رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الكاثوليكية» تحيي ذكرى رحيل القديس لودجـر من مونستر الأسقف

كنيسة
كنيسة

تحي الكنيسة الكاثوليكية ذكري رحيل القديس لودجـر من مونستر الأسقف، إذ روي الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلا: ولد لودجر عام 742 م في أوتريخت بألمانيا، ولما كبر أرسله أبوه إلى القديس غريغوريوس تلميذ القديس بونيفاسيوس وخليفته في تدبير كنيسة أوتركتا ليتتلمذ له فقبله القديس غريغوريوس في ديره واجتهد في تربيته، وكان يتعجب من فضائله وسرعة تعلمه ورسمه شماساً ثم انطلق لودجر إلى إنجلترا بأذن من القديس غريغوريوس ليتكمل في العلوم والدراسات الروحية والعلمية وبقي مدة أربع سنين ونصف يدرس عند أحد المعلمين الماهرين، ثم رجع إلى أوتركتا. 

وتابع: وفى غضون ذلك مات غريغوريوس وخلفه أسقف يدعى البريكس فهذا رسم لودجر كاهناً وقلده مهمة الوعظ بالإنجيل في بلاد فريزا فنجح القديس بوعظه وربح لأيمان المسيح جمعاً غفيراً من غير المؤمنين، وشيد أديرة عديدة وبنى كنائس كثيرة في تلك النواحي، وبعد ذلك الزمه فساد السكسونيين في بلاد فريزا أن يقطع أعماله الرسولية ويترك تلك البلاد. فذهب إلى روما وأخبر البابا أدريانس الثاني بذلك ثم انطلق فسكن في دير جبل كسين ومكث فيه ما يزيد على ثلاثة سنوات.

مضيفا: ومارس هناك حياة التقشف، وفى ذلك الزمان حارب كارلس الكبير ملك فرنسا السكسونيين وغلبهم وافتتح بلاد فريزا. فرجع لودجر إليها وأخذ يبشر بالإنجيل عند السكسونيين وهدى منهم عدداً وافراً وعمل نظير ذلك في بلاد أخرى. وكان الملك كارلس يحبه جداً وبعد ذلك رسامه أسقف كلونيا اسقفاً على مدينة منستر. 

وكان هذا القديس يشرح ويفسر كل يوم الكتاب المقدس لتلاميذه ويقشف جسده بالصوم والصلاة والسهر ويلبس المسوح ويعمل أنواعاً أخرى من التقشف.

وتابع: وكان حليماً وديعاً نحو الفقراء والمحتاجين وقاسياً شديداً على الأغنياء المفتخرين بثروتهم، وعلى الخطأة المصريين على خطاياهم. فلما رأى الشيطان حسن سيرته حرك اناساً على أن يشوا به عند الملك ظلماً فأرسل الملك كارلس يدعوه وكان عالماً ببراءته وكان القديس حينئذ يصلى المزامير، فقال للمرسلين إليه. لا أتى إلا بعد ما أكون قد فرغت من تلاوة الصلاة.

وتابع: فانصرفوا عنه وأخبروا الملك فأرسل عليه ثانيه وثالثة وكان القديس يجاوب الرسل بكلامه الأول. ولبث الملك ينتظره حتى فرغ من تلاوة الصلاة، وحينئذ انطلق ومثل أمامه فقال له الملك: ما الذي ابطاك، فأجابه أيها الملك ظننت أنك لا تستكره تفضيل الله وتمييزه مما سواه لأن الأنسان حينما يتخاطب مع الله ينسى كل شيء. فاقتنع الملك بهذا الجواب وبرره من جميع التهمات وعاقب مضطهدين كافة.

مضيفا: وكان للقديس لودجر محبة عظيمة للصلاة والإماتات. ونال من الله موهبة عمل المعجزات والنبوة. وهكذا قضى أيام حياته بالأعمال الصالحة حتى رقد في الرب يوم 26 مارس عام 809م.بمدينة بيلربك.