رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير إفريقى بشئون الجماعات الإرهابية: السلطات فى هذه الدولة غير قادرة على مكافحة الإرهاب و«الشباب» جزء من داعش

جريدة الدستور

قال كلان إميلي تشيس دوناهو، الخبير في شئون الجماعات الإرهابية، إن المتمردين الإسلاميين عندما حاصروا مدينة «بالما» الساحلية، في شمال شرق موزمبيق الغنية بالغاز، في 24 مارس السابق، أسفر ذلك حينها عن مقتل العشرات، بمن في ذلك العديد من الأجانب، وحظيت القصة باهتمام دولي حيث إن التمرد في موزمبيق، الذي تشنه مجموعة تطلق على نفسها حركة «الشباب»، كان للتنظيم الصومالي الذي بايع تنظيم داعش الإرهابي.

وأضاف كلان، في تصريحات خاصة لـ"أمان"، أن جماعة الشباب المتشددة تقاتل ضد حكومة موزمبيق منذ عام 2017 ولم تتحدث بشكل خاص عن أهداف تمردها، لكنها عبرت عن رغبتها في إقامة حكم من خلال نسخة متشددة من الشريعة الإسلامية في كابو ديلجادو، ويبدو أن أهداف المجموعة تتركز على تقويض وإهانة السلطة العسكرية والسياسية للحكومة الموزمبيقية، واكتساب الدعم المحلي ومحاربة المصالح الأجنبية في كابو ديلجادو.

وحسب ما ورد عن لسان «كلان»، فإن التوترات الدينية والعرقية إلى جانب الظروف الاقتصادية الإقليمية السيئة التي يعاني منها العديد من الدول الإفريقية جميعها عوامل بارزة تحفز على العنف، ويعتقد القادة المحليون وأفراد المجتمع أن المسلحين هم في الأساس شباب ساخط تدفعهم عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية معقدة، بما في ذلك مشاعر التهميش والخلافات مع السلطات الدينية في إفريقيا، إلى الانضمام إلى الكيانات التي تتسم بالقوة وقادرة على السيطرة على منافذ الثروات والمال.

وأوضح أن أهل السنة والجماعة أو تنظيم الشباب تم تأسيسه من زعماء دينيون موزمبيقيون وتنزانيون لهم صلات بالدوائر السلفية في تنزانيا وكينيا والصومال، مشيرا إلى أن مصادر محلية مختلفة تؤكد أن القيادة المبكرة للجماعة شملت السكان المحليين الذين درسوا العقيدة الدينية وتلقوا تدريبات عسكرية في تنزانيا والسودان لحماية أنفسهم من الجماعات العقائدية المناهضة للإسلام في إفريقيا.

وأشار الباحث فى شئون جماعات الإسلام السياسي إلى أن الروايات التي سمعها من السكان المحليين في موزمبيق والصومال وكينيا تشير إلى أن أحد التأثيرات المبكرة لقيام الجماعات المتطرفة والمتشددة في إفريقيا بدأ عندما سعى شخص يدعى «روجو محمد»، وهو رجل دين متطرف من دولة كينيا، إلى تقديم الدعم إلى حركة الشباب الصومالية، ودعا إلى دعمهم عبر نطاق واسع، وكانت الأمم المتحدة قد وضعته على قوائم المتطرفين حتى قتل في عام 2012.

وقال إنه على الرغم من مقتل الداعم لحركة الشباب الصومالية المتشددة إلا أن الكثير من محاضراته لا تزال قائمة ويتبعها الناس ولا زالت تنشر التطرف والأفكار العنيفة في العالم، خاصة إفريقيا، وأضاف أن أتباع «روجو» لم يكونوا في الصومال فقط بل بفضله تمكنوا من الدخول إلى موزمبيق وكينيا وغانا ونشر أفكارهم في القرى الفقيرة والمهمشة.

وتمكن أعضاء الشباب من تجنيد الفقراء أو العاطلين عن العمل عبر توفير قروض صغيرة لهم وتوفير عمل لتسديد القروض، ومكنوا المجندين من استثمار قروضهم في أي قطاع، بما في ذلك الاقتصاد غير المشروع، لمساعدتهم على بناء الثروة من خلال فرص العمل، وتم جذب المجندين إلى هذه المشاريع التجارية من خلال الاستفادة من مشاعر التهميش طويلة الأمد وقضايا بطالة الشباب والفقر.

وأضاف أن الحركة تحولت من جماعة دينية دعوية متطرفة إلى تنظيم مسلح متطرف، حيث أنشأوا معسكرات تدريب في المناطق الشمالية من موزمبيق، وسعوا لتجنيد الشباب من كافة دول إفريقيا وتدريبهم على التقنيات العسكرية.