رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تصحيح المفاهيم».. كيف حلت «حياة كريمة» مشاكل القرى بـ«جلسات دوار العمدة»؟

حياة كريمة
حياة كريمة

منذ أن أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى مبادرة «حياة كريمة»، لتوفير مختلف الخدمات فى القرى الأكثر فقرًا واحتياجًا، بما يوفر معيشة لائقة لكل مواطنيها، أولت المبادرة الرئاسية اهتمامًا كبيرًا بملفات تنمية الأسرة وبناء الإنسان وحل المشكلات المجتمعية.

وجاء عقد جلسات فى «دوار العمدة» على رأس الطرق التى اتبعها مسئولو المبادرة لتحقيق أهدافها فى هذه الملفات، لتتحول بذلك إلى ملتقيات من أجل حل مشاكل أهالى القرى بأنواعها وتقسيماتها المختلفة.

وتضمن هذا النشاط إلى جانب عقد «جلسات حل المشاكل»، دورات تدريبية من قبل مدربين متخصصين ورجال دين، وندوات للتوعية بخطورة العادات والتقاليد الموروثة الخاطئة التى تضر بالمرأة الريفية، فضلًا عن مساعدتهن فى بناء مشروعاتهن الصغيرة، بهدف الارتقاء بمستوى معيشة أسرهن.

«الدستور» تواصلت مع بعض عُمد القرى بمختلف أنحاء الجمهورية، المستفيدين من «جلسات الدوار»، لمعرفة مدى استفادة الأهالى من تلك الجلسات، وأهم ما تضمنته من فعاليات، وغيرها من التفاصيل التى ننشرها فى السطور التالية.

أسامة عبدالعاطى: ساعدتنى فى تأسيس مشروع ثلاجة أسماك

أشاد أسامة عبدالعاطى، عمدة قرية «بنى بكار» التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفرالشيخ، بدور الجلسات التى تُعقد فى «الدوار»، خاصة ما يتعلق بتعريف جميع أهالى القرية بمبادرة «حياة كريمة» وتسليط الضوء على الهدف منها، إلى جانب حل مشكلات الأهالى، وتوعيتهم بالعادات والتقاليد الموروثة الخاطئة.

وأوضح أن هذه الجلسات نشرت الوعى بين المواطنين بأهمية تنظيم الأسرة، لمواجهة الزيادة السكانية الكبيرة خلال السنوات الأخيرة، وتوضيح خطورتها على المجتمع ككل، وكيف تحمل الدولة أعباءً ضخمة.

وأضاف أن الجلسات ناقشت عددًا من القضايا المجتمعية التى تهم المرأة الريفية على وجه التحديد، مثل دور المرأة فى الأسرة، وضرورة إكمال تعليمها، إلى جانب مواجهة العنف الأسرى من النواحى الجسدية والنفسية والقانونية، وبيان الأضرار الصحية والنفسية لظاهرة ختان الإناث، وكذلك الزواج المبكر وعلاقته بأمراض الأم والجنين. 

ونوه إلى الاستعانة بعدد من أئمة المساجد فى تلك الجلسات، والذين نجحوا فى تصحيح العديد من المفاهيم والعادات الموروثة الخاطئة، إلى جانب الاستعانة ببعض قيادات المجلس القومى للمرأة، اللاتى ركزن على كيفية تنمية الأسرة، والتمكين الاقتصادى للسيدات.

حنان منير:استعنا بأئمة المساجد وسيدات «القومى للمرأة»

أكدت حنان منير، ٢٧ عامًا، تقطن بقرية الإبراهيمية القبلية بدمياط، قالت أنها استفادت بشكل كبير من جلسات الدوار، حيث ساعدتها على تأسيس مشروع خاص بها وتوفير مصدر رزق لأبنائها. 

وأضافت «حنان» أن جارها أخبرها بتنظيم مبادرة «حياة كريمة» جلسات توعية وورشًا تدريبية داخل دوار العمدة، ناصحًا إياها بالتوجه إليها والمشاركة فيها، لافتة إلى أنها حضرت ٥ جلسات استفادت منها جميعًا. 

وبينت أنها فكرت بعد حضور الجلسات فى تنفيذ مشروع تنفق من خلاله على أبنائها، خاصة أن زوجها عامل باليومية، مضيفة: «قررت تأسيس مشروع ثلاجة لبيع الأسماك المجمدة، وبالفعل بدأت فى تنفيذه، وساعدنى كثيرًا على تحسين مستوى معيشتى، ووفرت العلاج ودروس التخاطب لابنى». 

وأكملت أنه بفضل الجلسات قررت عدم تزويج بناتها فى سن مبكرة؛ خوفًا عليهن من المتاعب التى يواجهنها، ووجهت النصيحة وكل ما تعلمته داخل الجلسات لبعض جاراتها واللاتى منعتهن ظروفهن من حضور تلك الجلسات المثمرة.

واختتمت بأنها تشعر الآن بسعادة كبيرة، قائلة: «كنت أظن أن مشكلتى ليس لها حل، وأننى سأظل أعانى، وأشكر الرئيس السيسى الذى يحرص على دعم المرأة الريفية، وتوفير حياة كريمة للأسرة المصرية».

 

عبدالرحمن رفاعى:شجعنا النساء على العمل وحل المشكلات الأسرية

قال عبدالرحمن رفاعى، ٥٤ سنة، عمدة قرية الكوامل بحرى بمحافظة سوهاج، إن مبادرة «حياة كريمة» قضت على مشكلات الكثيرين من الأهالى. 

وأضاف أن الجلسات التى يجريها مع الأهالى، شرحت لهم أهداف المبادرة الرئاسية، ودورها فى تحسين مستوى معيشتهم، وتوفير الخدمات التى تعفيهم من عناء التوجه إلى المدينة لإنجازها.

وأضاف «رفاعى» أن تلك الجلسات ركزت على المشكلات الجوهرية التى عانى منها أهل قريته، مثل المنازل المتهالكة التى تهدد سلامة قاطنيها وتتعلق بنحو ٤٠٠ أسرة، وجرى إبلاغ القائمين على المبادرة، وسرعان ما تدخلوا لحلها. وتابع: «جرى إحلال وتجديد ١٢٩ منزلًا لغير القادرين، بعد إجراء استقصاء عن حالتهم الاجتماعية، والتأكد من استحقاقهم الخدمة»، مشيرًا إلى فرحة الأهالى وسعادتهم عقب تسلمهم منازلهم الجديدة.

واستطرد عمدة القرية: «ركزنا على إيجاد حلول للمشكلات التى تعانى منها النساء فى القرى، من خلال الاستعانة بالأئمة والمحاضرين، ونجحنا بالفعل فى حل مشكلات العديد من النساء، وتوجيه إرشادات أسرية لهن، وتشجيعهن على العمل وإدارة المشروعات التى تُدر لهن دخلًا يوفر لهن ولأسرهن حياة كريمة».

نسمة محمد:تعلمت التخطيط لتنمية مشروعى الخاص وزيادة دخلى

عبرت نسمة محمد، ٣٧ سنة، فى قرية كفرالعرب بمركز فارسكور بمحافظة دمياط، عن سعادتها بمشاركتها فى جلسات «دوار العمدة».

وأضافت: «لم أكن أتخيل أبدًا أننى سأنجح فى تنمية مشروعى الخاص وزيادة دخلى، وتحسين مستوى معيشتى».

وتابعت: «أعمل منذ سنة فى تربية الدواجن وبيعها مطهوة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، ولكن كثيرًا ما واجهتنى عدة صعوبات أجبرتنى على التوقف ولكن تغير حالى تمامًا بعد حضورى جلسات دوار العمدة». 

وأوضحت أنها حضرت ٧ جلسات، ٤ منها عن ضرورة عمل المرأة وكيفية إعداد مشروعها، واستفادت منها، وتعلمت كيفية التخطيط وتوفير التمويل للمشروعات الخاصة، وتعلمت طرق التسويق، وجذب الزبائن، وخصصت جزءًا من أموالها لتطوير مشروعها الخاص.

وتابعت: «عرضت مدربة إحدى الجلسات علينا نماذج لسيدات فى قرى مجاورة، تحدين ظروفهن الصعبة، وتمكنّ من عمل مشروعات ساعدتهن على تغيير حياتهن، وكانت النماذج قدوة لنا لاستكمال مشروعاتنا والخروج بها للنور». 

وأشارت إلى أنها حضرت جلسات أخرى عن أهمية التعليم فى حياة الفتيات ودوره فى تنوير العقول والتثقيف، وجلسة أخرى عن خطورة ختان الإناث على صحة الفتاة جسديًا ونفسيًا؛ لذا قررت أنها لن تختن بناتها. 

هانى عبدالمنعم: تكافح الانتهاكات التى تُرتكب فى حق المرأة

أوضح هانى عبدالمنعم، إمام بإدارة كفرسعد فى محافظة دمياط، أنه حضر العديد من الندوات واللقاءات التوعوية التى تخص قضايا المرأة والأسرة المصرية بـ«دوار العمدة» فى معظم قرى مبادرة «حياة كريمة» داخل المحافظة. 

وذكر أنه ناقش كل الأمور التى تهم المرأة الريفية، والعادات والمخالفات المشينة التى تُرتكب فى حقها، والمخاطر التى تتعرض لها من عنف جسدى أو نفسى وتزويج القاصرات وختان الإناث وغيرها، مؤكدًا ضرورة احترام المرأة وعدم تعنيفها وتهميش دورها، والتمسك بحقها فى التعليم ومحو أميتها. 

ووجه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى لحرصه على مشاركة رجال الدين فى تحقيق أهداف المبادرة، والنهوض بفكر أهالى الريف المصرى من خلال محاربة الأفكار الخاطئة ونشر التوعية بها. 

ريم الغالى: ١٥٠ سيدة استفادت من الجلسات فى دمياط

شاركت ريم الغالى، المحاضرة ومدربة ريادة الأعمال بالمجلس القومى للمرأة بمحافظة دمياط، فى ٦ ندوات توعوية بجلسات «دوار العمدة»، استفادت منها ١٥٠ سيدة ريفية، فى ٤ قرى من قرى مبادرة «حياة كريمة». 

وأوضحت أنها استمعت، خلال الندوات، إلى المشاكل الاجتماعية والاقتصادية للسيدات، ومعاناتهن من العادات الخاطئة، بالإضافة إلى شكواهن من عدم توافر مصادر للدخل والإنفاق على الأسرة والأبناء ومساعدة الأزواج، فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

وأشارت إلى أنها راعت البساطة فى الحوار مع السيدات الريفيات؛ حتى يتمكنّ من فهمها وتقبل نصائحها، مؤكدة حسن استجابة كثير من السيدات لمحتوى الندوة، ومن بينهن سيدات قررن الإصرار على مساعدة بناتهن على استكمال تعليمهن والحصول على شهادات عليا رغم معارضة أزواجهن لذلك، تمسكًا ببعض التقاليد الخاطئة.