رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير حركات إسلامية عن الصراعات بين الجماعات فى إفريقيا: «قد تكون نهايتهم بأيديهم»

جريدة الدستور

قال ستيج جارلي هانسن، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة النرويجية لعلوم الحياة والخبير في الحركات الإسلامية بإفريقيا، إنه كان من المفترض أن تكون القارة السمراء مقرًا بديلا ناجحًا للجماعات الارهابية خاصة داعش.

ونشر هانسن تقريرا حول وضع التنظيمات الارهابية في إفريقيا عبر موقع "روك أون وور"، المختص بشئون الحروب، أشار فيه إلى أن المراقبين وجدوا أن تصاعد هجمات التنظيم هناك دليل على أن القارة أصبحت المركز الجديد للجهاد العالمي، وأن الأمم المتحدة قد أعلنت أن "تصاعد الإرهاب في إفريقيا في الأشهر الأخيرة مثير للقلق، خاصة مع انتشار داعش في أنحاء القارة الإفريقية".

وأكد هانسن أنه بالرغم من تواجد التنظيم بشكل واضح في إفريقيا إلا أن التنظيم يواجه العديد من المشاكل في القارة، على رأسها الشقاق، حيث قُتل ثلاثة جهاديين أفارقة بارزين خلال الأشهر القليلة الماضية، اثنان على يد جهاديين آخرين، وانجرف التنظيم في صراعات محلية، مما أصاب قادة داعش بخيبة أمل، وأصبحت الجماعة الآن طرفا في معارك بين عشائر الفولاني المختلفة، وبين البدو والمزارعين.

وكشف خلال التقرير عن أنه تم قتل ثلاثة جهاديين أسطوريين تابعين لتنظيم داعش، منهم أبوبكر شيكاو، وأبومصعب البرناوي، وعدنان أبووليد الصحراوي، لافتًا إلى أن تطورات مقتل قادة الإرهاب في إفريقيا يوضح مدى عمق الانقسام، وأنه غالبًا ما يُشار إلى التنظيم باسم «بوكو حرام»، وكانوا قد أقسموا الولاء لداعش في عام 2015، ثم في عام 2016 انقسموا إلى قسمين، وظل أحد الفصائل، بقيادة مؤسس الجماعة، مواليًا للقيادة المركزية لداعش، وأصبح يُعرف باسم «ولاية غرب إفريقيا» التابعة لتنظيم داعش، واحتفظ الفصيل الآخر، بقيادة أبوبكر شيكاو، باسم «جماعة أهل السنة».

وعام 2019، استطاعت «ولاية غرب إفريقيا»، التابعة للتنظيم، السيطرة على تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، والذي كان يعمل في منطقة الحدود الثلاثية بين بوركينا فاسو والنيجر ومالي، وتمكنت بعد ذلك من زيادة نشاطها الإرهابي بشكل كبير في المناطق الحدودية بين النيجر ومالي.

وأشار الخبير في الحركات الإسلامية في إفريقيا إلى أنه حتى مع توسعها ودمجها مع مجموعات أخرى، لم تستطع «ولاية غرب إفريقيا»، التابعة لتنظيم داعش، أن تفلت من انقساماتها السابقة، حيث أدى انشقاقها عام 2016 عن جماعة أهل السنة إلى تمهيد الطريق لاثنين من أهم ثلاثة قتلى جهاديين في عام 2021، حيث تمكن تنظيم داعش من قتل شيكاو، زعيم جماعة أهل السنة، بعد أن حشد قواته حول غابة سامبيسا في شمال شرق نيجيريا إلى الحدود الكاميرونية، لكن خصومه في داعش كانوا أقوياء بما يكفي لقيادة هجوم في عمق سامبيسا، وقتل أبوبكر شيكاو في مايو الماضي.

وخلال صيف عام 2021، حاولت «ولاية غرب إفريقيا» الاستفادة من هذا الانتصار بإلقاء خطب بلغة «الهوسا» تتهم شيكاو باستهداف المدنيين المسلمين وفرض الزيجات القسرية ودعم طالبان والقاعدة، وكان الهدف من هذه الدعاية إقناع أعضاء جماعة أهل السنة المتبقين بالتخلي عن الجماعة، وبدا أنها نجحت، ففي صيف عام 2021 استسلم عدد كبير من المقاتلين وانضموا لداعش، ووصل العدد- حسب المصادر- إلى ما يقرب من 6 آلاف مقاتل إرهابي، بينما لم يرغب البقية في الانضمام إلى «ولاية غرب إفريقيا» بعد أن قتلت زعيمهم القديم.

وختم هانسن بأن هذه الصراعات بين الجماعات الإرهابية قد تكون هي نقطة نهايتهم بأيديهم.