رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد مكى.. ابن البلد المجدع صاحب القلب «الكبير أوى»

أحمد مكى
أحمد مكى

ما يُميز أحمد مكى عن غيره هو أنه لا يُشبه أحدًا، لا فى شخصيته وطبيعته كإنسان، ولا فيما يقدمه كفنان ينافس به الآخرين. كإنسان يشبهنا تمامًا، تركيبته الشخصية تجبرك أن تألفه وتأنسه من أول نظرة، ربما لأنه ما زال يحتفظ بأخلاق ابن البلد والمنطقة الشعبية التى تربى فيها ولا يزال يعتز بها وهى «الطالبية» فى الجيزة. 

يصر «مكى» فى كل لقاء وحوار له على أنه ابن الشارع، وأن شخصيته وثقافته تكونتا فى الحارات والشوارع الضيقة، وأنه شخص اجتماعى لا يجيد التعامل مع السوشيال ميديا، يجهل طرق التواصل الرقمى، لذلك يرفض هذا العالم الذى حوّل الجميع إلى مسوخ إلكترونية، تحولت مشاعرهم إلى انفعالات وهمية بأيقونات ضاحكة وحزينة. 

من هنا ومن هذه النقطة، يمكن الولوج إلى قلب أحمد مكى مباشرة، لتدرك أنه إنسان أتى من الزمن الجميل، ويتحلى بنفس صفاته وأخلاقه ومبادئه، وهذا ما يظهر بشكل حقيقى فى كل أعماله، فهو فنان لا يبخل على الفنانين حوله، يعطيهم المساحة للظهور واستعراض مواهبهم، ليس أنانيًا يدور حول نفسه ونجوميته، بل شخص متحقق، يتعامل مع الحياة التى تضخمت بالشر والأذى والمصائب بنفس منطق وسمات الشخصيات التى يقدمها فى أعماله، التى تتحلى بطيبة القلب والبراءة والنقاء والتلقائية فى مواجهة العالم.

ربما لهذا السبب استطاع بالشخصيات المتنوعة التى جسدها أن يحجز لنفسه مكانة كبيرة فى وجدان الناس، لأنها شخصيات صادقة لا تختلف عنه كثيرًا. 

وهذه الأخلاق هى نفس أخلاق النجوم الكبار، مثل الأستاذ عبدالمنعم مدبولى، الذى خرج من تحت يديه نجوم كبار مثل أحمد زكى وعادل إمام وشويكار وعدد كبير من الفنانين، ويحكى أحمد زكى على سبيل المثال ما فعله معه فى مسرحية «هاللو شلبى»، حين أعطاه الفرصة على الهواء أمام الجمهور ليستعرض موهبته دون أن يتدخل رغم حجم دوره الصغير، وهى أيضًا نفس مبادئ وأخلاق فؤاد المهندس ونور الشريف، وهؤلاء الفنانون الذين شهدت لهم الأجيال المختلفة، كيف كانوا يساعدون من حولهم ليظهروا بأفضل صورة. يكرر ذلك مكى فى الجزء السادس من مسلسل «الكبير أوى»، مع نجوم آخرين، مثل الفنانة رحمة أحمد، ومحمد سلّام، ومصطفى غريب، وبيومى فؤاد الذى قال من دون خجل إن «مكى» هو مثله الأعلى فى الكوميديا، لأنه أعطاه فرصة العمر فى مسلسل «الكبير أوى»، بدور الدكتور ربيع، وكان صاحب الفضل فى اكتشاف موهبته وتقديمه للناس بالشكل الذى يليق به. 

الكلام نفسه قاله محمد سلّام، وأكدته مؤخرًا الفنانة رحمة أحمد، التى تشاركه البطولة هذا العام، التى قالت: «فنان زى أحمد مكى، يدى مساحة لحد يقول حاجة، مبتحصلش من أى فنان موجود على الساحة. الراجل ده عنده اللى يكفيه وزيادة، وعشان كده بيسيب أى فنان قدامه يرتجل ويبدع. مهما اتكلمت عنه مش هوفيه حقه فنيًا ولا إنسانيًا». لهذا وأكثر، نحيى أحمد مكى، الإنسان قبل الفنان، وليس غريبًا، أن ينال هذا القدر من حب واحترام الناس، وليس جديدًا عليه هذا النجاح الساحق للعمل الفنى الذى يقدمه، فهو فى الكوميديا الأستاذ الذى أدهش الجميع بإبداعه وخلقه.