رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جابر بغدادي: رمضان هو شهر اغتنام للخير وليس للمأكل والمشرب

الداعية جابر بغدادي
الداعية جابر بغدادي

قال الداعية الإسلامي الشيخ جابر بغدادي، رئيس مؤسسة القبة الخضراء ووكيل الطريقة الجودية الخلوتية، إن لشهر رمضان فضلًا عظيمًا على حياة المسلمين، مما يعد شهر اغتنام للخير وليس شهرًا للمأكل والمشرب، والعتق من النار من خلال 5 مواطن للتكريم من الله تعالى لعباده.

واستشهد الشيخ جابر بغدادي، خلال أحد دروسه برواية الترمذي رحمه الله، عن قول الرسول الكريم: إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ".

وأضاف أن الله تكرم على خلقه فى 5 مواطن أماني في أول ليلة رمضانية، وأول ما تكرم الله به علينا أنه أغلق عنك الشيطان، ألم يكن الشيطان هو السبب عندك فى عدم صلاتك، إن الله أبعده عنك، وأن الله يساعدك، ويهديك وأنت تأبى. 

وأشار "بغدادي" إلى أن هناك نوعين من الهداية، النوع الأول هداية دلالة، والنوع الثاني هداية معونة، لافتًا إلى أن هناك بعض الناس ينكرون أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم من أسمائه "الهادي" لأن "الهادي" اسم الله، موضحًا أن الله تعالى قال للرسول "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ"، لكن الله ﷻ قال: "وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"، مؤكدًا على أن الرسول يهدي هداية الدلالة وليس هداية المعونة، والتي تختص بالله تعالى عن طريق الإعانة، وأن يرسل إليك النبي، ويبعد عنك الشيطان.

وأضاف أن ثاني ما تكرم الله به علينا أنه أغلق باب النار، أي أنه يغلق جميع الأبواب والأسباب التي تتيسر لك لتدخلك النار، أي أنه أغلق طرق جهنم عليك الطرق التي تؤدي إلى جنهم وتغلق في هذا الشهر، منوهًا عن ضرورة الاستشعار بعظمة أسماء الله تعالى وخاصة اللطيف، والحنان، والرحمن، وكلها تتجلى فى هذا الموطن.

وأشار إلى أن شهر رمضان ليس سوق تجارة، وليس شهر للبيع والشراء، بل إن شهر رمضان شهر للخير، وشهر ترتقي فيه المقامات، وتجبر فيه الخواطر، لأنه شهر الله، وشهر القرآن، وشهر الإقبال، منوهًا عن وجود الحنان والحب من الله تعالى لعباده لكونه أغلق باب النار عليهم.

وأوضح الشيخ جابر بغدادي أن هناك من الأشياء الجميلة في شهر رمضان المبارك هي مناداة من الله تعالى لعباده، مستشهدًا بقول الرسول الكريم ﷺ "ونادى منادى" و"المنادى" هذه تتدرج درجاتها حسب سماع القلوب قد تسمع المنادى على أنه شيخك وهناك من يسمع المنادى على أنه ملك وهناك من يسمع المنادى على أنه حضرة النبي وهناك من يسمع المنادى على أنه الله ﷻ، فإذا سمعت القلوب مع الحجاب، ما ازدادت إلا غيًا، وإذا سمعت القلوب من الأحباب ما ازدادت إلا شهودًا ونورًا وحضورًا.

وأشار إلى أنه فى كل ليلة عتقاء من النار، وأن كلمة عتقاء لم يحدد بها رقمًا لا مائة ولا ألفًا ولا مائتين، وإنما ترك الله تعالى الأمر مفتوحًا.