا لن يتوافر خلال مشاهدة فى التليفزيون أو على الإنترنت». ورغم أن «سهيلة» لم تنقطع عن الدروس الدينية طوال العام الماضى، لإقامتها فى بعض المساجد بصورة شبه مستمرة، ترى أن إقامتها بصورة رسمية وبتصريح من وزارة الأوقاف أفضل بكثير، لأن هذا يسمح بالإعلان عنها بصفة رسمية، وبالتالى زيادة عدد الحضور. وعن أبرز الموضوعات التى تتلقاها فى المسجد، قالت: «قبل رمضان بأيام قليلة حضرت درسًا عن فقه الصيام والاستعداد لرمضان، وخلال أيام الشهر الكريم كانت الدروس فى القرآن الكريم حفظًا وتفسيرًا وتجويدًا، وأحيانًا تكون تذكرة لما تلقيناه من قبل عن فضل الأذكار والقرآن».

وتمنت أن يكون السماح بتقديم الدروس الدينية فى رمضان خطوة لاستمرارها طوال العام، والسماح بفتح مُصليات السيدات أيضًا، كما تم السماح للرجال بالصلاة فى المسجد خارج الشهر الكريم أيضًا، مع الالتزام بالتعليمات التى تحمى المصلين.

غادة محمد: تدور حول فقه الصيام وتفسير القرآن 

تتردد غادة محمد على مسجد قريب من منزلها فى منطقة المرج بالقاهرة، منذ بداية شهر رمضان، للاستماع إلى الدروس الدينية، التى بدأت المساجد فى تحديد مواعيدها قبل بداية الشهر الكريم بأيام قليلة. وقالت «غادة» إن المسجد الذى تتردد عليه حاليًا بدأ فى تقديم الدروس الدينية بشكل يومى بعد صلاة العصر، مشيرة إلى أنها تدور حول تفسير آيات الذكر الحكيم التى ستتم تلاوتها فى صلاة التراويح مساءً.

وأضافت: «إذا كان إمام المسجد سيصلى التراويح بالجزء الأول من القرآن الكريم مساءً، يكون درس العصر عن هذه الآيات، من خلال شرح معانيها وأوقات نزولها وأسبابها». وعبّرت عن سعادتها الكبيرة بعودة الدروس الدينية، ليس فقط لاستفادتها منها كثيرًا من الناحية الدينية، ولكن لأنها مؤشر قوى للعودة إلى حياتنا الطبيعية مرة أخرى، بعد أن أجبرت جائحة «كورونا» الجميع على حياة غير عادية بالمرة، متمنية أن تكون عودة هذه الدروس بداية لاستمرارها بعد رمضان أيضًا.