رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقارير: أفغانستان قد تواجه عنفًا وحربًا أهلية تشبه ما يحدث فى سوريا

حركة طالبان
حركة طالبان

تحاول حركة «طالبان» المتشددة التركيز في التحول من مجموعة متطرفة متمردة إلى سلطة تحكم الدولة الأفغانية بعد إسقاطها الحكومة ودفع أمريكا للانسحاب من أفغانستان، في ظل مواجهتها أكبر منافس متطرف لها وهو الفرع الإقليمي لتنظيم داعش الإرهابي في كابول، والذي شن سلسلة من الهجمات الدموية خلال الأسابيع الأخيرة.

فقد قتل أول أمس الثلاثاء ما يقرب من 24 شخصا، بينهم قائد بارز في طالبان، وأصيب العشرات في مذبحة تبناها تنظيم داعش في خراسان، المعروف أيضًا باسم «داعش خراسان»، حسب الصحف الأفغانية المحلية.

وقبيل ذلك قتل عشرات المسلمين الشيعة في مسجد بمدينة قندوز، الواقعة بشمال شرق أفغانستان أكتوبر الماضي، بالإضافة إلى تفجير انتحاري قتل فيه أكثر من 100 شخص، بينهم 13 جنديا أمريكيا أثناء إجلاء القوات الأمريكية في أغسطس الماضي.

فيما وصفت تقارير عالمية المواجهة بين الأطراف المتشددة بأنها "مقلقة"، حيث جاء في تقرير بحثي نشره جان لوك ماريت، عبر مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية- مؤسسة فكرية فرنسية- أن تنظيم داعش في خراسان يضم مجموعة من المنظمات الجهادية السابقة، بما في ذلك الأويجور والأوزبك والمنشقون عن طالبان.

وحسب تقديرات الأمم المتحدة، يوجد لدى داعش في خراسان ما بين 500 عنصر وبضعة آلاف مقاتل في شمال وشرق أفغانستان، بما في ذلك عدد منهم يقعون تحت أنظار طالبان في العاصمة كابول نفسها.

وأشار تقرير مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية الفرنسية إلى أنه منذ عام 2020 زُعم أن المجموعة يقودها شهاب المهاجر، ويشير اسمه الحركي إلى أنه وصل إلى المنطقة من العالم العربي، لكن أصوله لا تزال غامضة حتى الآن.

وأضاف أن شائعات مختلفة تشير إلى أنه كان قائدا للقاعدة أو عضوا سابقا في شبكة حقاني، وهي واحد من أقوى الفصائل المرهوبة في طالبان.

وذكر التقرير أن حجم التهديد الذي تواجهه أفغانستان والعالم لا زال في مستويات مرتفعة، مشيرا إلى أن تنظيم داعش في خراسان كان مسئولًا عن بعض أكثر الهجمات دموية في المنطقة في السنوات الأخيرة، حيث ذبح المدنيين في أفغانستان وباكستان، وفي المساجد والأضرحة والساحات العامة وحتى المستشفيات.

واستهدفت الجماعة بشكل خاص المسلمين من الطوائف الأخرى، بما في ذلك الشيعة، تمامًا مثلما فعلت جماعة داعش الأصلية تجاه الأقليات والمذاهب والطوائف المختلفة.

ووفقًا للباحث عبيد السيد، من شركة «اكستراكت» المختصة بتتبع التطرف عبر الإنترنت، فقد نشر عبر الموقع أن قادة داعش في أفغانستان الآن وضعوا تركيزًا متجددًا على حرب المدن والعنف الرمزي ونشر الخوف والترهيب وزعزعة الأمن وإضعاف القوة المتواجدة.

وتابع أن العديد من مقاتلي داعش خراسان قاتلوا بجانب طالبان أو الجماعات المتحالفة سابقا، أو جاءوا من حركات متمردة مستوحاة من القاعدة.

في حين أن كلًا من طالبان وداعش في خراسان من المسلحين الإسلاميين السنة المتشددين، إلا أنهما يختلفان في الاستراتيجية وتفسير الدين، بينما يزعم كل منهما أنه حامل راية الجهاد الحقيقي.

وأكد أنه على الرغم من تاريخ طالبان الطويل في استهداف الشيعة، فقد تعهدت الحركة الآن بحمايتهم، ومع ذلك لا يزال تنظيم داعش في خراسان عازمًا على القضاء على الجماعات التي يعتبرها مرتدة.

وتهدف حركة طالبان عام 2021 إلى حكم أفغانستان وفقًا لتفسيرها للشريعة الإسلامية، في حين لا يزال تنظيم داعش في خراسان متمسكًا بهدف الخلافة العالمية.

وقالت باربرا كليمان، من منظمة دراجونفلاي سيكيوريتي إنتليجنس: «لقد نجح تنظيم داعش في خراسان سابقًا في تجنيد أعضاء ساخطين من طالبان وأولئك الذين يرون أن طالبان معتدلة للغاية.. ومع قيام طالبان الآن على ما يبدو بتنفيذ بعض الإصلاحات المعتدلة، هناك احتمال كبير أن يحاول داعش خراسان الاستفادة منها لضم الرافضين لتلك المحاولات التي تسعى لها طالبان الآن من أجل الحصول على قبول عالمي».

هل طالبان مجهزة للرد؟

وقالت «كليمان» حول جاهزية طالبان للوقوف أمام داعش إن حكومة أفغانستان المدعومة من الولايات المتحدة السابقة كانت قد تلقت مئات المليارات من الدولارات كدعم ومساعدة أمنية، لكنها لم تستطع هزيمة طالبان ولا داعش في خراسان.. والآن تواجه طالبان تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان بمساعدة خارجية قليلة جدًا، ودون أي من عمليات جمع المعلومات الاستخبارية المتطورة والمراقبة التي تنشرها الجيوش الأجنبية، لكن ما تمتلكه طالبان لم تمتلكه الجهات الأجنبية والمدعومة المتطورة، حيث إنها كانت جزءا من تلك الجماعات، لذا فهى تعرف عدوها والتضاريس الخاصة ببلدها، وقد أعلنت الشهر الماضي عن تدمير خلية تابعة لتنظيم داعش في خراسان بعد هجوم كابول الانتحاري، ولديها دعم محتمل من مجموعتين تعرفان جيدًا تكتيكات داعش خراسان.

كما ذكر تقرير صادر عن مركز «صوفان»، ومقره الولايات المتحدة، أنه إذا أرادت طالبان محاربة داعش خراسان فسيتعين عليها الاعتماد على شبكة حقاني والقاعدة والجهات الفاعلة العنيفة الأخرى غير الحكومية للحصول على القوة البشرية والخبرة القتالية والدعم اللوجستي، وهو ما شاهدناه عبر وصول عدد من القيادات التابعة لتنظيم القاعدة من باكستان إلى افغانستان خلال الشهرين الماضيين، مؤكدا أنه قد تشهد أفغانستان عنفا مستمرا وحربا داخلية بين الجماعات المتطرفة تشبه ما يحدث في سوريا.