رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توقعات أوروبية بوضع «الإخوان» على قوائم الإرهاب في عدة دول بنهاية 2022

الاخوان
الاخوان

قال المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، إن “جماعة الإخوان وصلت إلى درجة غير مسبوقة من التشظي التنظيمي والانهيار الذي لحق بكافة أفرعها سواء في المنطقة العربية أو في أوروبا”، متوقعا أن تتخذ الحكومات الأوروبية إجراءات أكثر حدة وصرامة ضد التنظيم المتطرف بنهاية عام 2022 تفضي إلى وضع الجماعة على قوائم الإرهاب في عدة دول القارة العجوز، في إطار الاستراتيجة الشاملة لمواجهة الإرهاب الممارس من قبل جماعات الإسلام السياسي.

أجندة سرية تخدم الإرهاب والتطرف

وأوضح المركز، في دراسة جديدة نشرها على موقعه الإلكتروني، أن التقارير الأمنية والاستخباراتية في عدة دول أوروبية أثبتت المخاطر التي تهدد القارة الأوروبية من جراء تنظيم الإخوان الذي ينتهج أجندة سرية تخدم الإرهاب والتطرف، لافتة إلى الجماعة واجهت خلال الأعوام الأخيرة العديد من التحقيقات والتدقيق حول أنشطتها المتطرفة والإرهابية داخل أروقة البرلمان بالقارة العجوز لدفع الحكومات إلى اتخاذ قرار بحظر الإخوان وغيرها من جماعات الإسلام السياسي والمنظمات الخيرية والاجتماعية التابعة.

وأشارت الدراسة إلى التحركات الأوروبية الراهنة التي تهدف إلى وضع أنشطة "الإخوان" تحت الرقابة المكثفة وتتبع مصادر تمويلها وكذلك صلاتها بالتنظيمات الإرهابية في العالم، في ضوء القرارات التي تم اتخاذها مؤخرا من جانب عدة دول، وفي مقدمتها النمسا وفرنسا، بحظر أنشطة الجماعة ورموزها، مؤكدا أن تنظيم الإخوان داخل أوروبا يواجه بالفعل إجراءات غير مسبوقة تستهدف الحد من توغله وتتبع مصادر تمويله وتقليصها وكشف خفاياه، بالإضافة إلى إعادة تطوير المنظومة التشريعية لتتناسب مع آليات المواجهة.

جماعة الإخوان "أخطر تنظيم للإسلام السياسي في الغرب"

ووفقا للدراسة، تنبهت أوروبا للخطر المحدق الذي تمثله جماعة الإخوان على مجتمعاتها مع تنامي الهجمات الإرهابية التي استهدفت عدة عواصم أوروبية في عام 2020، وأثبتت التحقيقات انتماء منفذوها لتيارات الإسلام السياسي المتطرفة وفي مقدمتها "الإخوان"، كان أبرزها هجوم فيينا الدموي الذي وقع في 2 نوفمبر 2020، وهجمات نيس الفرنسية التي وقعت في 30 أكتوبر 2020، بالإضافة لجريمة ذبح المدرس الفرنسي صامويل باتي في أكتوبر من نفس العام.

ونقلت الدراسة عن سوزان شروتر، رئيسة مركز أبحاث الإسلام العالمي في فرانكفورت الألمانية وعضو المجلس الاستشاري العلمي للمركز النمساوي لتوثيق الإسلام السياسي، قولها إن جماعة الإخوان هي "أخطر تنظيم للإسلام السياسي في الغرب"، متحدثة عن 

إجراءات نموذجية اتخذتها النمسا ضدها"، بعد أن أدركت خطر الجماعة، حيث اتخذت فيينا إجراءات متتابعة ضد الإخوان بدءا من حظر الرموز إلى إنشاء مركز توثيق الإسلام السياسي لمراقبتها، وإعداد تقارير عن أنشطتها ورفعها للسلطات المعنية في فيينا. 

الأذرع المسلحة لجماعة الإخوان في مصر

وبينت أن الدول الأوروبية بدأت في تعديل استراتيجاتها في التعامل مع تنظيم الإخوان، بعد عدة تحذيرات أوردتها تقارير أمنية واستخباراتية أوروبية حذرت من خطر توغل التنظيم في المجتمعات الأوروبية، مشيرة إلى أن هذا القرار عززه ظهور الأذرع المسلحة لجماعة الإخوان في مصر في أعقاب عام 2013 وأبرزها تنظيمي “حسم” و”لواء الثورة” المصنفين على قوائم الإرهاب الأمريكية، بعد تنفيذ عدة عمليات استهدفت مؤسسات مصرية وشخصيات عامة كوسيلة انتقامية للجماعة بعد سقوطها عن الحكم، لافتة إلى أنه بالرغم من تكرار النفي من جانب أذرع التنظيم صلتهم بالجماعة الأم في مصر، إلا أن الصلات التنظيمية كانت ظاهرة في الواقع وأكدتها عدة تقارير.

وتابعت "اعتمدت السويد وبريطانيا عدة استراتيجيات لمكافحة إرهاب الإسلام السياسي، وبذلت كذلك ألمانيا والنمسا جهودا واسعة في محاربة التطرف والإرهاب خلال العام 2021، ونجحتا بشكل جيد في الحد من أنشطة الجماعات المتطرفة، من خلال وضع بعض المنظمات والجمعيات تحت المراقبة والبعض الآخر تم حظرها، فيما كشفت الحكومة الفرنسية في أبريل الماضي، عن مشروع قانون جديد لمكافحة الإرهاب من خلال مراقبة الإنترنت، وتوسيع استخدام أجهزة الاستخبارات الفرنسية للخوارزميات لتعقب الإرهابيين المحتملين."

الإخوان في فرنسا.. استغلال الأزمات للوصول للسلطة

بحسب الدراسة، تشترك حركات الإسلام السياسي وفي مقدمتها "الإخوان" فيما يسمي بالاستغلال السياسي للأزمات وتوظيفها سواء للوصول إلى السلطة أو التحريض ضد الأنظمة الحاكمة ومحاولة تشويه صورتها أو في التغلغل في المجتمع وبناء قاعدة شعبية لها، وخاصة ضمن أوساط الطبقات الفقيرة والمهمشة، التي لم تترك أزمة أياً كانت سياسيةً أو اقتصاديةً أو إنسانيةً إلا وحاولت استغلالها لتعظيم مكاسبها وتعزيز نفوذها.

وذكرت أن التقارير الاستخباراتية أفادت أن مؤيدي الإسلام السياسي، يسعون حالياً إلى السيطرة على الإسلام في فرنسا من أجل إنشاء ما يسمونه بدولة الخلافة، ويغذون في بعض المدن نزعة انفصالية خطيرة.

جمعيات الإخوان.. هياكل أشبه بالمافيا

وأشارت الدراسة إلى ان هناك تقارير ألمانية التي تشير إلى تزايد التمويل الذي تتلاقاه جمعيات مرتبطة بـالإخوان من منظمات شبيهة وجمعيات تعمل في هياكل أشبه بالمافيا"، ومن بين هذه الجمعيات منظمة مقرّها بريطانيا تُدعى “أوروبا تراست” استحوذت على مبنى في منطقة “فيدين” في برلين بقيمة (4) ملايين يورو، ويخضع أعضائها حاليا لمراقبة المخابرات الألمانية الداخلية.

ونوهت إلى أن الاقتراحات الصادرة عن حزب الديمقراطيين المسيحيين (CDU) وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي (CSU) في أبريل 2021، تشدد على قطع جميع الإعانات والدعم والتعاون مع جماعات الإسلام السياسي، وفي القلب منها الإخوان، التي تراقبها وكالة المخابرات المحلية الألمانية هيئة حماية الدستور، مشيرا إلى أن هناك مطالب برلمانية منذ عام 2020 لإحزاب اليسار بإنهاء صمتها عن "إرهاب الجماعات"، ورفض أي تسامح مع تنظيمات الإخوان، بالإضافة إلى مطالبات حزب الخضر باتخاذ إجراءات قوية ضد جماعات الإسلام السياسي.