رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسقف جنوب أمريكا: المعروف عن القمص أرسانيوس وديد الود والحنان

القمص ارسانيوس وديد
القمص ارسانيوس وديد

قال الأنبا يوسف أسقف جنوب الولايات المتحدة الأمريكية: ونحن نحتفل أمس 7 أبريل 2022 بعيد البشارة المجيد، عيد الخبر السار، جاءنا خبر أليم ملأ قلوبنا حزنًا وأسفًا ومرارةً وهو خبر استشهاد القمص أرسانيوس وديد كاهن كنيسة السيدة العذراء والقديس بولس الرسول بكرموز بالإسكندرية على يد مجرم إرهابي قام بطعنه غدرًا في عنقه طعنة نافذة أردته شهيدًا في الحال.

وتابع أسقف الولايات المتحدة الأمريكية في بيان له: ومن المعروف عن القمص أرسانيوس وديد أنه كان وديعًا حنونًا رقيق المشاعر، وهنا تكمن المفارقة العجيبة بين شهيد وديع يُغلَب من حنانه وقاتل عنيف يُغلَب من قساوة قلبه، إنها المفارقة الدائمة بين أبناء ملكوت الحب، وأبناء إبليس الذي كان قتالًا منذ البدء!.

وتابع: وإذ تتكرر تلك الحوادث الإرهابية في مصر وخصوصًا في مواسم الاحتفال بأعيادنا المسيحية تظل قلوبنا التي تدمي ألماً تبحث متحيرة عن إجابة سؤال يطرح نفسه في كل مرة وهو: لماذا كل هذا الحقد والغِل والعنف؟ ولكننا لا نجد ردًا سوى قول المزمور: "لأنهم بلا سبب أخفوا لي هوة شبكتهم. بلا سبب حفروا لنفسي" (مز35:7). 

مضيفًا: نعم بلا سبب يُقتل الأبرياء وهذا يجعل الجرم أشنع وأعظم! وهذا بعينه ما يجعل كل قوات السماء تتحرك أمام صرخات دماء الشهداء الودعاء وأنين أسرهم وأحبائهم ومخدوميهم المكتوين بنار الألم، والمرارة، بل والغضب أيضًا. 

مستكملًا: "نعم، نحن وإن كنا نفرح لهذا الأب الجليل الذي كُللت خدمته بإكليل الاستشهاد واثقين أنه حصل اليوم على بشارة مفرحة: "أدخل إلى فرح سيدك"، إلا أننا لا نكتفي أن نعلن أننا غاضبون! كيف لا نغضب أمام شر عظيم مثل هذا؟! كيف لا نغضب أمام هذا التكرار لمثل تلك الجرائم الإرهابية المتبجحة؟! ولكننا إذ نغضب لا نخطئ طاعة لوصية الكتاب. نغضب لكن دون كراهية، نغضب لكن دون عنف. نغضب لكننا نحول غضبنا إلى صرخات مرة تشق عباب السماء وتدخل إلى محضر الإله الديان العادل" الذي قال: "لي النقمة أنا أجازي" (رو19:12).