رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التقرير الطبى للزعيم سعد زغلول: مرض جلدى أدى إلى حمى ثم الوفاة

سعد زغلول
سعد زغلول

فى آخر أيامه، عانى الزعيم الراحل سعد زغلول من ألم خفيف فى الأذن اليمنى، وفضّل السفر إلى قريته «مسجد وصيف»، التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية، ليستجم، ولم يستعن بطبيب.

بعد فترة وجيزة زاد الألم، واكتشف الأطباء أنه يعانى من الحُمرة «مرض جلدى»، ومنذ ذلك الحين خصصت صحيفة «الأهرام» بابًا لنشر مستجدات الحالة الصحية للزعيم، وفعلت مثلها صحيفة «المقطم».

وفى يوم ١٧ أغسطس ١٩٢٧، عنونت «الأهرام» بابها «الرئيس الجليل فى مسجد وصيف»، وفى ١٨ من نفس الشهر نشرت «المقطم» أن سعد زغلول لزم الفراش، وبعد مرور يوم واحد بشّرت «الأهرام» القراء بأن حالة الزعيم تتحسن: «صحة الباشا آخذة فى التحسن، ولا محل لهذه الإرهاصات التى يرسلها مراسلو الصحف الإنجليزية».

بعد ذلك سافر «سعد» إلى القاهرة، بالباخرة «محاسن»، بناءً على رأى الأطباء المعالجين، الذين طلبوا نقله للعاصمة حتى يجد العلاج اللازم.

وفى ٢٠ أغسطس، كتب القائم بأعمال المندوب السامى البريطانى فى الإسكندرية إلى لندن، يقول: «سعد زغلول معتل الصحة، ويبدو أنه يعانى التهابًا فى الأذن مع ارتفاع درجة الحرارة حتى وصلت ٣٩ درجة».

بعدها بثلاثة أيام، كتبت «الأهرام» أن سعد زغلول شعر بتعب شديد، ويتعافى بمرور الوقت.

وفى نفس اليوم، بعد التأكيدات بانخفاض درجة الحرارة وتحسن حالته، نشرت جريدة «الأهرام» أن سعد زغلول مات فى العاشرة مساءً.

طلب محافظ القاهرة محمود صدقى باشا من جريدة «السياسة»، وكان رئيسها الدكتور محمد حسين هيكل باشا، طبع نعى.

وطبع موظفو الحكومة النعى الذى أصدره مجلس الوزراء، وجرى توزيعه فى المقاهى والشوارع وفى كل مكان.

شُيع جسد الزعيم فى الرابعة من بعد ظهر اليوم التالى ٢٤ أغسطس، إلى قبره بالإمام الشافعى، وبعد عشرة أشهر نقل جثمان سعد إلى الضريح الذى شيدته الحكومة، وشيعت جنازته للمرة الثانية يوم ١٩ يونيو ١٩٢٦، وكان سعد زغلول هو الزعيم الوحيد الذى تُشيع جنازته مرتين.