رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«يومًا ما سأكون بطلًا».. مسيرة فنية بدأها الإمبراطور من مسرح المدرسة

احمد زكي
احمد زكي

داخل أحد المنازل المتواضعة بمدينة الزقازيق، وتحديدًا في الـ18 من نوفمبر عام 1946، ولد الطفل أحمد زكي الابن الوحيد لوالده، إلا أن القدر لم يمهل الأب فرصة كافية للاستمتاع بطفلة الأول ليفارق الحياة بعد أيام قليلة ويترك طفله الوحيد ليتربى في كنف جده.

"أحمد زكي" عاش طفولته في كنف جده بعد أن تزوجت والدته، ليبدأ زكي رحلة عشقه للتمثيل مبكرًا وكأنه قرر مصيره في سنٍ مبكرة متحديًا الجميع طوال الوقت، مرددًا: “يوما ما سأكون بطلًا”.

البداية من «مسرح المدرسة»

بدأ حياته الفنية في نهاية الستينيات من القرن الماضي، بدور ثانوي أو كومبارس من خلال مسرحية "هاللو شلبي"، ويرحل في منتصف الألفية الجديدة عام 2005 مع آخر أفلامه "حليم"، بعد سنوات من التربع على عرش النجومية.

إلا أن بداية زكي المسرحية كانت في مدرسته الصناعية التي انضم إليها، حيث شجعه الناظر على تقديم العديد من الأعمال المسرحية، حتى أقيم حفلا حينها دُعي لحضوره مجموعة من الفنانين، فقابلوه واثنوا عليه ونصحوه ببداية مشواره من خلال الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية.

تقدّم الشاب الأسمر إلى المعهد وتلألأت موهبته، لتأتي له فرصة العمل أثناء دراسته في مسرحية "هاللو شلبي" ويبدع ويمتع، حتى تخرج عام 1973 وهو على رأس دفعته الأول على المعهد.

قدّم "النمر الأسود" العديد من الأعمال البارزة التي ستظل محفورة في أذهان الجمهور، فعلى خشبة المسرح أبدع وقدم الكثير كـ"العيال كبرت ومدرسة المشاغبين وغيرهم".

وقدم "الإمبراطور" أول دور بطولة مطلقة أمام الفنانة الكبيرة سعاد حسني، عندما وقف أمامها في فيلم "شفيقة ومتولي"، ليشق طريقه نحو النجومية، ليحتل الفيلم ثالث مراكز قائمة أفضل 100 فيلم مصري على مدار التاريخ.

واعتاد “زكي” تغيير أدواره بين الحين والآخر، فتارة يجسد دور البواب وأخرى صاحب المعالي وغيرها الكثير من الشخصيات المختلفة، محاولًا الخروج من دائرة الربط التي يعقدها المشاهد بين الأدوار والممثلين. 

وتزوج “زكي” من الفنانة الراحلة هالة فؤاد، و رزقا بابن وحيد هو الفنان الراحل هيثم أحمد زكي، ولكنه انفصل عن زوجته الفنانة هالة فؤاد بسبب بعض الخلافات، إذ أراد أحمد زكي من زوجته اعتزال التمثيل والعمل كمذيعة، وبسبب حبّها لعملها، رفضت ذلك وحصل الانفصال.

جسّد عدد كبير من الشخصيات وهو ما يعتبره النقاد الفنيون من أصعب الأعمال الفنية، فقام بتجسيد شخصية الرئيس جمال عبد الناصر في فيلم ناصر 56، والرئيس محمد أنور السادات في فيلم أيام السادات، وعميد الأدب العربي طه حسين في مسلسل الأيام، والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في فيلم حليم.

 

رحم الله صاحب الموهبة الاستثنائية، وأحد "الموهوبون في الأرض" الذي رحلوا واستمرت سيرتهم حاضرة، ونبع فنهم لا ينضب.