رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المفتى: الصحابة تربَّوا تربية محمدية بفضل قربهم من النبى

مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إنَّ الصحابة كلهم قد استضاءوا ونهلوا من نور النبي صلى الله عليه وسلم بفضل قربهم وحبهم له فكان لهم السبق والفضل، خلافًا لمن أنكر وعاند كأبي جهل فلم ينل من الفضل ولا السبق شيئًا برغم أن كلهم رأَوه رأيَ العين.

جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "مكارم الأخلاق في بيت النبوة" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، اليوم، مضيفًا أن جيل الصحابة كان أفضل جيل مرَّ عليه الإسلام لتزكية القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم لهم في مواطن كثيرة منها: "خيرُ القرونِ قرْني، ثمَّ الَّذين يلونَهم، ثمَّ الَّذين يلونَهم" وهذه الخيرية توجب محبتهم.

وأوضح مفتي الجمهورية أن الصحابة رضوان الله عليهم قد تلقَّوا أحكام الشرع الشريف من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يفهمون مراده ويطمئنون إلى ما يفعلون بسبب قربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجود القرائن والأمارات الدالَّة على تحديد المراد من أقواله وأفعاله صلى الله عليه وسلم، بل ترك عليه السلام للصحابة الكرام رضوان الله عليهم مساحة للاجتهاد ودرَّبهم تدريبًا عمليًّا على الاجتهاد حتى يستطيعوا مواجهة الحياة وتغيراتها من بعده، بل قد شجَّعهم ودرَّبهم كما فعل عليه السلام مع اجتهاد سيدنا معاذ عندما أرسله إلى اليمن، فقال له: كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟ قال: أقضي بكتاب الله. 

قال: فإن لم تجد في كتاب الله؟ قال: فبسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فإن لم تجد في سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو. فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال: الحمد لله الذي وفَّق رسولَ رسول الله لما يرضي رسول الله. وبذلك يكون سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من وضع بذور الاجتهاد وشجَّع عليه لإدراكه صلى الله عليه وسلم أن الأمة تحتاج الاجتهاد بعده.

ولفت المفتي النظر إلى أن الصحابة تربَّوا تربية خاصة؛ تربية محمدية بفضل قربهم من النبي صلى الله عليه وسلم، فقد شاهدوه وعاصروه وهو ينزل عليه القرآن والسياقات التي فيها النص حتى إن أحدهم قال: نعلم متى وأين وفيمَ نزلت هذه الآية؛ وفضلًا عن مدح النبي صلى الله عليه وسلم لكثير منهم على سبيل المثال لا الحصر فقد قال عن سيدنا عبد الله بن مسعود: "إن دقة ساقه أثقل عند الله في الميزان من جبل أحد" ردًّا على تبسُّم بعض الصحابة تجاهه عندما رأوا ساقه.

وأكد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان متناغمًا مع الكون كله بالشكل الذي حباه الله به، فهو الذي سبَّح الحصى في يديه وحنَّ إليه الجذع، ومِن تناغُم النبي صلى الله عليه وسلم مع الكون ما حدث من جبل أحد، فقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "أُحد جبل يحبنا ونحبه"، وعندما صعد عليه صلى الله عليه وسلم مع سيدنا أبي بكر الصديق وعمر وعثمان رجف الجبل، فقال له النبي: "اسكنْ أحد! فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان".