رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قال "الضفة بدلاً من يهودا والسامرة".. هل تخلى "بينيت" عن مباديء اليمين؟

بينيت
بينيت

أدى استخدام رئيس الوزراء نفتالي بينيت لمصطلح "الضفة الغربية" يوم الأحد الماضي ، بدلاً من يهودا والسامرة، إلى اندلاع عاصفة نارية بين أوساط اليمين الإسرائيلي، الذي يشعر بالفعل بالاستياء من بينيت بسبب التجميد الفعلي في التقدم بخطط بناء منازل جديدة للمستوطنين، إذ نظم جمهور اليمين مظاهرة احتجاجية أمام مكتب “بينيت” أمس الاثنين في القدس؛ احتجاجاً على سياسته التي وصفوها باليسارية، وسط انتقادات بأنه "تخلى عن مباديء اليمين الإسرائيلي".

هجوم من اليمين

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يوم الأحد في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين: "تعمل حكومتنا جاهدة لتحسين حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة"، فيما أصدر مكتب “بينيت” على الفور بيانًا يستبعد فكرة "التحول اللغوي"، وأضاف البيان أن عادة ما يستخدم رئيس الوزراء مصطلح "يهودا والسامرة" باللغتين العبرية والإنجليزية. لا ينبغي إعطاء أهمية خاصة لاختياره للغة".

لكن اليمين الإسرائيلي هاجم بينيت بشدة، وقال عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، رئيس الحزب الصهيوني اليميني المتشدد أن بينيت يستخدم "الرواية الفلسطينية"، قائلاً: "أصبح من الواضح يومًا بعد يوم أن بينيت ووزيرة الداخلية أييليت شاكيد [من حزب يمينا] قد انضموا إلى اليسار ليس كخطوة تكتيكية، ولكن مع تبني كامل لسياساته وحتى مصطلحاته اليسارية".

حيث يفضل السياسيون اليمينيون في إسرائيل والحركة الاستيطانية التحدث بالأسماء التوراتية يهودا والسامرة.

أيدولوجية "بينيت"

يترأس "بينيت" حزب يمينا اليميني، المُعارض أيدلولوجياً لمصطلح الضفة الغربية، خوفاً من أن ينفي ذلك الارتباط الإسرائيلي بمنطقة هي معقل الكتاب المقدس للشعب اليهودي، فيما كان "بينيت" نفسه المدير العام السابق لمجلس يشع، وهو يهتم على نحو خاص باللغة التي تستخدم فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وكان في السابق قد تنصل من الدولة الفلسطينية، وتحدث باستمرار عن يهودا والسامرة وأيد تطبيق السيادة الإسرائيلية على المنطقة ج من الضفة الغربية، التي تخضع للحكم العسكري والمدني للجيش الإسرائيلي.

يعتقد اليمين الإسرائيلي، بما في ذلك بينيت، أن بعض إن لم يكن كل المنطقة ج في الضفة الغربية يجب أن تكون جزءًا من أراضي السيادة الإسرائيلية في المستقبل؛ فيما يعتقد اليسار والفلسطينيون أن معظم هذه المنطقة، إن لم يكن كلها، ستكون جزءًا من الحدود النهائية للدولة الفلسطينية.

يطلق العديد من السياسيين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو الذي يرأس حزب الليكود المعارض، بالإضافة إلى آخرين في الوسط ويمين الوسط ، مصطلح الضفة على يهودا والسامرىة، حيث استخدم “نتنياهو” هذه اللغة في المحافل الدولية سابقاً، بما في ذلك مع المسؤولين الأمريكيين. وفي حينه، رفض بينيت استخدام هذه اللغة، وكان ينتقد نتنياهو بشدة.

“بينيت” يتخلى عن اليمين

أيدولوجية "بينيت" اليمينية بشكل عام أصبحت موضع شكوك، بعد من قراره تشكيل حكومة مع أحزاب يسارية وأحزاب إسرائيلية عربية، ويوماً بعد يوماً يواجه بينيت انتقادات حادة من اليمين الإسرائيلي؛ حيث يرى الجمهور اليميني أن "بينيت" تخلى عن مباديء اليمين من أجل إزاحة نتنياهو ومن أجل أن يصبح رئيساً للوزراء، فيما تشير الاستطلاعات أن حزب بينيت قد لايتجاوز نسبة الحسم في الانتخابات المقبلة.