رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذكريات وطقوس أول مسحراتى فى رمضان.. الفنان محمود شكوكو

محمود شكوكو
محمود شكوكو

عندما بدأ إرسال التليفزيون المصري في عام 1960 أسند إلى الفنان الراحل محمود شكوكو، القيام بدور المسحراتي على شاشة التليفزيون وبالفعل قدم شكوكو 30 حلقة كانت تذاع منتصف الليل.

ونشرت مجلة "الإذاعة والتليفزيون" صورة لشكوكو، في 9 رمضان عام 1961، وهو يمسك في يده طبلة، والحلقات التي قدمها كانت من تأليف إبراهيم حسني والتي كانت بصورة كوميدية تتخللها الأغاني الشعبية والمقاطع التراثية التي تشتمل على بعض النصائح للصائمين.

وفى أول شهر رمضان بعد الافتتاح الرسمي للتليفزيون المصرى وما كان يطلق عليه "التليفزيون العربي" وتحديدًا فى عام 1961 أطل الفنان شكوكو على جمهور المصريين مرتديًا جلبابه الشهير و"طاقيته" المميزة ممسكًا في يده طبلة المسحراتى التقليدية ليرسم ملامح أول مسحراتي تليفزيوني ليصبح رائدًا لهذا اللون التليفزيوني الذي اتبعه بعد ذلك فيه العديد من الفنانين.

وفى جزء من أول مونولوج للمسحراتي محمود شكوكو يقول: "اصحى يا نايم، اصحى يا صايم..وقول يادايم.. اصحى ده قومك من عز نومك..ينفع ليومك، اصحى يا نايم، ياسى محمد وحد الله ..يا حاج أحمد وحد الله، ظهر الهلال بين السما..وشوفناه..هلال الحداشر شهر بنستناه، أنوي الصيام..بكرة بداية الصوم..يا مسلمين يا موحدين بالله".

روى أمير سلطان، حفيد الفنان محمود شكوكو، عن طقوس جده الراحل في شهر رمضان، حيث قال، إن جده الراحل كان حريصًا في رمضان من كل عام على شراء فانوس هدية لكل فرد من أفراد الأسرة، بداية من زوجته وحتى أحفاده.

وأكمل: "في رمضان كان يحصل على إجازة من العمل، خاصة وأن سنوات عمره الأخيرة كان أغلب شغله مرتبطًا بإحياء الأفراح، والتي تتوقف في شهر رمضان، فيتفرغ لعادات الشهر".

وكشف عن أنه حضر فترة تقديم جده لحلقات فوازير "الأدباتي"، وهي أشبه بشخصية "المسحراتي"، والتي كانت تُذاع على إحدى الإذاعات بعد الفطار، وتُعاد قبل الفجر.

وكان الفنان محمود شكوكو هو أول من قدم دور المسحراتي في التليفزيون المصري، الذي تم افتتاحه عام 1960، وكان أول رمضان يشاهده الجمهور على التليفزيون عام 1961.

نقل محمود شكوكو إلى مستشفى "المقاولون العرب" بالجبل الأخضر بمدينة نصر بالقاهرة وظل بها أكثر من 3 أشهر في الغرفة رقم 602 فقد خلالها ما تبقى له مما امتلكه بعد أن ترك عمله لفترة وساءت أحوال متجره وما أنفقه على علاج زوجته الثانية، فما تبقى له سوى القليل الذي صرف أيضًا على علاجه هو بعد أن اشتد المرض عليه واستكمل علاجه على نفقة الدولة من دون علمه خوفًا من أن يشتد المرض عليه ممن حوله ومعايرته بذلك. وبالرغم من ذلك كان يتصل بالصحف ويناشد أصدقاءه الفنانين وجمهوره العريض أن يقوموا بزيارته في المستشفى ليخففوا عنه آلامه وكان يقول في الجرائد والمجلات:"إنه ثري وعنده مئات الألوف من الجنيهات ولا يطلب مساعدة أو علاجًا على نفقة الدولة... كل ما يريده فقط أن يزوره الناس في المستشفى. وبالفعل توافد عليه المئات ورحل عن عالمنا في 21 فبراير 1985".