رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف استقبل المصريون في الدوحة أخبار تحسن العلاقات المصرية القطرية؟

المصريون في الدوحة
المصريون في الدوحة

اتخذت العلاقات المصرية القطرية خطوات إيجابية متواصلة وسريعة، وفي هذا الإطار استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الساعات الماضية  الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثان، وزير خارجية قطر، وأكد الرئيس في هذا الخصوص ارتباط أمن الخليج بالأمن القومي المصري، مشيداً بالدور المهم الذي تقوم به قطر في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية.

ولكن كيف استقبلت الجالية المصرية هناك أخبار تحسن العلاقات بين البلدين، وكيف تؤثرعلى تواجدها.

أيام صعبة عاشتها صافي أنس مصرية مقيمة في قطر خلال الفترة السابقة إلا أنها شعرت بسعادة بالغة مع تحسن العلاقات بين البلدين، وقالت: « تابعت باهتمام تطور العلاقات المصرية القطرية منذ اتفاق العلا الذي هدف إلى حل الأزمة بين قطر والأربع دول العربية التي قاطعتها وحتى زيارة وزير الخارجية سامح شكرى للدوحة، ثم حديث الرئيس السيسي مع أمير قطر خلال قمة بغداد.

وتابعت: «قضينا أوقات صعبة أكثر من 3 سنوات خلال عودتنا إلى مصر لزيارة الأهل، كنت أسافر مع أسرتي إلى مصر مرتين أوثلاث مرات كل عام واضطررنا لتقليصها إلى مرة واحدة خلال فترة المقاطعة بسبب عدم وجود طيران مباشر، كنا نضطر للترانزيت والذي كان يكلفنا مبلغ أكبر وجهد ومشقة مضاعفة وعدد ساعات كثيرة نختصرها بالطيران المباشر.

واستطردت: منذ يناير 2021 بدأت عودة الطيران المباشر، وبدأت العلاقات في التحسن تدريجيًا ، مؤكدة خلال فترة إقامتي في قطر طوال سنوات المقاطعة لم أشعر بأي سلووك عدواني اتجاهي ولا أي تأثير سلبي بل استمرت المعاملة في نفس صورتها العادية.

واستمر قطع العلاقات بين مصر وقطر حوالي 3 سنوات، ففي عام 2017 أعلنت الخارجية المصرية في بيان لها "قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معاد لمصر ودعمها للتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر، فضلا عن إصرار قطر على التدخل في الشؤون الداخلية لمصر ودول المنطقة بصورة تهدد الأمن القومي العربي وتعزز من بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية".

وفي يناير 2021 بدأت العلاقات تتحسن تدريجيًا، بعدما وقع  وزير الخارجية سامح شكري  على "بيان العلا"، الذي يهدف إلى حل الأزمة مع قطر  خلال القمة الخليجية الـ41، وأكدت الخارجية المصرية أن ذلك يأتي أيضا "من أجل تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الجسام التي تشهدها المنطقة، وهو ما دأبت عليه مصر بشكل دائم، مع حتمية البناء على هذه الخطوة المهمة من أجل تعزيز مسيرة العمل العربي ودعم العلاقات بين الدول العربية الشقيقة انطلاقًا من علاقات قائمة على حُسن النوايا وعدم التدخُل في الشئون الداخلية للدول العربية".

بعد توقيع مصر على «بيان العلا» بأيام قليلة رفعت الحظر الجوي الذي فرضته على رحلات شركات الطيران القطرية إلى مصر، وفتح المجال الجوي، واستئناف الرحلات بعد توقفها 3 سنوات.

وقال  أحمد سنوسي مصري مقيم بقطر، إن عودة العلاقات السياسية بين مصر وقطر جاءت استكمالًا للعلاقات الطيبة التي جمعت الشعبين حتى أثناء قطع العلاقات بين البلدين، وكنا نعلم أن قطع العلاقات أمر مؤقت فالبلدين تجمعها علاقات ممتدة لسنوات.

وأكد أن قرار عودة العلاقات السياسية أسعدنا كثيرًا لأننا كان لدينا دائمًا حالة قلق أثناء تجديد الإقامات في قطر من حدوث بعض العراقيل رغم أن الجالية المصرية هنا تتمتع باخلاق عالية ولم تتسبب في أي مشاغبات ونعمل بما يمليه علينا ضميرنا وندفع ثمن كل خدمة نحصل عليها هنا.

واستمر التحسن التدريجي في العلاقات بين مصر وقطر، ففي 15 يونيه زار وزير الخارجية سامح شكري، إلى الدوحة  والتي كانت الزيارة الأولى من نوعها منذ 8 سنوات، في إطار عقد  وزراء الخارجية العرب اجتماعا "غير عادي" في قطر لبحث آخر تطورات قضية سد النهضة، مع تعثر المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا.

وفي أغسطس التقي الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، على هامش قمة بغداد "للتعاون والشراكة"، التي تشارك فيها عدد من دول الإقليم والعالم، واتفقا على أهمية مواصلة التشاور والعمل من أجل دفع العلاقات بين البلدين. 

وأكد السيسي حرص مصر على التعاون المتكامل المثمر من أجل الخير والبناء والتنمية ودعم التضامن العربي في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والنوايا الصادقة، وذلك كمبدأ ونهج استراتيجي راسخ للسياسة المصرية.