رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد الحديث عن جرعة رابعة.. لقاحات كورونا حماية مؤقتة من مخاطر الفيروس

 كورونا
كورونا

تتجه الولايات المتحدة الأمريكية خلال هذا الأسبوع إلى تطعيم كبار السن بالجرعة التعزيزية الثانية - جرعة رابعة - من لقاح كورونا، وذلك مع استمرار الجائحة التي بدأ انتشارها في مدينة ووهان الصينية نهاية عام 2019، وانتقلت لأكثر من 220 دولة حول العالم حتى الآن.

واتجه العالم إلى التلقيح بالجرعات التعزيزية مع تأكيد الدراسات على قدرتها على دعم مناعة الجسم في مواجهة الفيروس أكثر من الجرعتين الأولى والثانية، وتشير دراسة جديدة  إلى أن الجرعة الرابعة للقاح كوفيد زادت من الحماية على المدى القصير، لكن هذه الحماية تضاءلت بشكل أسرع مما كان عليه الأمر مع الجرعة الثالثة.

ولكن هل تتحمل أجسادنا الجرعات المتتالية من لقاح كورونا، وهل تتسبب في أى أعراض جانبية، "الدستور" عرضت الإجابة في السطور التالية.

جرعات تكميلية

حسام فتحي طبيب في فريق العزل السابق بمستشفى إسنا التخصصي، قال إن الجرعات التعزيزية من كورونا والتي حصل المصريون على أولها  بداية من ديسمبر الماضي بعد مُضي عام على الحاصلين على الجرعتين الأولى والثانية، ثم تقلصت إلى 6 أشهر فقط، هي مجرد جرعات تكميلية وليست جرعات جديدة، وبالتالي فإن تأثيرها على الجسم لا يتجاوز الأعراض الجانبية العادية للجرعتين الأولى والثانية والتي تم رصدها وتحديد كيفية التعامل معها حتى تختفي.

وتابع أنه مع استمرار جائحة كورونا سيكون هناك جرعات تعزيزية دائمًا لتكمل عمل الجرعات الأساسية في تكوين أجسام مضادة تحمي الجسم من الفيروس وتقلل من أعراضه بحيث تصبح بسيطة إلى متوسطة ولا تصل لحد الصعبة التي تحتاج إلى عناية مركزة أو تنفس صناعي، وبالتالي فإنها لن يكون لها أي تأثير سلبي خطير على الجسد بل بالعكس فإن فوائدها أكثر بكثير من أضرارها.

وتتجه الولايات المتحدة الأمريكية خلال هذه الأيام إلى تطعيم كبار السن بالجرعة المعززة الثانية بعد ترك الخيار لهم في ذلك، وحسب الوكالات العالمي، تخطط إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للسماح بجرعة رابعة من لقاحي "فايزر" و"مودرنا" بتقنية الحمض النووي الريبي المرسال، للبالغين فوق عمر الـ50 عامًا، الأسبوع المقبل.

وأشارت دراسة جديدة  إلى أن الجرعة الرابعة للقاح كوفيد زادت من الحماية على المدى القصير، لكن هذه الحماية تضاءلت بشكل أسرع مما كان عليه الأمر مع الجرعة الثالثة.

ونظر الباحثون في بيانات 100 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 60 وما فوق ووجدوا أن الجرعة الرابعة وصلت إلى الحد الأقصى من الفعالية بعد ثلاثة أسابيع لكنها انخفضت بمقدار النصف بعد 10 أسابيع فقط.

الجرع التعزيزية الأولى

ورأى محمد محمود أستاذ علم المناعة، إنه حتى الآن اكتفى العالم بالجرع التعزيزية الأولى لتكون جرعة ثالثة مكملة للقاحات التي حصل عليها المواطنين على جرعتين، وجرعة ثانية للقاح المكون من جرعة واحدة مثل لقاح جونسون، موضحًا أنه مع استمرار تحور فيروس كورونا وظهور تحورات تتسبب في ارتفاع أعداد الإصابات لابد أن يحصل المواطنين على جرعات إضافية خاصة بعد أن أكدت الدراسات والأبحاث أن مدة بقاء اللقاح في العام هي 6 أشهر فقط وعدها تضعف مناعة الجسم في مواجهتها.

وأشار إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التي قررت تلقيح المواطنين بالجرعة التعزيزية الأولى، وقد يكون هناك نيه لتلقيحهم بالثانية إذا نصحت به منظمة الصحة العالمية.

واتجهت مصر لتلقيح المواطنين بجرعة تعزيزية من فيروس كورونا في ديسمبر من العام الماضي بعد أن نصحت منظمة الصحة العالمية مواطنيها بضرورة الحصول عليها، وتمكنت حتى الآن من تطعيم مليون و770 ألف مواطن بالجرعة التعزيزية، فيما بلغ عدد الحاصلين على الجرعة الثانية 31 مليون و770 ألف مواطن حتى الآن.

وحصل مليار و600 مليون مواطن حول العالم على الجرعة التعزيزية الأولى للقاح، فيما حصل نحو 4 مليار و 500 مليون مواطن على الجرعتين الأولى والثانية.

فعالية اللقاحات

واتجه العالم لإعطاء الجرعة التعزيزية في الوقت الذي انتشر فيه متحور أوميكرون وتسبب في ارتفاع كبير في أعداد الإصابات، بعد تأكدي العديد من الدراسات على أهميتها في دعم مناعة الجسم.

وأظهرت دراستان أمريكيتان تمحورت حول فعالية اللقاح  لتقليل دخول المصابين بكورونا أقسام الطوارئ والعناية المركزة بعد الحصول على الجرعة الثالثة، وشملت البيانات 241 ألف و201 مريض قصدوا قسم الطوارئ أو العناية الطارئة، بالإضافة إلى 93 ألف و408 حالة استشفاء في 10 ولايات أمريكية بين 26 أغسطس و22 يناير الماضي.

وأظهرت البيانات أن فعالية اللقاحات في تحقيق ذلك كانت أعلى بعد تلقي الجرعة الثالثة، مقارنة مع المرحلة التي تلت تلقي الجرعة الثانية، ومع سيطرة متحوّر "أوميكرون" في الولايات المتحدة الأمريكية، سجّلت فعالية اللقاح لجهة عدم الدخول إلى أقسام الطوارئ والعناية الطارئة نسبة 87%، والاستشفاء نسبة 91% في الشهرين الأولين إثر تلقي الجرعة الثالثة، لكنّ هذه النسبة تراجعت تباعًا إلى 66% و78%، بحلول الشهر الرابع، بحسب ما أظهرته البيانات.

وكشفت الدراسة أنه خلال سيطرة متحوّر "أوميكرون"، تراجعت فعالية اللقاح بعد تلقي الجرعة الثانية منه، لجهة الاستشفاء، من 71% في الشهرين الأولين بعد التطعيم إلى 54% بعد خمسة أشهر في الحد الأدنى.